تطبيع بالإكراه؟ قناة إسرائيلية توقع بصحفية تونسية للظهور على شاشاتها
قناة إسرائيلية تعمل للإيقاع بالصحفية التونسية سامية البيولي بغية ظهورها على قناة إسرائيلية والاستحصال منها على تصريحات تتناول الاحتجاجات في تونس، والأخيرة تؤكّد للميادين نت أن ما حصل معها هو "مكيدة" لإتهامها بالتطبيع مع إسرائيل.
بعد تجلي مشروع "التطبيع مع الكيان الإسرائيلي" من التعامل الخفي مع إسرائيل إلى الإعلان عن "سلام" علنيّ معها، عمدت سلطات الاحتلال إلى دسّ منهج التطبيع معه بكافة الأساليب، قد لا يكون آخرها إجبار (أو التحايل) على الصحفيين للإطلال على شاشات إسرائيلية!
وخلال التنقيب عن آخر أخبار المظاهرات في تونس، عمدت قناة إسرائيلية إلى التواصل مع الصحفية التونسية سامية البيولي لإعطاء مداخلة على قناة قيل للأخيرة إنها تركية.
وسرعان ما قالت الصحفية التونسية سامية البيولي في بيان لها على صفحتها على "فيسبوك" إن إحدى الصحفيات التونسيات العاملات بقناة تركية، عمدت إلى التواصل معها عبر شبكات التواصل الاجتماعي، لتنسيق مداخلتها عبر قناة تلفزيونية، مشيرة إلى أنها رفضت الإدلاء بأيّ تصريح لكونها غير مطلّعة على مجريات الأحداث في تونس بسبب حالتها الصحية وخضوعها مؤخراً لعملية طبية.
وأوضحت البيولي أنها رضخت أمام الإصرار الذي تعرّضت له وقبلت بإجراء حوار، ثم تواصل معها شخص يتكلم باللهجة الفلسطينية، إلى أن قامت بالمداخلة عبر برنامج "سكايب"، لتتفاجأ فيما بعد بأن تصريحاتها كانت لقناة "مكان 33" الإسرائيلية، وليست لقناة تركية.
وفي حديث مع الميادين نت نفت البيولي أن تكون على علم بأن القناة التي تتحدث إليها قناة إسرائيلية، مشيرة إلى أنها أخبرت "الصحفي" المتصل بها بأنها مريضة وليست مطلّعة تفصيلياً على الأوضاع التي حصلت مؤخراً في تونس، لكنه وبحسب البيولي أصرّ على المداخلة.
محامي البيولي: ما حدث مع سامية محاولة إسرائيلية لتوريطها في التطبيع
من جهته، قال محامي الصحفية التونسية مهدئ بن حمودة أن ما حصل مع البيولي هو عملية احتيال ثابتة الأركان لأن من اتصل بها قدّم نفسه على أنه صحفي فلسطيني الجنسية.
وفي حديث مع الميادين نت أشار بن حمودة إلى أن الصحفية سامية متعاونة مع كل ما يمت للقضية الفلسطينية بصلة، موضحاً أنها قامت بالمقابلة بكل تلقائية ولم تتقاضى أيّ مقابل مادي عن المقابلة التي قامت بها.
وفي سؤال عن طبيعة تصنيف القانون التونسي لهكذا أحداث، رأى بن حمودة أن ما حصل مع الصحفية التونسية مكيدة مرتبة من أجل توريط البيولي في عملية تطبيع، موضحاً أن الزميلة سامية هي ضحية اخرى وغير متورطة مع الصحفي الفلسطيني المزعوم.
وأضاف بن حمودة أن العملية تمّت عن طريق زميلة البيولي التي اتصلت بها وطلبت منها الحديث عن الأوضاع في تونس لا سيما في جزيرة جرية التي يعتنق أغلب سكانها الديانة اليهودية.
واعتبر محامي الصحفية التونسية أن الإعلام الصهيوني يستعمل طرقاً غير مباشرة لإيقاع التونسيين في فخّ التطبيع، مؤكّداً أن الصحافيين في تونس يرفضون بشدّة كافة أشكال التطبيع مع إسرائيل.
الجدير ذكره، أنها ليست المرة الأولى التي يستخدم فيها الإعلام الإسرائيلي هذه الأساليب للحصول على تصريحات وتصوير تقارير في تونس، حيث قامت القناة الإسرائيلية العاشرة بمغالطة السلطات التونسية في كانون الأول/ ديسمبر عام 2016، ليستطيع فريقها الصحفي القيام بـ تقرير مصور من أمام منزل الشهيد المهندس التونسي محمد الزواري في مدينة صفاقس، والذي تقول مصادر تونسية وفلسطينية إن إسرائيل اغتالته.