"أم هنادي" العراقية.. الأم المقاتلة

لا ترى أم هنادي في العمل العسكري تخلياً عن أمومتها. هذه الأمومة التي تمارسها اليوم من خلال الدفاع عن كل العراقيين والنضال من أجل البقاء. فإما "تحرير الأرض أو الشهادة" تقول. ولكن ماذا بعد تحرير الأرض؟ نسألها فتجيب "سأبقى في الميدان حتى الرمق الأخير".

قتل داعش لعائلتها دفعها إلى الميدان .
اختارت وحيدة الجميلي "أم هنادي" الوقوف جبناً إلى جنب في صفوف المقاومة العراقية لتأخذ بثأر أهلها

وزوجها اللذين قتلوا على يد تنظيم داعش في العراق. بإيمان وصبر قاومت وبصوت قوي تقول "سأبقى هنا، حتى تحرير الأرض"

الإرهاب الذي حرمها من نعمة العائلة دفعها لتشكيل فصيل مهمات عسكرية خاصة تقودها بنفسها مؤلفة من خمسة وثلاثين عنصراً أساسياً بالإضافة إلى 100 عنصر متطوع مسؤولة عنهم.

منذ عام 2005 أي بعد عامين على الاحتلال الأميركي للعراق وأم هنادي تقاوم وتناضل. ما زادها إيماناً لمحاربة العدو والإرهاب هو قتل زوجها عام 2007 وصولاً إلى عام 2014 لحظة استشهاد آخر إخواتها بعد عشرة أيام فقط على قتل أبيها.

"أم هنادي" متزوجة ولها إبنتان، الأولى تسكن في مناطق بيد داعش الذي قتل زوجها بـ"وحشية" والثانية تسكن في بغداد مع من تبقى من أهلها.

متحدثة عن تجربتها الفريدة من نوعها في المجتمع العراقي، تقول أم هنادي للميادين نت إن الضغط والظلم اللذين تعرضت لهما فضلاً عن استشهاد عدد كبير من أفراد عائلتها في المعارك، كل ذلك دفعها إلى "النزول والبقاء في أرض المعركة ومواجهة العدو من الجهات كافة" بالإضافة إلى ذلك فهي باتت اليوم قادرة على تفكيك عبوات ناسفة واستطلاع المناطق التي يحتلها "عدوها".

ضمن عمل هذا الفصيل تتولى أم هنادي اليوم مسؤولية قاطع صلاح الدين وقضاء بيجي وقضاء الشرقاط  ونينوى، مضيفة "نخوض الآن عمليات في جزيرة حديثه".

فخورة بما أنجزته تستعرض وحيدة الجميلي أهم المناطق التي شاركت في تحريرها. "قضاء الكرمه التابع لمحافظة الأنبار والضلوعيه وبلد والإسحاقي وسامراء والمعتصم ومكيشيفه في قاطع سامراء" ثم كان دور "تكريت وبيجي والمصفى والصينيه ومجمع الست ميه والأسمدة وبعدها قرية السلام وثم جزيره مكيشيفه توجهاً إلى جزيره الصينيه وحديثه".

"العمل العسكري أصبح بدمي" تقول أم هنادي لكنها اليوم إلى جانب ذلك بمثابة أم لكل العناصر الذين تتولى مسؤوليتهم، "الكل ينادونني يُمى، أصبحوا مسؤوليتي". 

لا ترى أم هنادي في العمل العسكري تخلياً عن أمومتها. هذه الأمومة التي تمارسها اليوم من خلال الدفاع عن كل العراقيين والنضال من أجل البقاء. فإما "تحرير الأرض أو الشهادة" تقول. ولكن ماذا بعد تحرير الأرض؟ نسألها فتجيب "سأبقى في الميدان حتى الرمق الأخير". 

اخترنا لك