قصف خزانات الأمونيا في حيفا.. كابوس لإسرائيل

كلام الأمين العام لحزب الله حول قصف حاويات الأمونيا في حيفا وما يمكن أن يسببه الامر من نتائج توازي قنبلة نووية حظي باهتمام ومتابعة الإعلام الإسرائيلي الذي عكس قلقاً من إمكانية حصول هذا الأمر في أي حرب مقبلة مع حزب الله.

تقع خزانات الأمونيا في منطقة تواجد المستوطنين
جرياً على عادتها واكبت المواقع الإخبارية الإسرائيلية خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في ذكرى الشهداء القادة، وحظي الكلام الذي ختم به نصرالله خطابه عن نتائج قصف حاويات الأمونيا في منطقة حيفا بوصفها تعادل قنبلة نووية اهتماماً كبيراً متصدراً العناوين. كما توقف الإعلام الإسرائيلي عند انتقاده العلاقة بين إسرائيل والدول العربية.

محلل الشؤون العربية في القناة الثانية الإسرائيلية إيهود يعري قال معلقاً إن "نصرالله توجه إلى رئيس الأركان غادي أيزنكوت، وقال له أنت لديك أفضل سلاح جو وأنت قادر على فعل ما يحلو لك في لبنان، لكن أنا استطيع أن أضرب حاويات الأمونيا وما يدعيه هو أنه لم يحاول فعله في حرب لبنان الثانية" على حد قوله.  

القناة العاشرة قالت "إن حزب الله يحلم بقنبلة نووية ويزيد من إشاعات السرطان في حيفا". فيما نقلت القناة السابعة عن عضو الكنيست عن المعسكر الصهيوني ياعل كوهن بارن قولها إن نصرالله يعلم ما تحاول الحكومة الإسرائيلية إخفاءه.

وأضافت تعليقاً على كلام الأمين العام لحزب الله "إن سكان حيفا يعيشون في خطر مزدوج، أمني وصحي. في الوقت الذي تنشغل فيه الحكومة في تأخير إغلاق حاوية الأمونيا، انكشف بنك أهداف نصرالله" متسائلة "هل يتعين وقوع كارثة حتى يستيقظ رئيس الحكومة ويدرك أن خليج حيفا سيشتعل؟

وفي تعقيب نادر من قبل وزير في الحكومة الإسرائيلية على كلام الأمين العام لحزب الله قال وزير البيئة الإسرائيلي أفي غباي "إن حاوية الأمونيا تمثل خطراً بيئياً وأمنياً. نحن نعمل لإخراجها من حيفا من خلال إقامة مصنع لانتاج الأمونيا في الجنوب". 

وتحتوي حاويات الأمونيا في حيفا نحو 12 ألف طن من الغاز السام والمميت المعرض للانتشار والانفجار في أي لحظة، بسبب قصف صاروخي، أو هجوم عسكري، أو كارثة صناعية أو هزة أرضية. وجاء في تحقيق نشرته صحيفة "معاريف" في آب/ أغسطس الماضي أن "أعداداً كبيرة من المستوطنين في شمال فلسطين معرضون لأحد أكبر التهديدات على حياتهم". وتختلف تقديرات الخبراء الإسرائيليين حول عدد الإصابات المتوقعة في حال إصابة خزان الأمونيا الكائن في منطقة حيفا الصناعية إصابة مباشرة بصاروخ للمقاومة.

ووفقاً لبعض التقديرات الإسرائيلية، فقد يصل عدد القتلى والجرحى إلى بضعة آلاف فيما تحدثت أبحاث أخرى عن أن تسرب خُمس كمية الغاز الموجودة في خزان الأمونيا في خليج حيفا قد يؤدي إلى نحو 17 ألف قتيل، بالإضافة إلى 77 ألف إصابة أخرى فيما قد تصل تكلفة الخسائر الصحية لمثل هذه الكارثة الكيميائية إلى 30 مليار شيكل ناهيك عن الأضرار الواقعة على الممتلكات الخاصة والبنية التحتية والتي تقدر بعشرات المليارات.

خلال حرب 2006 سقطت عشرات الصواريخ بجوار هذه المصانع ما دفع إلى انتقاد تقرير "مراقب الدولة" آنذاك سلوك قيادة "الجبهة الداخلية" بخصوص هذه المنشآت واصفاً إياه بـ"الخطير للغاية" لاسيما أن هذه المصانع محاذية جداً للتجمعات السكانية وتحوي كميات كبيرة من المواد الخطرة المتواجدة في مستودعات غير محصنة، وبعضها مكشوف على أسطح المصانع.

رغم أن نصرالله لم يقل بشكل مباشر إن المقاومة ستستهدف هذه الحاويات مكتفياً بنقل ما قاله الخبراء الإسرائيليون، إلا أن القلق الشديد الذي تركه كلامه في الأوساط الإسرائيلية حول مخاطر استهداف حاويات الأمونيا وغيرها من المنشآت الاستراتيجية، يبين أن تهديداته ما كانت لتخطر على بالهم، حتى في أحلامهم.

اخترنا لك