ميدانيات اليمن: قوس صنعاء الشرقي يشتعل

يشهد الجانب الشرقي للعاصمة اليمنية صنعاء، والذي يضمّ محافظات الجوف ومأرب وشبوة والبيضاء، تطوّرات مهمة خلال الفترة من الثالث عشر من الشهر الماضي وحتى اليوم، تطوّرات ألقت بظلالها على الموقف الميداني في معركة الساحل الغربي التي دخلت نطاق محافظة الحديدة. الموقف على الأرض أصبح على النحو التالي.

محافظتا شبوة والبيضاء

في عسير قصفت قوات أنصار الله تجمّعات القوات السعودية في تخوم منفذ علب الحدودي

ضغطت القوات المدعومة من التحالف العربي بشكل أكبر على مواقع أنصار الله في معاقلهم الأخيرة في محافظة شبوة، وتحديداً مديريات بيحان وعسيلان والعين ومرخه العليا ومرخه السفلى، التركيز الأكبر كان على مديريتي بيحان وعين، حيث تقدّمت نحوهما قوات التحالف من محورين شمالهما، ومن محور شمالي غربي انطلاقاً من مديرية حريب في محافظة مأرب المجاورة. وشهدت المديريتان معارك عنيفة سيطرت فيها قوات التحالف بدعم جوّي على مناطق الصفراء والخزان وجبل العلم والعكدة وجبل ريدان والموكس وحريجة ومفرق السعدي، لتتمكن من الوصول إلى خط الحدود مع محافظة البيضاء، ولم يعد يبقى لها سوى السيطرة على الأجزاء الجنوبية الغربية من مديريتي مرخه العليا ومرخه السفلي لتتم لها السيطرة الكاملة على المحافظة التي يتواجد في مناطقها الجنوبية الشرقية نشاط لتنظيم القاعدة، تحديداً في مديريتي حبان والروضة.

طوّرت قوات التحالف خلال اليومين الماضيين عملياتها في هذا النطاق، لتدخل للمرة الأولى منذ سنوات إلى محافظة البيضاء، الواقعة تحت سيطرة جماعة أنصار الله بشكل كامل، عدا بعض المناطق التي يتواجد فيها تنظيم القاعدة في منطقة قيفة ومديرية ذي ناعم. التطوير تم انطلاقاً من محافظة شبوة باتجاه مديريتي نعمان وناطع الواقعتين في الطرف الشمالي الشرقي للمحافظة، وتمكّنت فيه قوات التحالف من السيطرة على مناطق حذية وحجلان وعقبة مالح والثعالب في مديرية ناطع، ومنطقة عقبة القنذع في مديرية نعمان، وتتركّز المعارك حالياً في منطقة شتار. الهدف الرئيسي لقوات التحالف في هذا الاتجاه هو الوصول إلى مديرية الملاجم وسط المحافظة لقطع الطريق الرابط بين مركز البيضاء وذمار. بالتزامن مع هذا التحرّك بدأت قوات التحالف انطلاقاً من أبين هجوماً على المناطق الجنوبية لمديريتي الزاهر ومكيراس الواقعتين جنوبي المحافظة. قوات أنصار الله من جهتها شنّت هجمات معاكسة على قوات التحالف في منطقتي الأجردي والديزل في مديرية الزاهر، وعقبة مكيراس في مديرية مكيراس، وعقبة القنذع في مديرية نعمان، وعلى مواقع القاعدة في الحيكل في مديرية ذي ناعم. وقصفت بالصواريخ والمدفعية مواقع التحالف في منطقتي الأجردي وذي تويلق في مديرية الزاهر.

محافظة الجوف

شهدت هذه المحافظة خلال الفترة الماضية نشاطاً متزايداً على ثلاثة اتجاهات هجومية تنفّذها قوات التحالف باتجاه المناطق الغربية للمحافظة، بهدف الوصول إلى حدود محافظة صعدة المعقل الأساسي لجماعة أنصار الله، حقّقت هذه القوات تقدّماً لافتاً على المحور الشمالي المُتاخم لمحافظة صعدة، حيث باتت الجبهة في هذا الاتجاه في تماس مع القوات المتواجدة في صحراء البقع الواقعة شرقي صعدة بعد السيطرة على منطقة الخليقاء التابعة إدارياً لمحافظة صعدة، ومعسكر الأجاشر ومنطقة اليتمة الاستراتيجية وجبال فراص في محافظة الجوف، لتدخل فعلياً إلى مديرية برط العنان الحدودية مع صعدة وتسيطر على عدّة قرى فيها من بينها قرية أعفي، ووصلت إلى سلسة جبال برط، كذلك حقّقت قوات التحالف تقدّماً في المحور الجنوبي، بسيطرتها على منطقة المهاشمة وسلسلة الجبال الواقعة جنوبها ومنها جبال القطيعة والجامع والبان والعرفاء ، ووصلت إلى منطقة العقبة الواقعة بين مديريتي الحزم والمتون، لتؤمّن بذلك الطريق الرابط بين مديرية الحزم ومنطقة البقع الواقعة شرقي محافظة صعدة مروراً بمنطقة اليتمه.

بالتزامن مع هذه المعارك، تحاول قوات التحالف انطلاقاً من مديرية الحزم الواقعة جنوبي المحافظة، التقدّم في مديريات الغيل والمصلوب والمتون، الواقعة على الحدود مع محافظة صنعاء. وقد تصدّت قوات أنصار الله لهذه المحاولات، خاصة في منطقة وادي شواق في مديرية الغيل، ووادي ملحان في مديرية المصلوب، وقامت بتطهير منطقة جبل قعيطة في منطقة حام في مديرية المتون. وقصفت بالمدفعية مناطق في مديرية خب والشعف منها معسكرا الخنجر والسلان وتباب الجروف، وشنّت هجمات على مناطق صفر الحنايا وصبرين والعبيد ومزوية في مديرية المتون، والمطمة والغرفة ووادي ملحان ومعسكر السلان ووقز والزرقة في مديرية المصلوب، وتبة القناصين والساقية ووادي شواق ونوبة صابر وسائلة صقر في مديرية الغيل، بجانب هجوم مستمر على منطقة المهاشمة الواقعة في مديرية خب والشعف، ومناطق أخرى تقع شمال وجنوب اليتمة مثل جبال المقردعة والفراصي.

في نفس السياق، نفّذت مقاتلات التحالف جولة من عمليات القصف المركّز على محافظة صعدة، استهدفت فيها معظم مديرياتها، في مديرية كتاف استهدفت مناطق خليقا والرصيفات والفرع والصوح، وفي مديرية الصفراء مناطق عكوان وآل عمران، وفي مديرية الظاهر مناطق والبة والحصامة والملاحيظ، وفي مديرية رازح مناطق الأزهور وسوار الأسفل والقد وغمار وبني معين والجثم وبني صياح، وفي مديرية غمر مناطق الشومية والغور وتشدان، وفي مديرية منبه مناطق آل الشيخ وآل مقنع وعياش، وفي مديرية باقم مناطق محديدة وآل صبحان وآل مجدع ومندبة ووادي شعير والسداد ويسنم، وفي مديرية مجز مناطق طخية والجعملة، وفي مديرية سحار مناطق فروة والأزقول والطلح والعند وبني معاذ وآل الصيفي والخفجي.

محافظتا مأرب وصنعاء

يستمر نشاط المحور الهجومي الشمالي لقوات التحالف في مأرب، والذي يستهدف انطلاقاً من مديرية مجزر السيطرة على مزيد من المواقع شمالي محافظة صنعاء، في الاتجاه الجنوبي لهذا المحور مازالت قوات التحالف مُحافِظة على مواقعها السابقة في المنطقة الجبلية في هيلان وصلب، في المحور الشمالي، يستمر تقدّم القوات في مديرية نهم الواقعة في أقصى الشمال الشرقي لمحافظة صنعاء في ثلاثة اتجاهات، بهدف مرحلي وهو الوصول إلى مديريتي أرحب في الاتجاه الغربي، ومديرية بني حشيش في الاتجاه الجنوبي الغربي ومن ثم التقدّم باتجاه مركز المحافظة. في الاتجاهين سيطرت قوات التحالف على مزيد من المناطق في مديرية نهم منها التباب السود والسلطاء وتباب القناصين المُطلّة على مديرية أرحب، بجانب مناطق جبال النفاحة وجبال الدشوش وجبال البراك والحول والمشنه، وبهذا تمكّنت القوات من الخروج بشكل شبه كامل من المناطق الجبلية الواقعة شرقي المديرية، واقتربت كثيراً من مركز المديرية الذي بالسيطرة عليه تصبح على مقربة من منطقتي مفرق أرحب وقمة نقيل بن غيلان الواقعتين على الطريق الرئيسي المتّجه إلى مركز محافظة صنعاء. في المقابل هاجمت قوات أنصار الله بشكل مستمر مواقع تحشد وتمركز قوات التحالف في نطاق جبال يام وحريب نهم منها التباب السود وتبة القناصين ومناطق الضبوعة وقرية الحول ونملة وفاطمة والسفينة والعقران والسلطاء.

بالنسبة للنشاط الجوّي للتحالف، استهدفت مقاتلاته عدّة مديريات في محافظة صنعاء منها حيّ الوحدة في مديرية سنحان، وقرى رمادة والمديد وعيال محمّد ومنطقة نقيل بن غيلان في مديرية نهم، ومعسكر صبرة في مديرية بلاد الروس، وقرية حاز في مديرية همدان، ومنطقتي السواد وعطان في مركز المحافظة.

معارك الساحل الغربي

كانت المعارك في الساحل الغربي أقل حدّة من معارك قوس صنعاء الشرقي، على عكس ما كانت الحال عليه في فترات سابقة، وهذا يُعزى إلى أسباب عديدة منها التكتيكات الجيّدة التي اتّبعتها قوات أنصار الله لمواجهة نجاح قوات التحالف في تجاوز تعقيدات المعارك في محافظة تعز، ونقلها للعمليات إلى نطاق محافظة الحديدة. من هذه الأسباب أيضاً تركيز قوات التحالف لمجهودها الخططي والعسكري على محافظتي الجوف ومأرب، استعجالاً لفرصة السيطرة على محافظتي صنعاء وصعدة اللتين تُعتبران أهم معاقل سيطرة جماعة أنصار الله. قوات التحالف في محافظة الحديدة مازالت في مواقعها السابقة في مديرية الخوخة أقصى جنوب المحافظة، وأعادت تقدّمها باتجاه مديرية حيس التي كانت قد تراجعت عن أطرافها في الأسابيع الماضية، وسيطرت على مناطق جسر عرفات ووادي ظمى وقرية السعيدة، كما أعادت فتح طريق الإمداد بين تعز والحديدة بعد أن قامت قوات أنصار الله في وقت سابق بقطعه شمالي يختل.

في محافظة تعز، استمرت وتيرة العمليات العسكرية في المحورين الغربي والأوسط للمحافظة، فقصفت قوات أنصار الله في المحور الغربي مواقع التحالف في الأطراف الشرقية لمديرية ذباب أقصى جنوب غرب المحافظة، ومنها مناطق شرقي معسكر الإمام بجانب تباب مرتضى وذرعان والشبكة وسلسلة السيمن الجبلية. كما قصفت في المحور الأوسط مواقع التحالف في الجانب الغربي من مديرية الصلو ومنها مواقع الصيار والشبكة ومعسكر العين. أيضاً هاجمت قوات أنصار الله مواقع التحالف في مديرية موزع خاصة مناطق الهاملي وشمال معسكر خالد وجبل ريشان والتبة الحمراء وتبة فجر، بجانب حيّ الجحملية في مركز المحافظة، وتبة الروسي في منطقة الضباب في مديرية صبر المواتم شمال شرق مركز المحافظة، وتبة الدفاع الجوي في منطقة بير باشا في مديرية التعزية شمالي مركز المحافظة، ومواقع في جبل قهبان بحمير في مديرية مقنبه. وسيطرت على التبة السوداء شرقي مديرية المعافر. بالمقابل، ركّزت قوات التحالف هجماتها على مناطق شمال وشرق يختل في المحور الغربي خاصة منطقتي الهاملي والنجيبة، وهاجمت تبة المحضار في منطقة الضباب، والحريقية في مديرية ذباب، وتبة حرزين في منطقة الهاملي في مديرية موزع.

في ما يتعلّق بالنشاط الجوّي، شهدت محافظة الحديدة غارات عنيفة استهدفت معظم مديرياتها، منها مديريات الحسينية والجراحي والدريهمي وزبيد وبيت الفقيه، بجانب منطقة وادي النعيم في مديرية جبل راس، ومنطقة المفازة في مديرية التحيتا، ومنطقة الدوار في مديرية الحوك. في تعز، طالت الغارات مناطق شرقي مديرية موزع، ومعسكر العمري في منطقة ذباب، بجانب مناطق في مديرية صالة ومديرية التعزية.

الحد الجنوبي

استمرت عمليات قوات أنصار الله داخل الحدود السعودية في نطار عسير ونجران وجيزان، في نجران، شنّت القوات سلسلة من عمليات القصف الصاروخي والمدفعي على مدينة نجران وعلى مواقع عسكرية سعودية ، منها صلة وعباسة والغراميل والمخروق ومعسكر رجلاء ونهوقة والسديس والهجلة والزور والضبعة وخليقا والحماد، وتباب الخشباء والقيادة، بجانب منفذ الخضراء الحدودي. في المقابل صدّت محاولات للتقدّم من جانب القوات السعودية باتجاه مواقع الشبكة والطلعة وعرق الأبتر، وتبة الخنساء وأحدى تباب الشرفة، بجانب محاولات للتقدّم من صحراء البقع في الجانب الشرقي لمحافظة صعدة باتجاه مواقع أنصار الله. وشنّت المقاتلات السعودية غارات على مواقع الشرفة والشبكة والطلعة والصوح والضيق.

في عسير، قصفت قوات أنصار الله تجمّعات القوات السعودية في تخوم منفذ علب الحدودي، وتبة الخزان وجبل سبحطل، ومواقع الحاجر والشبكة وقلل الشيباني والهنجر وبني عامر. وهاجمت مواقع في تخوم قرية مجازة وسيطرت على تباب فيها. في المقابل قصف سلاح الجو السعودي مواقع أنصار الله في مدينة الربوعة.

في جيزان، قصفت قوات أنصار الله المواقع السعودية في الرمضة وجوبح والفريضة والعبادية وبوجان والعارضة وجبل المروة وبرج الخشل والغاوية وقرية الحجل وجبل قيس وقايم زبيد والفينية والقرن وشمال قرية قوى. وشنّت عمليات هجومية باتجاه جبل قيس ومنطقة الغول قرب قرية الخل، وتصدّت لمحاولات هجومية من القوات السعودية استهدفت منطقة الجمارك بمنفذ الطوال الحدودي. وشنّت المقاتلات السعودية غارات على قرى حامضة والحثيرة وقمر، وجبلي تويلق والدود، بجانب مناطق في وادي جاره.

اخترنا لك