النص الكامل لمقابلة مستشار وزير الخارجية الإيراني حسين شيخ الإسلام على الميادين
النص الكامل لمقابلة مستشار وزير الخارجية الإيراني حسين شيخ الإسلام مع الميادين.
قال مستشار وزير الخارجية الإيراني حسين شيخ الإسلام إن "تحرير كافة الأراضي الفلسطينية كان ولا يزال ضمن الاستراتيجيات الأساسية بالنسبة لإيران، منذ بداية الثورة قلنا اليوم إيران وغداً فلسطين، وفي هذا الطريق بما أن حماس هي تشكل عنصراً أساسياً يقع محط تأييد من أبناء الشعب الفلسطيني وتؤمن بهذه الاستراتيجية، كانت علاقتها مع إيران علاقة استراتيجية كبيرة ودائماً كنا نسعى إلى تحسين هذه العلاقة وتطويرها".
وأشار شيخ الإسلام في حديث مع الميادين إلى أنه "طرأت بعض المشاكل مثل مسألة الإرهابيين في سوريا وأدت إلى تراجع القضية الفلسطينية عن سلم الأوليات في العالم الإسلامي، الآن وفي ظل اندحار الارهابيين في سوريا والعراق، من المهم أن نعيد القضية الفلسطينية إلى رأس سلم الأولويات في العالم الإسلامي وستعود انشاءالله، إن التقارب بين فتح وحماس يمثل خطوة جيدة، ونبارك هذه الخطوة ونتمنى أن يتمكن كل الفلسطينيين من الاتحاد دون التنازل عن مواقفهم".
وأضاف شيخ الإسلام أن "حماس متمسكة بمواقفها فيما خص المقاومة وتحرير كافة الأراضي الفلسطينية وهي من بين الشروط المفروضة للحوار الفلسطيني الفلسطيني، علينا أن ندرك أننا لا نملك أي ناصر أقرب من حماس أن كانت استراتيجيتنا تقتضي ازالة الغدة السرطانية من المنطقة وحماس تعرف أنه ليس هناك أحد يمكنه تقديم ولو رصاصة لها ولا تستطيع الاعتماد سوى علينا نحن".
وأكّد أن "البعض يقدّمون الدعم المالي لحماس إضافة إلى الدعم السياسي والاعلامي، لكن لا يمكنها أن تعتمد سوى علينا نحن في طريق المقاومة، هذه العلاقة لا يمكن أن تنقطع مع أنها تشهد بعض التذبذب بسبب المواضيع الإقليمية، لكنها إن شاء الله تتجه نحو التطور والتقارب. الأعزاء المتواجدون في طهران جرى استقبالهم بحفاوة وجرى تبادل لمواقف جيدة سواء في المواضيع الخاصة أو المواضيع العلنية. نتمنى أن نشهد بعد اندحار الارهابيين الوهابيين من المنطقة مرحلة مهمة من عودة القضية الفلسطينية إلى رأس سلم الأوليات في العالم الإسلامي والعربي".
وتابع شيخ الإسلام قائلاً "إن حماس تمتلك ما نريد، فهي تؤكد على خط المقاومة، وتؤكد على تحرير كافة الأراضي الفلسطينية وهذا مهم بالنسبة لنا. نحن نحترم ونقدر المواقف التي تأخذها حماس في مواضيع أخرى وهي تتمتع بالصلاحية لأخذ هذه المواقف، لكن ما يهمنا هو أن تقوّي حماس خط المقاومة، وتطالب بتحرير كافة الأراضي الفلسطينية. أن الظلم في فلسطين هو ظلم في كافة وجوهه، فهذا النظام غاصب وقد وجد لنفسه مكاناً بالقتل والمجازر وتم دعمه من قبل قوى الاستكبار العالمي وقام باغتصاب حق الشعب الفلسطيني والشعوب العربية والمسلمة ويجب عليه أن يعود وعلى الصهاينة أن يعودوا من حيث أتوا".
كذلك أوضح أنه "لا شك في أن كل من يواجه الصهاينة والاستكبار العالمي هو في محور المقاومة، للأسف بعض المسلمين قد أضلّوا الطريق ووقعوا ضحية مؤامرة الاستكبار العالمي والأنظمة العربية وإسرائيل. نحن نشهد الآن كيف أنّ محور الاستكبار، محور الطاغوت ومحور الشيطان الأكبر هم محور واحد، سواء كان المقصود ملكاً من ملوك الدول العربية، أو إسرائيل أو أميركا. لا شك أن حماس، حزب الله، الشعب السوري والشعب العراقي قد تموضعوا أمام محور الاستكبار هذا وأمام الصهاينة، إن الشعب الفلسطيني هو الملهم للمقاومة. لو لم يكن الشعب الفلسطيني موجوداً، ربما لم نكن لنشهد ترجمة للمقاومة بهذا الشكل".
وأكمل شيخ الإسلام حديثه مشيراً إلى أن "هناك محوران لا أكثر، محور الاستكبار الذي يضم أميركا وإسرائيل والإرهابيين والأنظمة الملكية العربية. هؤلاء كلهم يتموضعون في محور واحد ولا يخفى عليكم أنهم يساعدون بعضهم البعض، فإيديولوجيا الوهابية تساعد الإرهابيين وتساعد نظام الحكم في السعودية. الإسرائيليون يساعدون الإرهابيين ويقدمون لهم الإمكانيات ويداوون جرحاهم كما تقوم أميركا بدعمهم أيضاً، هؤلاء كلهم في محور واحد، في المحور المقابل نجد إيران، المقاومة، حزب الله، حماس، الشعب السوري، الشعب اللبناني، الشعب العراقي أي كلّ من يريدون الحرية ويريدون الحصول على استقلالهم وحريتهم أمام الأميركيين، في المحور المواجه لمحور المقاومة لا يوجد مكان للديمقراطية، وليس هناك سوى فرض القوة والهيمنة. بينما هذا المحور (محور المقاومة) هو الذي يعتمد على الشعب، نحن نأمل أن يكون مستقبل سوريا هكذا، أي أن يحدده الشعب السوري، نؤمن بأن هيكلية حماس ديموقراطية وتراعي حاكمية الشعب، هذا هو رأينا بالنسبة لحزب الله، العراق أيضاً إلى حدّ كبير وإيران تراعي مبدأ حاكمية الشعب. هناك ملاحظة أخرى وهي أنّ كل هذه الجهات قائمة على أساس الدين، فيما محور الاستكبار قائم على أساس العلمانية والأنظمة الملكية ولا دور أو سلطة للشعوب فيه. فيما يلعب الشعب والدين دوراً في المحور الآخر (أي محور المقاومة). لا شك أننا إن قسمنا المنطقة إلى هذين المحورين، ستكون حماس في محور المقاومة، وهي جزء من المحور القائم على أساس حاكمية الشعب وحاكمية الدين".
واعتبر مستشار وزير الخارجية الإيراني حسين شيخ الإسلام أن "حماس حرة في تعريف نفسها كيف تشاء، هذا هو تعريف ايران لمحور المقاومة، وتعريف إيران لمحورالاستكبار والأنظمة الملكية العربية وإسرائيل. نحن نعتبر حماس جزء من محورنا. لكن كيف تعرّف حماس عن نفسها، هذا السؤال يجب أن توجهوه لحماس لا أنا".
أضاف شيخ الاسلام "كما قلت لكم ان حماس حرة في اتخاذ قراراتها، اتخذوا قراراً بالنسبة لسوريا والحكومة السورية التي وفّرت لهم مكاناً للسكن لعدة سنوات ولم يكن قرارهم صائباً والآن قد انتبهوا إلى أن قرارهم كان خاطئاً، لم نجبرهم يوماً على اتخاذ أي موقف أو نفرض عليهم موقفاً، والآن أيضاً لا نفرض عليهم، اذا حماس حرة في الاختيار بين إيران، والأنظمة الملكية العربية، وحرة في الاخيار بين الارهابيين ومحور المقاومت التي تواجه هؤلاء الارهابيين، لا نفرض شيئاً على حماس بالقوة، لكن حسب تعريفنا لحماس هي جزء من محور المقاومة وتتواجد في المحور المناهض لأميركا والمحور الذي يستند على حاكمية الشعب، المحور المناهض لإسرائيل والانظمة الملكية العربية والاستبداد والديكتاتورية، هذا هو تعريفنا لحماس، لأن هيكيلة حماس مبنية على أساس حاكمية الشعب، فقد شاهدنا الانتخابات التي جرت عندهن".
شيخ الاسلام أكّد "أجل لا شك أن أي مواجهة ستجري في محور المقاومة ضد إسرائيل، ستكون حماس حاضرة فيها، لكن هل يمكن لحماس أن تدرك كون الإرهابيين التكفيريين جزء ضمن محور الاستكبار وإسرائيل خاصة بعد أن اتضح التعاون بينهم وبين الاسرائيليين، أو تستطيع حماس أن تدرك أن الأنظمة الملكية العربية تقع في محور الاستكبار والطاغوت والشيطان الأكبر، هذه أمور على حماس أن تدركها ولن نقوم بفرضها عليها، قد تتخذ حماس قراراً مثل الذي اتخذته بالنسبة سوريا ويتضح لاحقاً أن هذا القرار خاطئ والآن قد لاحظت أنه كان قراراً خاطئاً. نتمنى أن تتحسن العلاقة بين حماس وسوريا خاصة أن الشعب السوري هو من يقوم بدعم حكومته وأن يزيد دعم محور المقاومة لحماس.
أن أي مساعدة سواء كانت سياسية، اقتصادية أو من أي نوع كانت ويمكننا تقديمها، سنقدمها لحماس. نحن نعتبر حماس جزء من المقاومة وجزء منا، وأن حربهم هي حربنا، هم الذين يختارون أي مساعدة يريدونها منا، قد لا يستخدمون بعض نصائحنا كما حصل بالنسبة لسوريا، لكن كل ما تطلبه حماس ونستطيع تلبيته، سنقوم بتقديمه".
وأوضح أن "صحيح كلياً بالنسبة لعلاقتنا مع حماس حالياً وخاصة في ظل وجود القيادة الجديدة للحركة التي اختارتها حماس مؤخراً، وهي قيادة حكيمة منبثقة من قلب المقاومة، هي قيادة اختارها الشعب الفلسطيني خلال الانتخابات التي جرت، هذه القيادة مهمة ومحط احترام بالنسبة لنا والقيادة هذه هي التي تتخذ القرار حول العلاقة معنا وكيف ستكون العلاقة، نحن بدورنا نقوم باتخاذ القرار وكل الامكانيات التي يمكننا توفيرها لهذه القيادة وهذا الشعب خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني والمشاكل التي يواجهها، سنقوم بتقديمها، هذا هو واجبنا.
كل ما تطلبه حماس سنقدمه، كل ما تحتاجه حماس وتطلبه منا ويمكننا تلبيته، سنقدمه لها. كل شيء."
وختم مقابلته قائلاً "أجل أقول بكل وضوح، كل ما تريده حماس ويمكننا تلبيته، سنقوم بتقديمه".