الجيش السوري يواصل تقدمه في الغوطة بعد تحرير نصفها
الجيش السوري يسيطر على أكثر من نصف مساحة الغوطة الشرقية لدمشق بعد استعادة بلدتي الأشعري وبيت سوا وغيرهما، ويتمكّن من شطر الغوطة معقل الجماعات المسلحة إلى جزءين وسط حالة تخبّط وانهيار تسود صفوف المسلحين، واللجنة الدولية للصليب الأحمر تعلن عن تأجيل دخول قافلة مساعدات إلى غوطة دمشق.
أفادت مراسلة الميادين أن الجيش السوري يعمل على تطويق البلدات الإساسية في الغوطة الشرقية تمهيداً لدخولها.
وسيطر الجيش السوري على أكثر من نصف مساحة الغوطة الشرقية لدمشق بعد استعادة بلدتي الأشعري وبيت سوا وغيرهما، وفق المرصد السوري المعارض.
المرصد المعارض قال إن الجيش تمكّن من شطر الغوطة معقل الجماعات المسلحة إلى جزءين، وكان الإعلام الحربي قد أشار إلى أنّ حالة التخبّط والانهيار تسود صفوف المسلحين ولاسيما بعد تحرير بلدة بيت سوا.
وقالت مراسلة الميادين إن الجيش السوري يقترب من السيطرة على بلدة مسرابا عقب استعادة السيطرة على بيت سوى في عمق الغوطة الشرقية.
التلفزيون السوري الذي عرض مشاهد من مشارف مسرابا قال إن الجيش السوري قصف دفاعات المجموعات المسلحة في البلدة، موضحاً أن القصف هو بهدف تأمين دخول وحدات المشاة إليها.
وأكّد الإعلام الحربيّ أنّ الجيش السوري بسط سيطرته الكاملة على بلدة بيت سوى وسط انهيارات وتبادل اتهامات بين المسلحين عقب سقوطها.
كما حرر الجيش السوري عدداً من المزارع جنوب شرق بلدة الريحان، وشرق منطقة حوش الاشعري، وصولاً إلى أطراف بلدة مسرابا بالإضافة إلى عدد من الأبنية والمزارع شرق مشفى البيروني في حرستا بعد مواجهات مع المسلحين.
ويواصل الجيش السوري تقدّمه في منطقة المزارع الفاصلة بين بيت سوى ومسرابا لقطع خطوط الإمداد عن المسلحين في المنطقة.
انهيارات في صفوف الإرهابيين وأهالي الغوطة "ردّوا على تمثيليتهم البشعة"
في سياق متصل نقلت وكالة سانا عن مصادر سورية مطلعة قولها إنّ "مسرحية الكيماوي" عادت للظهور من جديد في الغوطة من قبل التنظيمات الإرهابية بالتزامن مع محاولات واشنطن وباريس في مجلس الأمن لاستهداف سوريا.
ونشرت مواقع تابعةٌ للمسلحين مشاهد مصوّرةً قالت إنها تُظهر مصابين بموادّ كيميائية في الغوطة الشرقية لدمشق.
المصابون المزعومون ناشدوا اسرائيل تقديم الدعم لهم.
وأكدت المصادر أنّه في الوقت الذي ترتفع فيه الأعلام السورية من قبل أهالي الغوطة دعماً للدولة وللجيش السوري تأتي هذه الفبركات للإساءة لأهالي الغوطة ولدمشق.
وبحسب المصادر فإنّ الرد على هذه "التمثيلية البشعة" جاء من أهالي الغوطة الذين يتظاهرون ضد الإرهابيين ورفعوا العلم السوري في أكثر من منطقة في بلدات الغوطة، مشدداً على أنّ الإرهابيين الذين يفبركون هذه الاتهامات لا ينتمون لأهل الغوطة وهدفهم المتاجرة بدماء أبناء الغوطة من أطفال ونساء في مسرحيات مكشوفة.
"الانهيارات المتسارعة في صفوف الإرهابيين أمام الجيش السوري تدفعهم في كل يوم لاستجداء التدخل الغربي العدواني ضد سوريا وشعبها" تقول المصادر وتضيف "الإرهابيون يحتجزون الأهالي في الغوطة لاستغلالهم وتبرير هذه المسرحيات والاتهامات".
تأجيل دخول قافلة مساعدات إلى الغوطة الشرقية
على صعيد آخر، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن قافلة مساعدات كانت تتطلع لدخول منطقة الغوطة الشرقية اليوم الخميس تأجلت.
وقالت يولاندا جاكمت المتحدثة باسم اللجنة لرويترز "قافلة اليوم تأجلت".
وطالبت الأمم المتحدة الحكومة بالالتزام بوقف إطلاق النار اليوم الخميس للسماح بدخول مزيد من المساعدات.
ودخلت شاحنات المساعدات الغذائية التابعة للأمم المتحدة إلى الغوطة الشرقية لدمشق يوم الإثنين الماضي، عبر معبر مخيم الوافدين بتسهيلات من الجيش السوريّ.
وبحسب وزارة الدفاع الروسية فإنّ الهلال الأحمر السوري أدخل 247 طناً من المساعدات الإنسانية إلى الغوطة، وقد أكّد مراسل الميادين أن القافلة عبرت فعلاً معبر مخيم الوافدين وهو آخر حاجز للجيش السوري باتجاه المناطق التي يسيطر عليه المسلحون قرب دمشق.
يأتي ذلك في وقتٍ أعلنت فيه وزارة الخارجية الروسية أن عملية الجيش السوري في الغوطة الشرقية لا تتعارض مع قرار مجلس الأمن الدولي وروسيا تدعمها، وأكدت الناطقة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا أن "الإرهابيين في الغوطة الشرقية يحاولون يومياً إفشال الهدنة الإنسانية ودمشق تلتزم بها بشكل صارم".
وأضافت زاخاروفا خلال مؤتمر صحفي اليوم الأربعاء، أن "روسيا لا تنظر إلى العملية ضد الإرهابيين التي ينفذها الجيش السوري في الغوطة الشرقية على أنها تتناقض مع قرار مجلس الأمن رقم 2401، بل تدعم جهود مكافحة الإرهاب في تلك المنطقة بعمليات قواتها الجوية الفضائية".
لكن حمزة بيرقدار المتحدّث العسكري بما يعرف بـ"جيش الإسلام" في الغوطة الشرقية قال إنّ المسلّحين يرفضون المغادرة.
بيرقدار نفى وجود أيّ مفاوضات بشأن الخروج من الغوطة في إشارة منه إلى اقتراح روسيا التي عرضت الخروج الآمن لمسلّحي المعارضة مع عائلاتهم، متحدثاً عن تمسّك المجموعات المسلّحة بالبقاء في الغوطة الشرقية.
لا يوجد أي مفاوضات لـ #جيش_الإسلام مع الروس، ولا صحة لما يروَّج على وسائل التواصل الاجتماعي عن التوصل لأي اتفاق بيننا وبين الروس يجري حالياً لا داخلياً ولا خارجياً.
— حمزة بيرقدار (@HA_alshami05) March 7, 2018
وكالة رويترز كانت قد ذكرت أنّ الجيش الروسي عرض على مسلحي الغوطة الشرقية الخروج الآمن لهم ولأسرهم، وبحسب الوكالة فإنّ الجيش الروسي أكّد أنه سيعمل على توفير "الانتقالات وممراً آمناً" لمن يقبل بالعرض الروسي.
وسبق لـ"جماعة فيلق الرحمن" المسلّحة أن اتهمت موسكو بالسعي "لإجبار" سكان الغوطة الشرقية على النزوح.
وقال وائل علوان المتحدث باسم الجماعة لرويترز الثلاثاء إن موسكو "تصرّ على التصعيد العسكري وتفرض التهجير القسري".
وأفادت مراسلة الميادين في دمشق برفع العلم السوري في بلدتي سقبا وحمورية في قلب الغوطة الشرقية لدمشق، ونشرت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً وفيديوهات تبين قيام أهالي البلديتين برفع العلم السوري في الأماكن العامة، في إشارة إلى قبولهم بدخول الجيش السوري إلى قراهم، ومطالبة المسلحين بمغادرتها.
بدورها، حذرّت وزارة الدفاع الروسية من أن الوضع في منطقة خفض التصعيد بالغوطة الشرقية متوتر جدا وأن المسلحين يواصلون انتهاك الهدنة
وأضافت أن الساعات الأربع والعشرين الماضية شهدت إطلاق 272 قذيفة من الغوطة الشرقية باتجاه دمشق ما أدى إلى استشهاد 13شخصاً وإصابة 135.
و