موسكو: الدول الغربية تمنع التحقيق المشترك في قضية سكريبال
مندوب روسيا لدى "منظمة حظر الأسلحة الكيميائية" يقول إن الدول الغربية منعت تبني مشروع قرار روسي صيني إيراني لتحقيق مشترك في قضية سكريبال، والمتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا تعتبر أن لندن تحاول من خلال قضية سكريبال تحقيق مهامها التكتيكية الظرفية، وموسكو تدعو لعقد جلسة لمجلس الأمن لمناقشة رسالة تيريزا ماي حول القضية نفسها.
أعلن ألكسندر شولغين، مندوب روسيا لدى "منظمة حظر الأسلحة الكيميائية"، أن الدول الغربية منعت تبني مشروع القرار الروسي الصيني الإيراني حول تحقيق مشترك في قضية تسميم الجاسوس السابق سيرغي سكريبال وابنته يوليا، في مدينة سالزبوري البريطانية.
شولغين ذكر أن مشروع القرار لم يحصل على العدد الضروري من الأصوات بسبب موقف بريطانيا والولايات المتحدة، مضيفاً أن 23 دولة أو أكثر من نصف أعضاء المجلس التنفيذي للمنظمة "إما أيّدت المشروع أو امتنعت عن التصويت، لكن ذلك لم يكن كافياً لتبني مشروع القرار".
المندوب الروسي قال أيضاً إنه "على خلفية نتائج التصويت يمكننا أن نقول بكل تأكيد إن الأقنعة سقطت. بريطانيا والولايات المتحدة اللتان تنتحلان صفة حماة القانون الدولي، في الحقيقة تنتهكان أعراف القانون الدولي بشكل فظ"، مشيراً إلى أن مشروع القرار الروسي – الصيني – الإيراني المشترك كان يتوافق مع اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية بشكل تام.
شولغين أكد أن بلاده أتلفت كامل ترسانتها الكيميائية تحت رقابة المنظمات الدولية بينما لم تقم الولايات المتحدة بذلك، وهي إحدى أغنى الدول في العالم، بذريعة قلة التمويل.
زاخاروفا: لندن تحاول تحقيق مهامها التكتيكية الظرفية
وسبق ذلك إعلان المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن لندن بخلقها من روسيا عدواً عن طريق توريطها في قضية سكريبال "تحاول تحقيق مهامها التكتيكية الظرفية".
زاخاروفا أكدت خلال مؤتمر صحفي أمس الأربعاء، أن إحدى تلك الأهداف بتضخيم لندن لقضية سكريبال هي محاولة تبرير النفقات العسكرية، مذكرة بأن وزير الدفاع البريطاني غافين ويليامسون، طالب بتحديث القوات المسلحة البريطانية على خلفية القضية المذكورة بذريعة أن "روسيا تشكل تهديداً على أمن بريطانيا".
المسؤولة الروسية كذّبت المزاعم بأن موسكو ترفض التعاون مع بريطانيا في هذه القضية، وقالت إن "اقتناع المجتمع والرأي العام في أوروبا بأن روسيا قد رفضت تقديم معلومات لبريطانيا، وحتى طرح المسألة وأنها أغلقت الباب أمام أي إمكانيات للتعاون مع لندن بخصوص الواقعة، مبني على كذبة مكتملة مئة في المئة".
موسكو تطلب عقد جلسة لمجلس الأمن لمناقشة رسالة ماي بخصوص سكريبال
وفي السياق، طلبت موسكو عقد جلسة لمجلس الأمن لمناقشة رسالة صدرت عن رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، بخصوص قضية سكريبال.
مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، أوضح أن طلب بلاده جاء انطلاقاً من مبدأ تتمسك به روسيا وهو أن "استخدام أسلحة كيميائية من قبل أي طرف وفي أي مكان أمر مرفوض ويجب التحقيق فيه ومعاقبة المسؤول""، مضيفاً أن "استخدام السلاح من هذا النوع يهدد بانتشار أسلحة الدمار الشامل".
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أكد أن المادة السامة التي استخدمت في تسميم سكريبال يمكن صناعتها في 20 دولة.
وطالبت الخارجية الروسية أواخر الشهر الماضي لندن بسحب أكثر من 50 دبلوماسياً في موسكو ليتوازى عدد الدبلوماسيين بين البلدين، مستفسرة من فرنسا عن سبب مزاعم الأخيرة بأن المادة التي سمم بها سكريبال روسية المنشأ.