هيومن رايتس ووتش: اعتقال العشرات في السعودية بمثابة قمع منسق للمعارضة

منظمة "هيومن رايتس ووتش" تقول إن السلطات السعودية تعتقل عشرات الأشخاص بينهم ناشطون وصحفيون وكُتّاب سلميون، ومديرة قسم الشرق الأوسط في المنظمة تقول إن لهذه الاعتقالات دوافع سياسية، وهي علامة أخرى على أن محمد بن سلمان "غير مهتم في تحسين سجل بلاده في حرية التعبير وسيادة القانون".

هيومن رايتس ووتش: حملة منسقة ضد المعارضين بالسعودية

قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" إن "السلطات السعودية اعتقلت عشرات الأشخاص، في سياق قمعٍ منسقٍ للمعارضة"، في سياق حملة أتت بعد 3 أشهر من تولي محمد بن سلمان منصب ولي العهد في حزيران/يونيو من العام الحالي. 

 

وأضافت المنظمة إنه منذ عام 2014 حاكمت السلطات السعودية كل المعارضين تقريباً في المحكمة الجزائية المتخصصة، محكمة قضايا الإرهاب في السعودية.


حملة الاعتقالات التي، بحسب تقارير، طالت سلمان العودة وعوض القرني وأكثر من 10 آخرين منذ 10 أيلول/سبتمبر، هي الأحدث في حملة مستمرة ضد معارضين، بينهم ناشطون وصحفيون وكُتّاب سلميون. كما أعلن الكاتب البارز، جمال خاشقجي، منع جريدة "الحياة" له من كتابة عمود الرأي الذي يساهم به بانتظام.

وكان خاشقجي مُنع من الكتابة سابقاً، وكانت المرة الأخيرة في تشرين ثاني/نوفمبر 2016، بعد أن ذكرت وكالة الأنباء السعودية أنه لا يمثل حكومة المملكة بعد انتقاده الرئيس الأميركي دونالد ترامب.


وقالت سارة ليا ويتسن، مديرة قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش إنه "يبدو أن لهذه الاعتقالات دوافع سياسية، وهي علامة أخرى على أن محمد بن سلمان غير مهتم في تحسين سجل بلاده في حرية التعبير وسيادة القانون"، وأضافت "ستضيع الجهود التي يبذلها السعوديون لمعالجة التطرف هباءً إن بقيت الحكومة تسجن كل شخص بسبب وجهة نظره السياسية".


وتابعت ويتسن بالقول "تُظهر الأحكام المُستهجَنة ضد الناشطين والمعارضين السلميين غياب أي تسامح من السعودية تجاه المواطنين الذين يعبرون عن آرائهم بخصوص حقوق الإنسان والإصلاح".

 

في السياق ذاته، قالت منظمة العفو الدولية إن حملة الاعتقالات هذه هي الأكبر خلال أسبوع واحد منذ سنوات، مشيرةً إلى توقيف أكثر من 20 شخصاً واقتيادهم إلى جهات غير معلومة.

وأوضحت أنه "على مر السنوات الماضية، لم نشهد أسبوعاً جرى خلاله اعتقال هذا العدد الكبير من الشخصيات السعودية المعروفة في وقت قصير"، معتبرة أن أوضاع حقوق الإنسان في المملكة تراجعت منذ إعلان الأمير محمد بن سلمان ولياً للعهد.

 

 
وفي 12 أيلول/ سبتمبر، بدا وكأن وكالة الأنباء السعودية تؤكد عمليات الاعتقال، حيث أشارت إلى قيام "رئاسة أمن الدولة"، الوكالة الجديدة لمكافحة الإرهاب في البلاد، "رصد أنشطة استخباراتية لمجموعة من الأشخاص لصالح جهات خارجية ضد أمن المملكة ومصالحها ومنهجها ومقدراتها وسلمها الاجتماعي بهدف إثارة الفتنة والمساس باللحمة الوطنية". وأشارت الوكالة إلى أن المجموعة تضم سعوديين وأجانب.

كما أشارت "رويترز" إلى أن رجال الدين المعتقلين لم يدعموا السياسات السعودية بما يكفي، بما في ذلك عزل السعودية والإمارات ومصر لقطر. وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن الاعتقالات قد تكون متصلة بتحضير السلطات السعودية لتنازل الملك سلمان عن العرش لصالح ابنه محمد بن سلمان.

ولم تكشف السلطات السعودية عن أسباب محددة للاحتجاز.

اخترنا لك