التقرير الأسبوعي لمراكز الأبحاث الأميركية
التطورات في سوريا في ضوء الهدنة والدور الروسي والحرب السعودية على اليمن والانتخابات الإيرانية عناوين تصدرت مراكز الأبحاث والدراسات في الولايات المتحدة الأميركية لهذا الأسبوع.
وأضاف أن البعض لا يجد غضاضة في توجيه الانتقاد لسياسة الرئيس أوباما "لمفاضلته النهج الديبلوماسي على التدخل العسكري وقبوله تسوية سياسية معيبة الآن وفق الشروط الروسية" لكنها فضلت تبني خيار اهون الشرين. واردف ان التمسك بالخيار الديبلوماسي "قد ينطوي عليه احتمال ضئيل لانهاء الحرب الأهلية في سوريا، في المدى المنظور على الاقل"، مشدداً على أن السياسة الراهنة للبيت الابيض "تسهم في وضع اللبنات الأولى لتسوية سياسية مستقبلاً".
وأضاف أن هناك أبعاداً أخرى تكمن وراء السياسة الروسية خاصة "لحشدها قواتها في سوريا أبرزها حرف الأنظار عن التحديات الداخلية بغية ضمان استمرار بوتين في السلطة وانهاء العزلة الدولية التي فرضت منذ آذار 2014 نتيجة ضمه لشبه جزيرة القرم".
وأوضح المعهد أن "خططة العمل المشتركة بين الاتحاد الأوروبي وتركيا .. لم تسفر عن نتائج ملموسة" وارتفاع العجز الأممي المقدم لسوريا الى نسبة 43% مقارنة عن العام السابق. وعليه، ناشد المعهد الدول المانحة "التفكير بصورة استراتيجية حول الاتجاهات والاحتياجات والاستجابات طويلة الأمد.. (وضم) لبنان والأردن الى قائمة الدول التي تتحمل اعباء استضافتهما" للاجئين السوريين. واضاف ان دول الاتحاد الاوروبي اخطأت في طلبها من "تركيا والاردن ولبنان اضفاء طابعا رسميا لفرص عمل اللاجئين السوريين" لاعتقادها بأنه كفيل للحد من تدفق اللاجئين الى اوروبا.
وخص المعهد الأردن ولبنان لعدم قدرتهما الاستجابة لتلك المطالب إذ "تنعدم ثقة الحكومات المضيفة والسكان بأي شيء من شأنه ترسيخ التواجد الدائم للاجئين السوريين، او تشجيع قدوم المزيد منهم".
المملكة السعودية
وأوضح ان الولايات المتحدة اطلقت استراتيجية "الاعمدة الثنائية" في اعقاب انسحاب بريطانيا من الخليج في بداية عقد السبعينيات من القرن الماضي، الا ان "الولايات المتحدة اعطت الاولوية لعلاقاتها مع ايران لحين سقوط نظام الشاه عام 1979".
وأضاف أن الحرب لم تفشل في تحقيق الاهداف الاستراتيجية السعودية هناك فحسب "بل تسببت بتعاظم الكراهية حيال السعوديين .." وأردف أن الفشل السعودي معناه "افتقاد استراتيجية متماسكة أو حتى الى المعلومات الاستخباراتية المطلوبة.. ويتم قصف منازل قياديين في الجيش يعرفون انها فارغة." الفشل الأهم برأي المعهد "تبدد المراهنة على فرقاء يمنيين يواصلون القتال نيابة" عن السعودية، رغم كل المغريات المالية المقدمة.
إيران
وأضاف ان "الطبقة الحاكمة في ايران تتقن لعبة القطة والفأر فيما يخص مسار الديموقراطية المحدود في البلاد (وتسوقها) للجمهور الغربي الساذج .. بينما في الحقيقة ومن خلف الستار تفعل ما بوسعها للحيلولة دون نفوذ ديموقراطية حقيقية من شأنها إزاحة رجال الدين" عن الحكم.
ولوح المعهد بمضي ذاك الفريق "تصنيف ايران كسلطة ذات مخاطر عالية معرضة للتدابير المضادة" لفريق العمل "الذي سيستمر في تعقيد جهود المصارف الايرانية .. التي ستضطر لاعادة علاقاتها مع المصارف" الاخرى. واستدرك بالقول ان ايران "اصدرت سلسلة تصريحات رسمية مؤخرا تؤكد التزامها بتعزيز نظام مكافحة غسيل الاموال / محاربة الارهاب، بما في ذلك (انضمامها) لمجموعة اوراسيا" ومقرها موسكو. وخلص بالقول انه "على الرغم من تخفيف العقوبات .. لا يزال هناك عقبات كبيرة امام" المصارف الدولية الراغبة بالتعامل مع ايران "بالحد الادنى ستستمر المصارف في مواجهة التمويل غير المشروع والمخاطر التنظيمية".