ميدانيات العراق: ما بعد تحرير الحويجة
على مدار 21 يوماً، أتمت القوات العراقية المشتركة بنجاح تام تحرير كامل مناطق قضاء الحويجة جنوبي غرب كركوك بسيطرتها على ناحيتي الرياض والرشاد ومركز القضاء. لتصبح مدينتي راوه والقائم والشريط المحيط بهما بمحاذاة الحدود مع سوريا وصولاً الى المناطق الغربية من صحراء الأنبار هي ما يتبقى لداعش من مناطق لتواجده في العراق.
سيطرت القوات المشتركة خلال عمليات الرياض والرشاد ومركز قضاء الحويجة في الفترة من الثالث من الشهر الجاري وحتى انتهاء العمليات على عشرات القرى في النطاق الشمالي والشمالي الشرقي للقضاء ومنها دوكشمين والشيخ سامي والبلداغ والسادة كاطع والربيضة ويرغون السفلى وتل الجول وقزل تبة وغيده وهشيشة والعصرية وتليل القمر وخويشيجة وبشير وتل العيد ومجبل. وكانت قرية الحناني هي أخر قرية تمت السيطرة عليها شمالي القضاء ليصبح بكامله تحت سيطرة القوات المشتركة عدا بعض القرى شمال شرقه وتسيطر عليها قوات البيشمرجة.
خلال هذه الفترة صدت قوات الحشد الشعبي عدة هجمات نفذها تنظيم داعش، منها هجوم لعدة انتحاريين في منطقة جبال مكحول، وهجومين على الحدود مع سوريا استهدفا معبر تل صفوك وبلدة المسعدة، وهجوم على مدينة الصينية غربي قضاء بيجي بالإضافة الى هجوم انغماسي على منطقة الفارسية في جرف الصخر شمالي بابل بهدف التسلل الى قضاء المسيب. أطلقت قوات الحشد خلال هذه الفترة عمليتين محدودتين الأولى في صحراء صلاح الدين وفيها تستهدف المدفعية المناطق التي يتم رصد تواجد لعناصر داعش فيها، والثانية عملية تطهير وتأمين شمالي المقدادية بمحافظة ديالى.
تعرضت القوات المشتركة المحتشدة شمالي قضاء عنه غربي الأنبار لهجوم على مواقعها من عناصر داعش، أستمرت تعزيزات قوات الشرطة الاتحادية في التدفق على منطقة الحشد ويتوقع بدء العمليات باتجاه راوه والقائم في الأيام القادمة، في ظل غارات مكثفة شنها الطيران العراقي على المنطقتين وناحية العبيدي التابعة لمدينة القائم.
تواجه القوات العراقية بعد استفتاء استقلال كردستان تحديات كبيرة، خاصة في ما يتعلق بالمناطق المتنازع عليها مع الأكراد في محافظة كركوك ومناطق شمال وشمال شرق الموصل. وعلى الرغم من النفي المتواصل من قبل قيادة العمليات المشتركة لأياحتمالية قريبة لاجتياح القوات العراقية لكركوك، الا ان التعزيزات المتدفقة على هذه المنطقة، والتقدم الذي نفذته قوات الرد السريع واللواء 26 في الحشد الشعبي بمعسكرات اللواء 102 في قوات البيشمرجة بناحيتي قصبة بشير وتازة في منطقة طوزخرماتو جنوبي كركوك، وكذا القصف الذي نفذته قوات الحشد الشعبي على عدة قرى شمالي الحويجة تتواجد فيها قوات البيشمرجة ومنها قريتي 7 نيسان وتاباي دوسار، تمثل هذه التطورات مقدمة لما يمكن ان نعتبره مواجهة شبه حتمية بين الطرفين بعد انعدام فرص وجود حلول وسطية في ما يتعلق باستفتاء كردستان. قوات البيشمرجة من ناحيتها بررت إخلاء مقر اللواء 102 بأنه كان ضمن خطة عامة لإعادة انتشار قواتها في محيط كركوك شرقاً ودهوك شمالاً، وقد أغلقت لفترة وجيزة معبري الخازر وخورسيباد المتحكمين في طريقي الموصل - أربيل والموصل – دهوك.
لعل المؤشر الأوضح على خطورة الوضع الحالي هو الأحداث التي جرت ليلة أمس على الطريق الرابط بين ناحية تازة في طوز خرماتو وكركوك من اشتباكات وتراشق بالهاون بين قوات الحشد التركماني من ناحية وقوات البيشمرجة، هذا الوضع دفع وحدات من الفرقة التاسعة المدرعة للتحرك لدعم قوات الحشد التركماني على اتجاهين الأول باتجاه كركوك والثاني باتجاه منطقة داقوق. في حال استمرت الاشتباكات على هذا الوضع فأننا قد نشهد عملية سريعة للقوات العراقية بهدف دفع قوات البيشمركة خارج كركوك وتأمين منطقة حقول النفط ومطار كركوك ومعسكر كيوان العسكري.