السماح للمرأة السعودية بقيادة السيارة
أمر ملكي بإصدار رخص قيادة السيارات للمرأة في السعودية، البلد الوحيد في العالم الذي كان يمنع المرأة من القيادة، لأسباب لها علاقة بالبيئة الاجتماعية المحافظة والفتاوى الدينية المتشددة.
خطوة أخرى مفاجئة تخطوها السعودية في إطار سياسة الانفتاح الاجتماعي بعيداً من سطوة رجال الدين. فقد سمحت السلطات السعودية الثلاثاء بإصدار رخص قيادة السيارات للمرأة في عموم السعودية، الخطوة التي أشادت بها الولايات المتحدة الأميركية على لسان المتحدثة باسم خارجيتها.
يأتي ذلك بعد احتفالات صاخبة غير مسبوقة شهدتها مدينة الرياض يوم 23 أيلول/سبتمبر احتفالاً باليوم الوطني، والسماح للمرأة بدخول أستاد الملك فهد في العاصمة للمرة الأولى، وتعيين أول امرأة في منصب مساعد رئيس بلدية في مدينة الخبر،.
وبحسب ما يفهم من الأمر الملكي السعودي فإن التنفيذ لن يكون فورياً بل بعد أشهر عدة. وأوعز العاهل السعودي إلى وزارات الداخلية، والمالية، والعمل والتنمية الاجتماعية تشكيل لجنة على مستوى عال لدراسة الترتيبات اللازمة لإنفاذ ذلك".
ومن شأن هذا القرار أن يعزز من حدة الانقسام في الرأي العام داخل السعودية، خصوصاً على ضوء مشاهد الرقص والموسيقى والاختلاط التي جرت قبل أيام بالرياض في إطار الاحتفال باليوم الوطني السعودي.
ويأتي كل ذلك بالتزامن مع حملات اعتقال تطال دعاة وناشطين، ومع المزيد من الإجراءات التي تهدف إلى تقليص صلاحيات التيار الديني المتشدد، وآخرها الإثنين حيث طُرح على مجلس الشورى اقتراح يقضي بإلغاء "هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، وتم تأجيل مناقشته إلى بعد ثلاثة أشهر.
وقالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية "واس" إن "أمراً سامياً صدر عن العاهل السعودي باعتماد تطبيق أحكام نظام المرور ولائحته التنفيذية – بما فيها إصدار رخص القيادة – على الذكور والإناث على حد سواء".
وتابعت "على اللجنة الرفع بتوصياتها خلال 30 يوماً من تاريخه والتنفيذ من 10 / 10 / 1439 هـ ووفق الضوابط الشرعية والنظامية المعتمدة".
وكانت السعودية قبل هذا القرار هي البلد الوحيد في العالم، الذي يمنع النساء من قيادة السيارة، استنادا لآراء وفتاوى لرجال دين يعارضونها، رغم المطالب والحملات الواسعة التي نظمتها السعوديات طوال السنوات الماضية دون استجابة رسمية.
ولا يوجد قانون رسمي يحظر قيادة السيارة على المرأة في السعودية، لكن القانون السابق لا يسمح لها باستخراج رخصة قيادة، وتعتمد النساء في السعودية في تنقلاتهن على السائقين الذكور.
وكان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قال في شهر إبريل/ نيسان العام الماضي، إن المجتمع لا يزال غير متقبل لقيادة المرأة للسيارة حالياً، مشيراً إلى أن "المستقبل تحدث فيه متغيرات ونتمنى أن تكون متغيرات إيجابية".