الميادين نت ينفرد بنشر الرواية الرسمية لقضية شبكة الإتجار بالبشر في لبنان (1)
الضابط في قوى الأمن الداخلي اللبناني الذي أشرف على التخطيط لتوقيف شبكة الإتجار بالبشر ومباشرة التحقيق الأولي مع الفتيات السوريات والمتورطين في الشبكة يتحدث للميادين نت كاشفاً تفاصيل عن القضية التي أرخت بظلالها على المشهد العام في لبنان.
"البداية كانت مع أربع فتيات خططن للهرب، ووصلن بواسطة التاكسي إلى الضاحية الجنوبية لبيروت" يقول الضابط في قوى الأمن الداخلي اللبناني المقدم مصطفى بدران المسؤول عن عملية المتابعة والتوقيف والتحقيق في قضية الشبكة مضيفاً "لفت منظرهن وهيئتهن السائق، فعلم بعد الحديث معهن أنهن هاربات وتعرضن للضرب، فقام الأخير بإبلاغ الجهات الأمنية، حيث تم توجيه دوريتين لجلبهن، بعدما طُلب منه البقاء في مكانه".
وحول دور حزب الله في هذه النقطة بالتحديد، يردف بدران قائلاً إن "أحد الشباب في المنطقة سأل السائق عن الموضوع، وقام شباب من حزب الله بالتجاوب معه وإدخاله إلى المركز، وكانت معاملتهم حسنة جداً، واهتموا بغيّة التواصل معنا وكانوا ايجابيين لإنهم عرفوا أن هنالك خللاً ما، إلى لحظة وصول دوريتنا".
كانت هذه البداية التي أوصلت الأمن اللبناني إلى طرف خيط رئيسي في العملية التي تحولت إلى قضية رأي عام في لبنان والعالم العربي لا سيما مع ما رافقها من محاولات إستغلال إعلامي وسياسي. يشرح الضابط بدران الذي تحدث إلى الميادين نت تفاصيل القضية منذ اللحظة التي وقعت عينه على الفتيات، "منذ اللحظة الأولى التي رأيت فيها الفتيات أيقنت أن القضية أكبر بكثير من شبكة دعارة وأنها قضية إتجار بالبشر، كشفت الفتيات أن عدد الموجودات في جونيه هو 75 فتاة وأن المسؤولين عنهن عماد الريحاوي وعلي الحسن كانا يعمدان إلى تخبئتهن كلما علموا في السنوات الماضية بقدوم شرطة مكتب الآداب ، وحتى عند أيقاف بعضهن كان يصار إلى إخراجهن".
يشرح بدران أنه تواصل مع النائب العام الاستئنافي و"اتفقنا على استكمال التحقيق حتى النهاية، وبالفعل أرسلنا عنصراً لمعاينة فندقي (شي موريس) و(سيلفر) في محلة المعاملتين الساحلية شرقي بيروت، ولحظ طبيعة ما يجري فيهما، حتى كان موعد المداهمة التي توليتها شخصياً، وهنا بدت الفتيات في حالة يرثى لها من التعذيب" موضحاً أنه في تلك اللحظة جرى توقيف 16 فتاة، "وعلمنا في ما بعد أن شخصاً يدعى (غياث الضفدع) عمد مع زوجته على جمع 29 فتاة وأخذهن إلى شاليه في منطقة قريبة، فقمنا بعدها بمداهمته وتوقيف من في داخله، وصولاً إلى توقيف 75 فتاة سورية، و عراقية واحدة كانت تعيش في سوريا، قمنا بتسليمهن إلى الجمعيات والمراكز الخيرية، كما وجدنا طفلاً لا يتعدى عمره العشرة أشهر سلّم إلى الجهات المختصة".
ولكن هل تسليم الفتيات إلى الجمعيات الخيرية هو العلاج لهن؟ يجيب المقدم بدران "لقد سلمنا أوراقهن وأغراضهن الشخصية كافة وهم يعتنون بهن، حتى أن بعضهن طلب من هذه المراكز العودة إلى بلده" كاشفاً أنه وبعد تنفيذ التوقيف "زارنا نائب مفوضية الأمم المتحدة وعرض ما يتوجب من مساعدات بهذا الشأن خاصة وأنهم يرعون هذه المؤسسات الخيرية".