عَرفَ إنسان الكهف الأول الكلمات المتقاطعة فكان يستغرق عمراً كاملاً في حفرها على صخرة قبل أن يكتشف بيل غايتس حزمة برامج “مايكروسوفت أوفيس”، فتوقف الإنسان عن حل الكلمات المتقاطعة وبدأ بمحاولة فك تشفير الأوفيس.

كذلك، تعلق انسان “الناتندرال” بعالم الفلك والتوقعات.

ولمن لا يعلم، إنسان "الناتندرال" هو ذاك الذي اكتشف اللحم المشوي أوّل مرة حين أحرق بالخطأ مزرعة الأبقار. ثم صار يحرقها كل مرة ليأكل لحماً مشوياً.

في غابر الزمان، كان البشر يجتمعون أسبوعياً في كهف الساحر ليسرد عليهم توقعاته حول أسعار الفحم الحجري، وطوفان نوح، والسهم الذي يصيب به إله الحب “كيوبيد” الناس في مؤخراتها.

ثم تطوّر العلم، فظهرت نظرية “هل تعلم؟” التي تهدف إلى إقناعك بالاستسلام والإعتراف بأنك "ما عارف شي من شي"، وزخرت بها الصحف والمطبوعات والأجهزة الإلكترونية اللوحية.

المهم بلا طول سيرة.. ومن دون الإطالة في المقدمة، إليكم تشكيلة "هل تعلم"؟ – نسخة الانتخابات النيابية في لبنان:

1 – هل تعلم أن المرشح إلى الانتخابات النيابية في لبنان في تعامله مع الناخبين يشبه إلى حد بعيد حال الشاب المغروم قبل الزواج، حين يعد حبيبته بالقمر والنجوم في فترة الخطوبة، ثم يرفض شراء "غسالة صحون كهربائية" حين يصل إلى مبتغاه؟.

2- هل تعلم أن المرشح إلى الانتخابات النيابية مستعد لحمل كل أحزان ناخبيه لقاء أصواتهم؟.

3- هل تعلم أن معظم الناخبين في لبنان لا يتأكدون من تاريخ إنتهاء صلاحية المرشح إلى الانتخابات عند الاقتراع؟

4- هل تعلم أن طريقة فحص المرشح إلى الانتخابات تشبه إلى حدّ بعيد اختيار "بطيخة"؟.. "قسمة ونصيب".

5 – هل تعلم أن 2% فقط من الشعب اللبناني غير مرشحين إلى الانتخابات المقبلة؟.

6- هل تعلم أن معظم النواب في لبنان لا ينامون أثناء جلسات البرلمان كما هو حال بقية دول العالم.. بسبب تحليق الذباب المتواصل الناجم عن أزمة النفايات في الشوارع؟.

7 – هل تعلم أنّ أصل نظرية "كل النواب متل بعض" ليس لبنانياً كما يظن الكثيرون، بل المنشأ صيني. و أنّ صاحب هذه المقولة هي سيدة صينية دخلت ذات مرة مبنى البرلمان في بكين بحثاً عن زوجها ولم تستطع العثور عليه إلا بعد جهد جهيد؟.

8 – هل تعلم أن الشعور الذي ينتاب غالبية الشعب اللبناني إزاء امكانية التغيير هو نفسه شعور سحلية مصابة باكتئاب حاد؟.

9 – هل تعلم أن المرشح اللبناني إذا دهسته سيارة "يطرطش" مشاريع قوانين؟.

10- هل تعلم أن راحة القلب في قلّة الاهتمام بالسجالات الانتخابية؟.