اغتيال الأدمغة العربية الشابة... فتّش عن الموساد؟

ماذا عن اغتيال الشبّان العرب المجلّين في الغرب، ولماذا يكون القاسم المشترك بينهم دائماً هو تميّزهم في الساحات العلمية والمهنية؟ وهل يندرج كل هذا تحت مسمى "حرب الأدمغة" التي يشنها العدو الإسرائيلي ؟

هشام سليم مراد: طالب لبناني تخصص في الفيزياء النووية تم اغتياله في فرنسا

مساء الثلاثاء 27 شباط/ فبراير 2018 تبلغت عائلة الطالب هشام سليم مراد البالغ من العمر 22 عاماً، من شقيقته مايا التي تتابع دراستها في فرنسا خبر وفاته، وسط تضارب في المعلومات وشائعات عدة طاولت الضحية والعائلة، أبرزها أن "أيادي إسرائيلية طعنته في شقته الفرنسية، بسبب تفوّقه العلمي في مجال الفيزياء النووية". فهشام يتابع تحصيله العلمي منذ خمس سنوات في جامعة Grenoble الفرنسية، وهو من بلدة بريقع في قضاء النبطية جنوب لبنان.
ونشر موقع إلكتروني محلي أن أ. ش. وهو أستاذ جامعي لبناني يحاضر في جامعة غرنوبل في فرنسا وتربطه معرفة بهشام ومايا قوله "إن الأخيرة حاولت التواصل مراراً مع شقيقها صباح الثلاثاء، للإطمئنان عنه لكنه لم يجب، وقد أكملت نهارها بشكل طبيعي وكررت محاولة الاتصال به  لكنها أيضاً لم تلقَ جواباً منه، فسارعت إلى الشقة التي يقطنها وهي القريبة من مكان سكنها، وقامت بفتح الباب بالمفتاح الاحتياطي الموجود بحوزتها، إلا أنها لم تلاحظ أي علامات غريبة في الشقة أو أثار للعراك أو الضرب أو حتى الدماء.
وأضاف "عندها اتصلت مايا بالشرطة لتقديم بلاغ عن فقدان شقيقها التي طلبت منها الحضور إلى مركزها وأبلغتها أنه نحو الساعة 11 صباحاً تلقت الشرطة اتصالاً من الجيران في المنطقة تفيد عن سقوط جثة في حديقة المنزل حيث يقطن هشام". فتوجهت الأجهزة المعنية على الفور لإسعافه لكنها لم تنجح في ذلك وتوفي قبل نقله إلى المسشتفى".

حسن علي خير الدين: طالب لبناني أطروحته حول سيطرة اليهود

حسن علي خير الدين: طالب لبناني أطروحته حول سيطرة اليهود على الاقتصاد العالمي

وفي 23 شباط/ فبراير 2018، أعلن في كندا  عن وفاة الشاب اللبناني حسن علي خير الدين، الطالب اللبناني الذي طُعن بخنجر في 14 من الشهر نفسه يوم عيد ميلاده الـ23، داخل مهجع جامعة "هاليفاكس" حيث كان يتخصص في علم الاقتصاد. وتميّز الشاب بذكائه منذ الصغر، ونال لقب "العبقري" عندما كان في عمر 13 لدى مشاركته في مسابقة "عيش سفاري" على تلفزيون MBC.

وعن تفاصيل مقتله، قال صديقه ياسر، إنه عثر على حسن أسفل الدرج الخلفي لحرم الجامعة حيث كان يتلقى علومه في مادة الإقتصاد في السنة الثالثة بتفوق، مصاباً بطعنتين من سكين حاد إحداهما في خاصرته والأخرى في رقبته استقرت في قلبه. مؤكداً أن مكان الحادثة هو الزاوية الوحيدة في الجامعة التي لا تظهرها كاميرات المراقبة التي تلف الجامعة، وهذا برهان على التخطيط المسبق للجريمة وضمان المرتكب ألا يراه أحد.

والد حسن يعمل مخرجاً في دبي، فيما حسن ووالدته وشقيقاه جاد وآدم توجهوا إلى كندا عام 2007 بهدف تحصيل العلم، وقد اختار حسن أطروحته عن "سيطرة اليهود على الإقتصاد العالمي"، كما أن الفقيد مؤسس لجمعية القوميين اللبنانيين ويعرف بحبه الشديد لوطنه لبنان، وكان دائماً يردد "انتظر الساعة التي أعود فيها إلى لبنان دون عودتي إلى بلاد الغربة لأخدم وطني وأهلي".

عندما اختطف العسكريون  في أحداث عرسال، حيث استشهد البعض منهم، زار حسن لبنان وبادر إلى زيارة عائلات الشهداء العسكريين لتقديم واجب العزاء، تقديراً منه لدمائهم، كما عمل على إدراج سيرتهم عبر موسوعة WIKIPEDIA حتى يتسنى لكل باحث عنهم أن يصل إلى معلومات دقيقة حولهم، ولم يوفر حسن أيّاً من وسائل التواصل الاجتماعي لإظهار المجازر الذي ارتكبها العدو الصهيوني.

ويبقى السؤال... لماذا يطعن شاب بهذه المواصفات في بلد من الأكثر أماناً عالمياً؟ هذا هو السؤال الذي يحيّر عائلة حسن.

إيمان حسام الرزة: نابغة فلسطينية مستشاره في الكيمياء

وجدت إيمان حسام الرزة البالغة من العمر 27 عام جثه هامدة بمدينة البيرة الفلسطينية في 25 آذار/ مارس 2018. 

وأوضح المتحدث باسم الشرطة المقدم لؤي ارزيقات بأن غرفة عمليات شرطة محافظة رام الله والبيرة  تلقت بلاغاً يفيد بوجود فتاة معلّقة داخل شقة بمدينة البيرة على الفور، تحركت قوة من إدارة المباحث العامة وقسم التحقيق للمكان وعند وصولها كانت الفتاة معلّقة بحبل داخل شقة بعمارة في مدينة البيرة وقد حضرت النيابة العامة والطبيب الشرعي للمكان وبالكشف الظاهري على الجثمان لم يتم تحديد سبب الوفاة وتم نقله للمجمع الطبي برام الله، مشيراً إلى أن النيابة العامة قررت التحفّظ على الجثمان وأحالته لمعهد الطب العدلي للتشريح بهدف الوصول لأسباب الوفاة الحقيقية.
إيمان حسام الرزة مهندسة كيماوية تخرجت من جامعة النجاح الوطنية تشعّ حيوية ووطنية وإلتزاماً وأدباً وثقة وقوة في النفس، هي إبنة أخ الشهيد أيمن الرزه الذي تم اغتياله عام 1989 ووالدها الأسير والمناضل حسام الرزة القيادي البارز في الحبهة الشعبية وأخت الأسير بدر الرزة.

نشر والد الفتاة حسام الرزة عبر صفحته الشخصية على "الفيس بوك" منشوراً يتحدث به عن إبنته، موجّهاً الرزة حديثه للمواقع الصفراء التي تنشر معلومات خاطئة عن إبنته وأنها هي من أقبلت على الإنتحار، مهدداً بمقاضاة هذه المواقع قائلاً "سنلاحق المواقع التي ترقص على آلام الناس بالقانون".

وأكد في منشوره على أنَّ إيمان قد حصلت على معدل 89,9 في الثانوية العامة، وتعمل في مؤسسة مستشاره في الكيمياء، ومتطوّعة بأخرى، قائلاً "إنها تقدّم طلب توظيف لثالثة وكانت قبل أشهر مسؤولة عن مصنع ومسؤولة عن العديد من العاملين والعاملات"، مستنكراً كافة المعلومات التي شوهت صورة إبنته.

كما أوضح في منشوره أن لإيمان حس وطني عالٍ، مستذكراً لها بعض المواقف منذ طفولتها وحتى قبل وفاتها قائلاً "عندما قال لها رجل المخابرات الإسرائيلية قبل عام أنت محرومة من دخول إسرائيل لمدة 112 سنه أجابت وهل تعتقد أن بقائكم على أرضنا أبدي"، مضيفاً "قبل شهرين وفي الأردن قال لها ضابط المخابرات أعطيني رقم أبوك علشان نسمحلك بجواز السفر أجابت أنا مش مسؤولة عن أبوي شوف حدا تاني يعطيك إياه وما بديش جوازكم فهل هذه فتاه لا تثق بنفسها؟".

فادي محمد البطش: جائزة أفضل باحث عربي

فادي محمد البطش: حائز على جائزة أفضل باحث عربي تم اغتياله في ماليزيا

 منذ أيام، اغتال مجهولون في ماليزيا الأكاديمي الفلسطيني والمحاضر الجامعي الدكتور فادي محمد البطش عن عمر 35 عاماً، أثناء توجهه للصلاة في المسجد القريب من منزله في 21 نيسان/ أبريل 2018 الماضي،  في حين وجهّت أصابع الإتهام لجهاز الموساد الإسرائيلي.

والدكتور البطش من بلدة جباليا شمال قطاع غزة، ويقيم في مدينة "جومباك" شمال العاصمة الماليزية كوالالمبور.

وأفاد قائد الشرطة الماليزية في مدينة جومباك مازلان لازيم أن شخصين يستقلان دراجة نارية أطلقا أكثر من 14 رصاصة على البطش، أصابت إحدى الرصاصات رأسه بشكل مباشر فيما أصيب جسده بوابل من النيران، ما أدى إلى وفاته على الفور.

كما انتشر مقطع فيديو للشهيد وهو ملقى على الأرض والدماء تسيل من رأسه، فيما تجمهّر حوله حشد من الناس قبل قيام سيارات الإسعاف بنقل جثمانه إلى المشفى.

يذكر أن الشهيد البطش يعمل محاضراً جامعياً في جامعة خاصة، وهو إمام لمسجد العباس، ويعمل مع جمعية My Care الخيرية في ماليزيا، والتي تتفرع عنها عدة جمعيات خيرية وإنسانية مثل جمعية الأقصى الشريف، وجمعية i4Syria الخيرية.

وعمل الشهيد موظفاً في سلطة الطاقة بغزة قبل سفره إلى ماليزيا، وهو بارع جداً في مجال دراسته هندسة الكهرباء وتخرّج من الجامعة بدرجة امتياز ونال جائزة أفضل باحث عربي في منحة الخزانة الماليزية. وكان مقرراً مغادرته ماليزيا يوم الأحد 22 نيسان/ أبريل متوجهاً إلى تركيا لرئاسة مؤتمر علمي دولي في الطاقة هناك.

اتهم رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية الموساد الإسرائيلي بالوقوف وراء عملية اغتيال الباحث الفلسطيني في علوم الطاقة فادي محمد البطش في ماليزيا، فيما قال وزير الأمن الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان تعقيباً على اغتياله "نرفض إدخال جثمانه ودفنه في قطاع غزة"، كاشفاً عن طلب حكومته من مصر عبر القنوات المناسبة عدم إدخال جثمانه إلى القطاع عبر معبر رفح.

بدوره، إتهم القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش جهاز الموساد بالوقوف خلف جريمة الاغتيال قائلاً في تصريحاتٍ صحفية "نحن كعائلة نتهم جهاز الموساد بالوقوف خلف حادثة الاغتيال للدكتور فادي محمد البطش الباحث في علوم الطاقة"، مطالباً السلطات الماليزية بإجراء تحقيق عاجل لكشف المتورطين بالاغتيال قبل تمكنهم من الفرار.

وفي السياق، أفاد نائب رئيس الوزراء الماليزي وزير الداخلية أحمد زاهد حميدي أن الحكومة تبحث احتمالية تورط وكالات أجنبية باغتيال الشهيد، قائلاً في تصريحات نقلتها صحيفة "نيو سترايتس تايمز" المحلية إنّ "السلطات لا تستبعد الاحتمالية تورط وكالات أجنبية بناءً على كيفية قتل الأكاديمي فادي البطش"، مضيفاً  "يمكن أن يكون لقتله بعض الصلات مع وكالات استخبارات أجنبية أو بعض الدول غير الصديقة مع فلسطين".

والجدير ذكره، أن معلّقين إسرائيليين اعتبروا أن اغتيال البطش يأتي في سياق حرب الأدمغة بين الفلسطينيين وإسرائيل.

 

عمر النايف: أسير سابق اغتيل في بلغاريا بظروف غامضة

عمر النايف: أسير سابق تم إغتياله بالسفارة الفلسطينية عام 2016 في ظروف غامضة

 عمر النايف اغتيل في بلغاريا في شباط/ فبراير 2016، حيث عائلة النايف قد أكدت اغتيال نجلها داخل مقر السفارة الفلسطينية في بلغاريا، حيث كان يحتمي منذ شهرين، بعدما طلبت إسرائيل من السلطات البلغارية تسليمه.

 وقال شقيقه أحمد النايف إن "جثة عمر وجدت داخل مقر السفارة"، محمّلاً الموساد "مسؤولية اغتياله".

صحيفة "معاريف" الإسرائيلية نشرت مقالاً للكاتب الإسرائيلي يوسي مليمان حول ملابسات اغتيال عمر النايف في بلغاريا، والجهّات التي يمكن أن تقف وراء الاغتيال، مع التركيز على سهولة تنفيذ الاغتيال من قبل الموساد.

يذكر أن  عمر النايف فلسطيني من قيادات الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، اعتقله الاحتلال في منتصف ثمانينيات القرن الماضي بتهمة قتل مستوطن إسرائيلي، غير أنه نجح في الهرب عام 1990، حيث عاش في بلغاريا لأكثر من عقدين.

اخترنا لك