نشرت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية نحو 470 ألف ملف وجدت في جهاز الكمبيوتر الخاص بزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، إثر المداهمة الأميركية للمكان الذي كان بن لادن يختبئ فيه في أبوت أباد شمال شرق باكستان، والتي أدت إلى مقتله في أيار/ مايو 2011.
وتأتي هذه الملفات ضمن المجموعة الرابعة من المواد التي أُخذت من المجمع حيث كان يعيش بن لادن مع عائلته والتي نشرتها الحكومة الأميركية منذ أيار/ مايو 2015، ضمن خطة الرد على مئات الأسئلة التي لا تزال مطروحة حول قيادة القاعدة، بحسب ما أعلن عنه بيل روجيو، أحد الباحثين في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، والتي سُمح لها دراسة هذا الأرشيف قبل نشره.
واحتوى جهاز الكمبيوتر المُصَادر على مجموعة شرائط مصورة تضمّنت أفلاماً لرسوم متحركة للأطفال وعدة أفلام من إنتاج هوليوود و 3 أفلام وثائقية عن بن لادن نفسه، وفق وكالة "رويترز".

وتشمل هذه الملفات الجديدة وثائق وتسجيلات صوتية وتسجيلات فيديو، بما في ذلك مقطع فيديو لحفل زفاف ابنه حمزة، والذي ظهر إلى الواجهة في شهر أيلول/ سبتمبر الماضي بعد إطلاقه دعوة وجهها للمسلمين من خلال تسجيل صوتي حثهم فيها على الانضمام إلى "الجهاد في سوريا"، متوعداً فيه أميركا بالانتقام لمقتل والده.. الأمر الذي ترجم كاستعداد من قبل حمزة بن لادن لقيادة تنظيم القاعدة.
وبرزت وثائق تظهر الخلافات الحادة بين التنظيم وإيران من بينها وثائق تقول إنّ تنظيم القاعدة خطف دبلوماسياً إيرانياً لمبادلته بأسرى، بالإضافة الى مراسلات يطلب فيها بن لادن إمداده بمعلومات عن "الجهاد في تركيا". وتشمل الملفات المكتوبة، عشرات المؤلفات والكتب لابن تيمية، وكذلك محاضرة لأحد الدعاة المتشددين.

كما أظهرت الوثائق اهتماماً كبيراً لدى الزعيم السابق لتنظيم القاعدة، بالعمليات الانتحارية في العراق في الفترة من 2005 إلى 2006.

وتضمنت هذه الملفات أيضاً المذكرات الشخصية لزعيم القاعدة، كان آخرها تدوينة عن آخر الأحداث والتطورات فى اليمن عنوانها "أهم الأخبار"، وأفكار كتبها حول التطورات التي شهدها العالم العربي، والتي أصبحت تُعرف فيما بعد بـ "الربيع العربي" ورغبته باستغلاله باعتباره فرصة لتوسع تنظيم القاعدة، مبدياً اهتمامه الخاص بالأوضاع التي تجري في ليبيا.

واستناداً إلى كراس من عشرات الصفحات المكتوبة بخط اليد، يثني فيها بن لادن على دور قناة الجزيرة القطرية في الترويج لما عرف باسم "ثورات الربيع العربي"، غرّد وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، أنور قرقاش عبر حسابه الرسمي على موقع تويتر مهاجما قطر قائلاً إنّ "أوراق أسامة بن لادن بخط يده تؤكد... أنه يعوّل على القرضاوي في ليبيا ويريد الفوضى للبحرين".

كراّس بن لادن بخط يده مهم لمعرفة مواقف التطرف والإرهاب، وتقاطع المواقف مع توجهات الشقيق المرتبك واضح ومقلق، أزمة قطر هي عن التطرف والإرهاب.

— د. أنور قرقاش (@AnwarGargash) ٢ نوفمبر، ٢٠١٧

وبحسب مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية مايك بومبيو فإن نشر هذه المستندات "يتيح الفرصة للأميركيين لمعرفة المزيد حول مشاريع وكيفية عمل هذه المنظمة الإرهابية"، مؤكداً أن وكالة المخابرات المركزية "ستواصل البحث عن فرص لمشاركة المعلومات مع الشعب الأميركي بما يتفق مع التزامنا بحماية الأمن القومي".
أما المواد التي لم تنشر بعد، فقد حُجبت لأنها "قد تضر بالأمن القومي أو أنها فارغة أو معطوبة أو مكررة أو أنها تحتوى على مواد إباحية أو أنها محمية بموجب قوانين النشر"، بحسب بيان الوكالة.