عباس يتّهم حماس بمحاولة اغتيال الحمدلله وفرج ويعلن عن إجراءاتٍ كبرى في غزة

حركة حماس تدين تصريحات الرئيس الفلسطيني محمود عباس وتعتبرها خروجاً عن اتفاقيات المصالحة وتجاوزاً للدور المصري، حيث كان عباس جدد اتهامه للحركة بالوقوف وراء محاولة اغتيال رئيس الوزراء الفلسطيني ورئيس الاستخبارات، وأكد أنها لا تريد المصالحة وارتكبت جريمة حمقاء كادت أن تودي البلاد نحو حرب أهلية.

عباس: لو نجحت عملية اغتيال الحمد لله وفرج لكانت البلاد أمام حرب أهلية

دانت حركة حماس بشدة ما ورد من تصريحات "غير مسؤولة" لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، والذي اعتبرته "يعمد، ومنذ فترة، إلى محاولة تركيع أهل غزة".

وقالت الحركة في بيان صحفي إنها تفاجأت "بالمواقف التوتيرية لعباس والتي تحرق الجسور وتعزز الانقسام وتضرب وحدة الشعب الفلسطيني وعوامل صموده"، محذرةً في بيانها من أن "تصريحات وقرارات عباس تشكل خروجاً على اتفاقيات المصالحة وتجاوزاً للدور المصري".

كما طالبت الحركة كل الجهات الإقليمية والدولية وجامعة الدول العربية "بالتدخل العاجل والمسؤول لوقف هذه التدهور الخطير".

من جهته، كتب القيادي في حركة حماس سامي أبو زهري على موقعه على "تويتر" أنه "على عباس أن يحترم التوافق والشراكة وإلا فإنه لا يمثل إلا المقاطعه التي يجلس فيها".

وأضاف أبو زهري أن "تهديدات عباس ليس لها قيمة أو شرعية والأيام ستثبت أنه الخاسر الوحيد من محاربة المقاومة وخنق غزة".

الحكومة الفلسطينية طالبت حركة حماس اليوم الثلاثاء بتسليم قطاع غزة دفعة واحدة لتولي مسؤولياتها كاملة.

وكان الرئيس الفلسطيني أعلن عن قراره باتخاذ "إجراءات كبرى في غزة للحفاظ على المشروع الوطني الفلسطيني"، مضيفاً أن "حماس تختطف غزة ويجب أن يكون القطاع بيد الشرعية الفلسطينية".

وجدد عباس اتهامه لحماس بوقوفها وراء محاولة اغتيال رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمدلله ورئيس الاستخبارات اللواء ماجد فرج، وقال في كلمة له خلال اجتماع القيادة بمقر الرئاسة في مدينة رام الله، إن "حماس لا تريد المصالحة، وارتكبت جريمة حمقاء"، مشيراً إلى أنه لو نجحت عملية اغتيال الحمدلله وفرج، لكانت البلاد أمام حرب أهلية فلسطينية".

وشدد على أنه "لا يوجد طرفا انقسام، بل هناك طرف واحد يكرس الانقسام ويفرض سلطة أمر واقع غير شرعية"، موضحاً أن "نتيجة مباحثات المصالحة مع حماس هي محاولة اغتيال الحمدلله وفرج".

وأكد الرئيس الفلسطيني أن "حماس وأميركا وإسرائيل كانوا وراء الانقلاب العسكري في غزة عام 2007" على حد قوله، لافتاً إلى أن "السفير الأميركي في تل أبيب هو مستوطن، ويسكن في مستوطنة".

لجان المقاومة: اتهام حماس بمحاولة اغتيال الحمدلله أسرع وصفة لانهيار المصالحة

واعتبر المتحدث باسم لجان المقاومة أبو مجاهد أن "الإجراءات ضد غزة، واتهام حماس بعملية اغتيال الحمدلله أسرع وصفة لانهيار المصالحة"، معتبراً أن ذلك "محاولة لتمرير صفقة القرن بقرار أبو مازن".

واعتبرت لجان المقاومة أن نهج قيادة السلطة "إقصائي تخريبي يعادي مقاومة شعبنا ويحاول تدمير عوامل الصمود الفلسطيني"، وأضافت "ما تمارسه السلطة ضد قطاع غزة يتساوق مع صفقة القرن".

من جهتها قالت حركة "المجاهدين" إن أي إجراءات عقابية جديدة على غزة من شأنها تقويض المشروع الوطني وليس الحفاظ عليه، مطالبة بضرورة ترتيب البيت الفلسطيني بعيداً عن حالات التفرد والإقصاء.

فصائل المقاومة تدعو لتشكيل جبهة وطنية للتصدي لكل القرارات التي يتخذها عباس

ردّت فصائل المقاومة الفلسطينية على خطاب رئيس السلطة الفلسطينية وتهديداته باتخاذ إجراءات عقابية جديدة ضد غزة، فرأت أن "تصريحاته مرفوضة ومدانة وهي بمثابة رصاصة الرحمة على مسيرة المصالحة، محذرة من الإقدام على فرض المزيد من العقوبات ضد غزة".

وقالت الفصائل في بيان لها إنه "في الوقت الذي يكرس فيه شعبنا الفلسطيني جهده بكافة مكوناته وقواه الحية متحداً للتجهيز والتحضير لمسيرة العودة التي تمثل رسالة هامة على طريق التصدي لتمرير وكسر صفقة القرن.. إذ نفاجأ وشعبنا الفلسطيني من التصريحات المدانة والمرفوضة والتي تمثل انحداراً وطنياً وأخلاقياً خطيراً وتجاوزاً لكل القيم والأعراف والخطوط الحمراء في تساوق فاضح مع مخططات الاحتلال وتهيئة البيئة لتمرير صفقة القرن".

وأضاف البيان أنه "وفي الوقت الذي ينتظر فيه شعبنا الفلسطيني استجابة فورية من قبل رئيس السلطة لكل النداءات الشعبية والوطنية لرفع العقوبات الظالمة عن غزة، إذ يصرّ على فرض المزيد من هذه العقوبات لتكريس الألم وزيادة المعاناة وكسر عوامل الصمود لدى شعبنا والنيل من إرادته ومقاومته".

ورأت الفصائل أن "المستهدف الأساس من هذه العقوبات هو رأس المقاومة وليس فصيلاً بعينه، إضافة لإفشال مسيرة العودة".

كما رأت أن خطاب رئيس السلطة "رديء على المستوى اللفظي والمضمون وهدفه تضليل العدالة وقطع الطريق على التحقيقات الجارية لكشف من يقف خلف التفجير الذي جرى أثناء مرور موكب رامي الحمد الله".

ورفض البيان اتهام رئيس السلطة لحركة حماس بوقوفها خلف تفجير الموكب، مؤكداً أنه "باطل وكان الأولى بالسلطة الايعاز لشركتي جوال والوطنية بالتعاون مع الأجهزة الأمنية للكشف عن المتورطين بالجريمة بدلاً من إخفاء الحقائق".

ودعت فصائل المقاومة رئيس السلطة "للتراجع الفوري عن العقوبات التي تمّ فرضها، ووقف التهديدات الممجوجة التي لا تخدم المصلحة الوطنية وتمثل تمريرا لأجندات حزبية ومشاربع مشبوهة".

كما دعت "لرفع الشرعية عن رئيس السلطة والتصدي لاختطافه للتمثيل الفلسطيني وتفرّده بالقرار والشأن الوطني وتعطيله لعمل المؤسسات الفلسطينية".

فصائل المقاومة دعت حركة فتح والفصائل الفلسطينية "لتشكيل جبهة وطنية للتصدي لكل القرارات التي اتخذها وسيتخذها رئيس السلطة بحق أهلنا في غزة وللعمل على ترتيب البيت الفلسطيني، وتحشيد قوى شعبنا لمواجهة مخططات التصفية".

ودعت الفصائل مصر إلى "التدخل العاجل لوقف هذه القرارات التعسفية وغير المسؤولة والتي تهدد المشروع الوطني والقومي".

نتنياهو يرد على عباس: لم تعد الإدارة الأميركية تدلل القيادة الفلسطينية

ردّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على الرئيس الفلسطيني محمود عباس فقال إن الهجمة الكلامية التي أطلقها أبو مازن على السفير الأميركي ديفيد فريدمان "تضع النقاط على الحروف".

وأضاف نتنياهو أنه "للمرة الأولى منذ عشرات السنين لم تعد الإدارة الأميركية تدلل القيادة الفلسطينية وتقول لها: كفى..‏ يبدو أن الصدمة التي تسببتها الحقيقة في القيادة الفلسطينية جعلتها تفقد صوابها".

وتابع نتنياهو أن "الإدارة الاميركية تطلب منهم أمور كان ينبغي أن تطلب منهم منذ مدة طويلة، والفلسطينيين في صدمة، وهم كالطفل المدلل الذي يقولون له إلى هنا.. هم في صدمة وفقدوا صوابهم، وهم يرفضون التوصل إلى سلام، ونحن دائماً سنحرص على أمن إسرائيل".

بدوره، دان مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، جايسون غرينبلات كلام عباس، وقال غرينبلات إنه "حان الوقت كي يختار رئيس السلطة بين خطاب الكراهية وبين الجهود العملية لتحسين نوعية حياة أبناء شعبه وقيادتهم إلى السلام والازدهار".

وزارة الخارجية الأميركية أعلنت أن كلام أبو مازن كان "فضيحة وغير مفيد"، وناشدت السلطة الفلسطينية "التركيز على جهود تحسين حياة الفلسطينيين ودفع السلام".

فريدمان نفسه ألقى كلمة أمس الإثنين في افتتاح المنتدى العالمي لمكافحة اللاسامية قال"لقد أسماني "ابن كلب". هذه لاسامية أم خلاف سياسي؟ أنا لن أقرر، سأترك هذا لكم".

وزير التربية نفتالي بينيت، الذي اعتلى المنبر بعد فريدمان، توجّه إليه وقال له "دافيد، بعد عام فقط على توليك منصبك، يمكن من الآن القول انك ستُسجّل في صفحات تاريخ إسرائيل بكونك "صديق".. صديق حقيقي لدولة إسرائيل".

رئيس حزب "هناك مستقبل" يائير لبيد قال إن "كلام أبو مازن عن السفير فريدمان هو عار يستحق كل إدانة ممكنة.. على المجتمع الدولي، وعلى رأسه الدول المساهمة، إدانة هذا الكلام بشدة ودرس عقوبات إذا لم يتراجع عنه".

وكان عباس وصف سفير الولايات المتحدة في إسرائيل بـ"ابن الكلب"، وقال إن إدارة الرئيس الأميركي ترامب "اعتبرت أن الاستيطان شرعي وهذا ما قاله أكثر من مسؤول أميركي، أولهم سفيرهم في تل أبيب هنا ديفيد فريدمان - قال يبنون (الإسرائيليون) في أرضهم.. ابن الكلب.. يبنون في أرضهم؟ وهو مستوطن وعائلته مستوطنة وسفير أميركا في تل أبيب ماذا ننتظر منه".

كلام عباس جاء ردّاً على ما كتبه فريدمان على حسابه على تويتر، قائلاً "تراجيديا في إسرائيل. جنديان شابان قُتلا في الشمال، وأب لأربعة قُتل في القدس على يد إرهابيين فلسطينيين. بربرية كهذه ولا أي إدانة من السلطة الفلسطينية".

اخترنا لك