من سيخلف أنجيلا ميركل؟
رفضت ميركل محاولات نائبها أولاف شولتز تصوير نفسه على أنه خليفتها الطبيعي.
تجري ألمانيا في 26 أيلول / سبتمبر الجاري أهم انتخابات لها منذ جيل، لاختيار خليفة للمستشارة أنجيلا ميركل بعد 16 عاماً من هيمنتها على السياسة المحلية والأوروبية.
في مسار الحملة الانتخابية، أكد المرشحان الرئيسيان - أرمين لاشيت، حاكم ولاية شمال الراين وستفاليا من حزب ميركل، الحزب المسيحي الديمقراطي، وأولاف شولتز، نائب المستشارة ميركل على أوجه التشابه بينهما.
وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، فإن بعض الألمان يشتكي من السباق الممل لكن الناخبين يريدون الاستقرار والموثوقية. مرشحة حزب الخضر، أنالينا بربوك، متأخرة بعدة نقاط.
وكتب رئيس مكتب الصحيفة في برلين: من يمكنه تأمين الاستقرار والاستمرارية بشكل أكثر فاعلية؟ أو بعبارة أخرى: من يمكنه متابعة نهج المستشارة ميركل؟
بقيت ميركل في الغالب بعيدة عن المعركة قبل الانتخابات، لكنها رفضت محاولات شولز لتصوير نفسه في حملة الانتخابات العامة في ألمانيا على أنه خليفتها الطبيعي، بحسب موقع "بوليتيكو".
ويهدف الزعيم المحافظ، الذي يخطط للتنحي بعد التصويت في 26 أيلول / سبتمبر بعد 16 عاماً في السلطة، أن يكون مرشح الحزب الاشتراكي الديمقراطي لمنصب المستشار بسبب رفضه المتكرر لاستبعاد تحالف مع اليسار المتطرف.
يشغل شولتز منصب نائب المستشار ووزير المالية في الائتلاف الحاكم الحالي وقد قدم نفسه على أنه الوريث المنطقي لميركل، على الرغم من أن الاثنين ينتميان إلى حزبين مختلفين. لقد آتت الاستراتيجية ثمارها: فقد صعد الحزب الاشتراكي الديمقراطي إلى المركز الأول في استطلاعات الرأي بينما تراجع المعسكر المحافظ بشكل كبير بعد سلسلة من الزلات من قبل المرشح أرمين لاشيت.
لكن ميركل قالت إن هناك "فرقاً كبيراً بالنسبة لمستقبل ألمانيا" بينها وبين شولتز. وأوضحت في مؤتمر صحفي مشترك مع المستشار النمساوي سيباستيان كورتس في برلين: "بصفتي مستشاراً، لن يكون هناك أبداً ائتلاف يشارك فيه حزب اليسار. ليس من الواضح ما إذا كان هذا هو الحال مع أولاف شولتز أم لا".
وحاولت ميركل بشكل عام البقاء خارج الحملة الانتخابية، رغم أنها ظهرت في تجمع حاشد مع لاشيت في وقت سابق من هذا الشهر. وبدا أن تدخلها الصريح يوم الثلاثاء الماضي يعكس عمق القلق الذي يشعر به القادة المحافظون بشأن حالة السباق الانتخابي.
ومن خلال زيادة احتمالية تشكيل ائتلاف يضم حزب اليسار، يأمل الاستراتيجيون المحافظون في إبعاد الناخبين الوسطيين عن شولتز إلى معسكرهم.
في مقابلة صحافية في نهاية الأسبوع الماضي، رفض شولتز مرة أخرى استبعاد تحالف مع حزب اليسار ، قائلاً إن مثل هذه الخطوة "ليست جيدة للديمقراطية". وقال إن الأمر متروك للناخبين لاختيار من يجب أن يحكم ألمانيا.
ووفقاً لاستطلاعات الرأي التي أجراها "بوليتيكو"، فإن الديمقراطيين الاشتراكيين يبلغون حالياً 24 في المائة، يليهم التحالف المحافظ المؤلف من الحزب المسيحي الديمقراطي والحزب المسيحي الاجتماعي بنسبة 22 في المائة وحزب الخضر بنسبة 18 في المائة.
نقله إلى العربية: هيثم مزاحم