التقرير الأسبوعي لمراكز الأبحاث الأميركية
اثارت سليلة مقابلات مع الرئيس اوباما ردود فعل متباينة لدى مؤيديه، ومشاعر الإحباط لدى خصومه لما إعتُبر تقويض لمكانة وهيبة الولايات المتحدة وتنديد بحلفائها التقليديين.
وأضاف أن رواية أوباما تشير إلى مشاعر الغبن والضغينة التي تملكته لعدم تنفيذ "ديفيد كاميرون ونيكولا ساركوزي بوعودهما لشغل مركز الصدارة في الاطاحة بنظام معمر القذافي .. فالأول انشغل بامور اخرى والثاني اثبت انه متباهي".
وأضاف ان الرئيس اوباما "دهش لتلك المباغتة وتوصل إلى قناعة مفادها أنه لا يمكن للرئيس الأميركي ان يقود من الخلف .. وأضحى غاضب من عدم القدرة على تطويع الواقع لأحلامه".
بالمقابل، اعتبر معهد بروكينغز سلسلة المقابلات المشار اليها بأن الرئيس اوباما "نجح في الظهور بمظهر شخصية تكنوقراطية حديثة، تتميز بالقدرة على التكيف والصمود امام مشاعر الحياة السياسية المثيرة".
وأوضح أن اوباما "يتمتع بالحكمة والروية بينما (خصومه) متهورون .. وأثبت أنه رئيس تحركه ضوابط إيديولوجية يتحلى برؤيا عالمية متطورة بل متماسكة فلسفيا."
وأردف المعهد أن الرئيس اوباما "لم يكن ذكياً فحسب، بل عبقري" في سرديته.
سوريا
وأضاف ان روسيا "غير ملتزمة ببقاء الأسد بصرف النظر عن الكلفة، وما تبنيها لوثيقة الحل السياسي إلاّ ترجمة لرؤيتها بأن المسار السياسي والمرحلة الانتقالية ستفضيان إلى رحيل الأسد .. بكرامة دون ان يواجه مصير مشابه لمعمر القذافي".
واستدرك بالقول إن "وقف اطلاق النار الراهن هش مما يعزز اهمية الخروج الآن" من سوريا.
واستطرد بالقول ان اثبت وقف اطلاق النار فعاليته "سيكون بوسع روسيا اعلان النصر. اما ان اندلعت الاشتباكات مرة اخرى، فان المسؤولية لن تقع على كاهلها .."بدوره، جدد معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى نظريته حول إنشاء مناطق آمنة في سوريا "وضم اسرائيل للمناقشات المعنية بالمناطق الآمنة .. بل مساهمة اسرائيل في المستلزمات العسكرية".
وأوضح ان "اسرائيل يمكنها ان تلعب دوراً مساعداً فعالاً من خلال مشاركتها المعلومات الاستخباراتية حول الديناميات على الأرض وتقديم بعض المساعدة الانسانية".
وفي حال "نجاح اقامتها، فكيف سترد اسرائيل على ذلك." واوضح ان الاجابة "تعتمد جزئيا على موقع المنطقة. إذ من غير المتوقع ان تحرك اسرائيل ساكناً رداً على انشاء منطقة على الحدود الشمالية مع تركيا، وقد تقدّم بعض الدعم لانشاء منطقة آمنة على طول الحدود الأردنية السورية، نظرا لأهميتها من وجهة نظر عمّان".
واستشهد المعهد بدراسة صادرة في شهر كانون الاول/ديسمبر الماضي قام بها مسؤولين في الشؤون الأمنية "الإسرائيلية" واللذين أعربا عن أن "لاسرائيل مصلحة استراتيجية والتزام طويل المدى بضمان سلامة المملكة الأردنية الهاشمية وأمنها واستقرارها وازدهارها،" مستطردا ان "اسرائيل توفر الدعم للاردن على صعد متعددة – أبرزها مساعدته في تحمّل أعباء هجرة اللاجئين السوريين بأعداد كبيرة".
وخلص إلى القول أن "بامكان منطقة آمنة في الجنوب (السوري) أن تخدم كافة تلك المصالح".
واستدرك قائلاً ان "معظم تلك التوصيات قدمت قبل التدخل العسكري الروسي .. (اما) إذا عارضت روسيا إنشاء منطقة آمنة في الجنوب، فمن غير المرجّح ان تساهم إسرائيل عسكرياً في الجهود المبذولة لهذه الغاية".
تنظيم داعش
وأوضح أنه ينبغي "تحقيق أربعة اهداف استراتيجية لضمان المصالح الوطنية الحيوية وتـوفير الأمن للوطن".
وحددّ تلك المهام: تدمير تجمعات العدو؛ إنهاء الحروب المذهبية والطائفية؛ وضع قواعد صارمة لضمان عدم إعادة تشكيل تجمعات العدو؛ تخليص العراق وسوريا من النزاعات الاقليمية والدولية.
ليبيا
وأضاف "قبل ان نضيف حرباً رابعة في الاقليم، بعد العراق وسوريا واليمن، ينبغي علينا التقدم باستراتيجية متماسكة لتحقيق الاستقرار بالتزامن مع استهداف تنظيم داعش".
ونبّه صنّاع القرار إلى انه يتعين "كسب تأييد المجموعات الليبية المسلحة الأخرى لقوات خارجية على أسس دائمة .. وابراز قدرة المجتمع الدولي على توفير الدعم لليبيا بغيّة ترسيخ عملية حكم نافذة، واستغلال عائداتها النفطية لتوفير احتياجات المدنيين الملحة والتوجه بعدئذ الى شؤون التنمية".
واستطرد بالقول إن التوجهات الغربية الراهنة "لشن حرب .. تقترب من تعريف الجنون التقليدي – أي تكرار ذات الأخطاء وتوّقع نتائج مغايرة." وحث صنّاع القرار على أن المضي بشن "حرب رابعة .. تستوجب تأييد من الكونغرس والشعب والحلفاء أيضاً، او عدم القيام بها في المقام الأول."
أفغانستان
وحثّ صناع القرار على اعتماد "نجاح القوات الافغانية كمقياس لحجم تخفيض القوات (الأميركي)، وليس بناء على مواعيد نهائية بشكل تعسفيّ .. مما سيحفز القوات الافغانية القيام بمهامها وهو العنصر المفقود حاليا".
حلف الناتو
ولفت الصندوق أنظار أعضاء الحلف إلى "انفتاح واستعداد المنطقة العربية عقد تعاون أكبر مع حلف الناتو، والتي عادة لا يتم الإقرار بها."