السعودية تنصح المعارضة بالقبول بالأسد مع البحث في صلاحياته
مؤتمر الهيئة العليا في الرياض يبحث تغيير القيادة وتعديل الموقف السياسي والسعودية تبلغ المعارضين عدم التطرق لمصير الرئيس السوري بشار الأسد وإنما البحث في نقل صلاحياته.
تعقد الهيئة العليا للمفاوضات اجتماعاً لها في العاصمة السعودية الرياض لمدة ثلاثة أيام، بدأت اليوم الإثنين، وذلك في إطار التحضيرات لمؤتمر "الرياض 2" المقرر عقده نهاية الشهر الجاري أو مطلع تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، وعلى جدول الأعمال البحث في إعادة هيكلة الهيئة لكي تتناسب مع المرحلة المقبلة والتغييرات التي حصلت في الميدان السوري.
وقالت أوساط المجتمعين في الرياض للميادين أن البحث جار في إحداث تغيير نوعي على مستوى الشخصيات المنضوية في الهيئة من أجل استبعاد "أصحاب المواقف المتشددة كرياض حجاب، منسق الهيئة العليا ومحمد صبرا نائب رئيس الوفد المفاوض وأحمد رمضان -المحسوب على الإخوان المسلمين-".
وعُلم أن السعودية تطرح إسم أحمد الجربا، رئيس الائتلاف السوري المعارض السابق، رئيساً للهيئة العليا بدل حجاب، فيما تطرح كل من قطر وتركيا رئيس الوفد المفاوض الحالي نصر الحريري للمنصب ذاته، وفي مقابل الطرحين تطرح مصر بالإضافة إلى شخصيات معارضة مستقلة وخارج الاصطفافين السعودي والقطري، اسم خالد المحاميد كحلّ وسط.
وحول عدم وضع الفيتو السعودي على اسم نصر الحريري، علماً أنّه مقرب من تركيا وقطر، قالت الأوساط إن السعودية لا تريد استبعاد كافة الموالين لقطر من الهيئة العليا في هذه المرحلة "لأن ذلك سيؤدي حكماً إلى انقسام الهيئة وهذا ما لا تريده السعودية في مرحلة التحضير لمؤتمر الرياض 2 لتجمع فيه أكبر شريحة ممكنة من المعارضين".
وقال المطّلعون على الاتصالات التي تقوم بها السعودية، إن "نجاح المسعى السعودي الذي يسعى لحسم أمر الهيئة العليا وقيادتها نهائياً قبل موعد مؤتمر "الرياض 2" غير مضمون النتائج، وإن احتمال عدم التوصل إلى اتفاق حول الرئاسة الجديدة للهيئة قد يؤدي إلى تشكيل هيئة قيادية تنضم إليها مجموعة من الشخصيات المعارضة".
وإلى مسعى التغيير على مستوى الأسماء، قالت أوساط الهيئة العليا إن "الرياض تعمل أيضاً على تعديل الخطاب السياسي للمعارضة بعد التقارب الأخير مع موسكو وعلى خلفية التطورات في الميدان السوري، وأبلغت الرياض شخصيات معارضة أنّ الاستراتيجية السعودية الحالية لا تتوقف عند الأسماء كما كان يحصل في السابق، إنما عند الصلاحيات، و"لم تعد تبحث" في مصير الرئيس السوري بشار الأسد بقدر ما تبحث في نقل صلاحيات من الرئاسة السورية إلى مجلس الوزراء ورئاسة مجلس الوزراء.
وفي اتصال مع عبد الأحد اصطيفو، نائب رئيس الائتلاف السوري المعارض، نفى أن يكون من أهداف المؤتمر المنعقد في الرياض إجراء انتخابات أو تعديلات على مستوى قيادة الهيئة أو على مستوى الخطاب السياسي، وقال للميادين إن "الاجتماع دوري وعادي ولا جديد دخل على جدول الأعمال".