ستيفن هوكينغ رحمه الله..!
الباحث الفيزيائي ستيفن هوكينغ تعرض مراراً لأحكام إسقاطية في معرض نقاش أفكاره حول الدين وفكرة الخلق، وقد تركزت آراء من يعارضونه من رجال الدين في الشرق تحديداً على أن مرضه ومعاناته الصحية هي بسبب نكرانه للنظرية الدينية!..
قبل أسابيع، انشغلت بعض قبائل العرب على منتديات النقاش العلمي التي يسمّونها "طويطر" ببحث جواز الرحمة على الممثلة الهندية الراحلة "سرديفي كابور"، وكالعادة انقسم القوم بين من يؤيد "أبا جهل" ومن يعارضه.
بيد أنّ المؤامرة الكونية على العرب عموماً مستمرة منذ أن تناول جدّنا الأول آدم التفاحة. وقد شاء القدر أن يختبرنا مرة أخرى قبل أيام، في بحث جواز الترحم على الفيزيائي الشهير "ستيفن هوكينغ" الذي وافته المنية عن دزينة من النظريات العلمية والكتب التي غيرت فهمنا للكون، في وقت كنا مشغولين بالإحتفال بمسابقة "أجمل عنزة" ومسابقة "Miss ناقة"، حتى بلغت بنا الحال حقن الإبل بـ"البوتوكس" وإخضاعها لعمليات تجميل في سبيل الفوز.
ولا يظنن أحد أني بموقع المعارض لحضارتنا وتاريخنا وثقافتنا، وتخلفنا أحياناً، Absolutely، بل أنا أشكر ربي صباحاً ومساءً على أني لم أولد في السويد مثلاً أو إيطاليا. تخيلوا معي يعني لو وُلدت في إيطاليا، لكان اسمي الآن "روبرتو".."روبرتو شهاب". ولكانت والدتي "الحاجة أم روبرتو". ثم لكنت متُ انتحاراً من الملل وغياب الإيمان مثلاً. أليس هذا ما يخبرنا به من يرجون لنا الهداية في معرض تقييمهم للحضارة الغربية؟.
بالمناسبة "ستيفن هوكينغ" تعرض مراراً لأحكام إسقاطية في معرض نقاش أفكاره حول الدين وفكرة الخلق، وقد تركزت آراء من يعارضونه من رجال الدين في الشرق تحديداً على أن مرضه ومعاناته الصحية هي بسبب نكرانه للنظرية الدينية!.. هكذا نحن في هذا الشرق العظيم، حين نعجز عن فهم رأي الآخر نعمد إلى تشويهه.
وكي أكون موضوعيًا، لا يشمل هذا الحال بالضرورة من يعيشون في هذه البقعة الجغرافية من العالم فقط، بل يمكنك أن تجد أستاذ جامعة عربياً في الغرب يحمل الفكر الإلغائي نفسه، بعد أن عجز عن مواكبة شؤون العصر وشاب على ما قرأه من كتب الأقدمين قبل أن يبتسم الحظ لنا ويُبعده إلى بلاد "الملاحدة والزنادقة".. ويدعنا نحن المساكين غرقى في إيماننا التقدمي!.
أما وقد مات ستيفن هوكينغ، فإن روح الرجل حاليًا – بحسب القاعدتين الأولى والثالثة لقانون الديناميكا الحرارية – قد تحولت إلى طاقة في مكان ما من هذا الكون الفسيح. وهو على الأرجح يبتسم، بعد أن عرف أجوبة الأسئلة الكبرى التي كان يسعى إليها طوال عمره، أو شفقة على حال من توقف الزمان في عقولهم عند حدود الأفكار الضيقة.
رحمك الله يا د. هوكينغ وجعلك آية لمعشر المؤمنين بأن الإرادة تصنع المستحيل، وأن العلم سبيل الإنسان للسعادة والخلود.