أوضاع لاجئي الروهينغا تتفاقم..الأمم المتحدة تناشد وزعيمة ميانمار تتهرب
الأمم المتحدة تحثّ على تعزيز العمليات لاحتواء أزمة اللاجئين المسلمين الروهينغا بعد ترحيلهم قسرياً إلى بنغلادش جراء عمليات التصفية الدينية التي يتعرضون لها في بلادهم، وزعيمة ميانمار تتهرب من حضور جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد تزايد الضغوط الدولية عليها، وانتقادات من منظمات حقوقية لمجلس الأمن لعقده "جلسة مغلقة" لا علنية للتباحث حول الأوضاع في ميانمار.
حثّت الأمم المتحدة اليوم الأربعاء على تعزيز العمليات لاحتواء أزمة اللاجئين المسلمين الروهينغا.
وقال مسؤول كبير بالأمم المتحدة إن وكالات الإغاثة يجب أن تعزز عملياتها "بقوة" بعد وصول نحو 400 ألف لاجئ إلى بنغلادش فراراً من العنف في ميانمار.
وأضاف أنّ الأموال اللازمة لمساعدة هؤلاء اللاجئين زادت كثيرا.
وبدأ تدفق المسلمين الروهينغا على بنغلادش في 25 آب / أغسطس بعدما تعرضوا لهجمات من قوات الأمن في ميانمار في أكثر من منطقة.
وقال جورج وليام أوكوث-أوبو مساعد المفوض السامي للعمليات في مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة لرويترز خلال زيارة لمخيم للاجئين في بنغلادش "سنحتاج جميعا إلى تعزيز استجابتنا بقوة.. من الطعام إلى المأوى".
زعيمة ميانمار تتهرب من حضور جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة
من جهتها أعلنت زعيمة ميانمار أنها لن تحضر جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد تصاعد الأزمة في بلادها.
وأعلن مكتب زعيمة ميانمار "أونج سان سو كي" الأربعاء أنها لن تحضر جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة بسبب تصاعد أزمة الروهينغا المسلمين.
وتواجه سو كي غضباً عارماً حيال أعمال التصفية الدينية في بلادها التي أجبرت حوالي 370 ألفاً من أقلية الروهينغا على الفرار إلى بنغلادش.
وهذه الهجرة القسرية الجماعية، التي بدأت في أعقاب حملة أمنية شرسة شنتها قوات الأمن في ميانمار ضد مسلمي الروهينغا هي الأزمة الأكبر التي تواجهها سو كي منذ توليها قيادة ميانمار في العام الماضي.
وفي أول خطاب لها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد توليها منصبها في أيلول / سبتمبر من العام الماضي دافعت سو كي عن جهود حكومتها لحل أزمة التعامل مع المسلمين في بلادها.
وهذا العام قال مكتبها إنها لن تحضر بسبب "التهديدات الأمنية التي يشكلها المتمردون" وبسبب مساعيها لاستعادة الأمن والسلام.
وقال زاو هتاي المتحدث باسم مكتب سو كي لرويترز "إنها تحاول السيطرة على الوضع الأمني وإرساء السلام الداخلي والاستقرار ومنع انتشار الصراع".
ويتزايد الضغط الدولي على ميانمار، ذات الأغلبية البوذية، لإنهاء العنف في ولاية راخين في غرب البلاد والذي بدأ في 25 آب / أغسطس، حيث تهدف الهجمات ضد مسلمي الروهينغا إبعادهم عن ميانمار.
ودعت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى حماية المدنيين في حين قالت بنغلادش إنه سيتعين على جميع اللاجئين العودة إلى بلادهم ودعت إلى إقامة مناطق آمنة في ميانمار لتمكينهم من ذلك.
لكن الصين، التي تتنافس مع الولايات المتحدة على توسيع مناطق النفوذ في جنوب شرق آسيا، قالت أمس الثلاثاء إنها تدعم جهود ميانمار لحماية "التنمية والاستقرار".
"جلسة مغلقة" لمجلس الأمن لبحث أوضاع مسلمي الروهينغا
ويعقد مجلس الأمن الدولي اليوم الأربعاء جلسة مغلقة هي الثانية بعد اندلاع الأزمة. وعبر السفير البريطاني ماثيو ريكروفت عن أمله في صدور بيان بخصوص الأزمة يوافق عليه المجلس.
لكن منظمات حقوق الإنسان استنكرت عدم عقد مجلس الأمن الدولي جلسة علنية. وقال دبلوماسيون إن الصين وروسيا ستعترضان على الأرجح على مثل هذه الخطوة وستحميان ميانمار في حال ممارسة أي ضغوط بالمجلس لدفعه لاتخاذ إجراء في محاولة لإنهاء الأزمة.
ولا تظهر مؤشرات على تراجع الهجرة الجماعية إلى بنغلادش مع ارتفاع عدد اللاجئين الروهينغا بها إلى 370 ألفا وفق آخر تقديرات الأمم المتحدة إضافة إلى نحو 400 ألف سبق لهم اللجوء إلى هناك.
ويعاني الكثير من اللاجئين الجوع والمرض وهم يعيشون في العراء دون مياه نظيفة وسط الموسم الماطر بالمنطقة حاليا.
وقالت الأمم المتحدة إن 200 ألف طفل يحتاجون إلى دعم إنساني عاجل.