حذّرت من تقسيم العراق ..الأحزاب العربية في كركوك: نرفض الاستفتاء وندعو لمقاطعته!
رئيس البرلمان في إقليم كردستان يوسف محمد يقول إن أي خطوة لتحديد مصير إقليم كردستان خارج المؤسسات التشريعية ستجر الإقليم نحو منزلق خطير. بالتوازي يعلن عدد من الأحزاب العربية في كركوك رفضها الاستفتاء لكونه البداية الحقيقية لتقسيم العراق. ومسعود برزاني رئيس إقليم كردستان يوجه رسالة إلى الرأي العام يقول فيها إن قرار الاستفتاء هو خطوة نحو الاستقلال وهي حق طبيعي وعادل لا يتنافى مع أي من المبادئ السماوية والإنسانية.
أعلنت الأحزاب العربية في كركوك رفضها الاستفتاء المزمع إجراؤه في 25 أيلول/ سبتمبر حول استقلال إقليم كردستان عن العراق وشموله محافظة كركوك والمناطق المتنازع عليها.
وقالت الأحزاب في بيان لها إنها ترفض الاستقلال "لكونه البداية الحقيقية لتقسيم العراق الموحد منذ آلاف السنين ولعدم استناده لأي مرجعية دستورية أو قانونية ونعتبر قرار مجلس محافظة كركوك في 29 آب/ أغسطس فاقد للشرعية لغياب ممثلي العرب والتركمان ولأن مثل هكذا قرارات ليس من صلاحيات مجلس المحافظة".
ويأتي موقف الأحزاب العربية بعد تصريحات لرئيس البرلمان في إقليم كردستان يوسف محمد قال فيها إن أي خطوة لتحديد مصير إقليم كردستان خارج المؤسسات التشريعية ستجر الإقليم نحو "منزلق خطير".
كما جاء في البيان إن "هذا القرار كرّس الفردية في اتخاذ القرارات المصيرية والاستئثار بالسلطة وهو منهج اتبعته الأحزاب الكردية الحاكمة منذ 2003 إلى يومنا هذا".
وأشارت الأحزاب إلى أن هذه المرحلة توجب الجميع على توحيد الجهود وتضافرها لاستكمال عمليات التحرير وبالأخص تحرير قضاء الحويجة الذي هو جزء لا يتجزأ من محافظة كركوك والتي بتحريرها سيعلن النصر النهائي على تنظيم داعش. مؤكدين على أن أي تأخير لهذه العملية سيعتبر "جزءاً من المؤامرة على كركوك بل وعلى العراق"، كما دعوا الرئاسات الثلاث للاضطلاع بواجباتها الدستورية للحفاظ على وحدة العراق وسلامته وسيادته واستقلاله.
كما دعت الأحزاب إلى مقاطعة الاستفتاء في كركوك وعدم المشاركة فيه، وأشارت إلى أنها لن تعترف بنتائجه وأنه "عمل حزبي لا يمت للشرعية بصلة".
برزاني: قرار الاستفتاء ليس إلا حقاً طبيعياً وعادلاً للكرد
من جهته توجّه رئيس إقليم كردستان مسعود برزاني برسالة لـ "الرأي العام" برر فيها الإصرار على خطوة الاستفتاء في الإقليم.
وقال برزاني في رسالته "الإقليم شهد تجربة مليئة بالمآسي والمشاكل مع الحكومات العراقية لمدة مئة عام، وفي هذه الأعوام المئة التي مرت لم نلحظ أي تنفيذ حقيقي لمبدأ الشراكة وتعرض شعب كردستان لحملات الأنفال والقصف بالأسلحة الكيمياوية، ومن أجل تحقيق السلام الكامل والابتعاد عن الحروب والمشاكل قرر شعب كردستان إجراء عملية الاستفتاء ليقرر عن طريقها مصيره نحو الاستقلال".
وأضاف إن هذا القرار وخطوته نحو الاستقلال ليست إلا "حقاً طبيعياً وعادلاً لهذا الشعب ولا يتنافى مع أي من المبادئ السماوية والإنسانية. كما لايعني ممارسة هذا الحق معاداة لأي مكون قومي وديني من مكونات الشعب العراقي حيث سيبني أساساً قوياً لعلاقات تاريخية جديدة بين شعب كردستان والشعب العراقي ويضع حداً لمن يريد زرع الفتنة وتاجيج الخلافات بين الشعبين".
وتابع برزاني "أي تصريح أو تصرف نستطيع أن نتلمس منه معاداة للأخوة والتعايش السلمي لا يمت بأي صلة للقيم العليا لشعبنا ولا علاقة له بالسياسة العامة للإقليم وهو بعيد جداً عن ثقافة التعايش السلمي والتسامح" بالنسبة للكرد.
وكان قد قال برزاني في وقت سابق اليوم للأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط عقب طلب الأخير تأجيل الاستفتاء إن قرار إجرائه "ليس قراراً فردياً"، مشيراً إلى أنه "لا يمكن تأجيل هذه العملية بهذه السهولة"، ومعتبراً أن هذا القرار يعود للكرد وللقوى السياسية في الإقليم.