تدهور استقرار الخليج
في إطار عرض التقرير الأسبوعي الذي يتناول أهم إصدارات مراكز الأبحاث الأميركية، مركز "الدراسات الاستراتيجية والدولية " يعرب عن اعتقاده بأن دول الخليج العربية كانت عرضة لحالة عدم استقرار منذ أمد بعيد وأن جملة عناصر وتطورات محلية وإقليمية ودولية ساهمت في مفاقمة الأوضاع.
بعد تمهيد المعهد لتلك المقدمة اشار الى مبادرته باصدار "كتاب الكتروني .. يتناول الظروف الخاصة بكل دولة عربية على حدة، بعد العام 2011،" بمشاركة "شباب مواكبين للمستجدات .. لاجل تقديم افكار فريدة ومتبصرة عن مجموعة واسعة من التحديات والمسائل في عدد من الدول العربية."
في ما يخص تونس، يوضح المعهد ان "ظل الدولة البوليسية (لا يزال) يخيم" المشهد العام وتوقه للانتقال الى "نظام اكثر تعددية وديموقراطية."
اما مصر فقد تحولت، بنظر المعهد" الى "نموذج سياسي .. يتسبب باضعاف الدولة." في مستوى الصراع العربي – الصهيوني، اعتبر المعهد ان "النزاع يفقد اهميته الاقليمية (يقابله) اهمية محلية أضيق، وأهمية دولية اوسع نطاقا."
في رؤيته لدول الخليج، اعتبر المعهد ان "التهديدات الجديدة المحدقة بالمنطقة ساهمت في التقارب بين دول مجلس التعاون الخليجي." كما اعتبر المعهد ان "الجزائر تقف عند مفترق طرق؛" بينما يعاني "المغرب من تخبط الاصلاحات" الموعودة؛ ويحاول الاردن "ارساء توازن بين الاصلاحات (وارساء) الاستقرار."
سوريا
وفي ما يتعلق بولادة ازمات اللاجئين بشكل عام، اوضح معهد بروكينغز ان "القضاء على ازمة اللاجئين يستوجب وقف الاعمال الحربية؛ واضطلاع المجتمع الدولي بمهمة انهائها .. كما شهدنا في الحالات السابقة في البوسنة وكوسوفو ولبعض الوقت في العراق بكل اسف." واضاف ان الأمر يتوقف على توفر نية العزم لدى السياسيين وما تتطلبه من "تشخيص استراتيجية من شأنها اتاحة الفرصة للولايات المتحدة وحلفائها المساهمة في انجاز تسوية لوقف الحرب الدائرة في سوريا عبر التفاوض؛ وكذلك الأمر في العراق وليبيا وربما في اليمن ايضا." واستطرد بالقول ان تجربة "الولايات المتحدة الفاشلة في كل من العراق وافغانستان كانت نتيجة مباشرة لرفضها الثابت الالتفات الى دروس تجارب الحروب السابقة .. ولسوء الحظ اننا مصممون على تكرار ذات الاخطاء في سوريا، برفض اعتماد خطة عمل اثبت التاريخ انها جديرة بالاهتمام والنجاح."
تونس
واضاف ان "الرؤيا النظرية لتلك الاستراتيجية ستفضي جزئيا لنتائجها المرسومة على المدى الطويل. بيد ان الحالة التونسية كانت عصية ولن تتحقق فيها الآمال الاولية في المدى المنظور."
واوضح ان النشوة الشعبية التي رافقت سقوط "حكم الديكتاتور .. رفعت سقف التوقعات، بيد ان المؤسسات القائمة تعاني من وهن بنيوي شديد يحرمها من الاستجابة للمطالب الشعبية."
إيران
واوضح ان "قليل من الجهد والاهتمام الاعلامي وفي الكونغرس خصص لتوضيح امكانية توفير الاتفاق المشترك فرصاً لتوطيد النظام الدولي بعدم انتشار الاسلحة."
واردف ان "الاتفاقية تشكل نموذجا لنشاطات دورة الوقود (النووي) كي تتسق مع المتطلبات المدنية المطلوبة .. لتشغيل المفاعلات النووية للاغراض السلمية."
واضاف ان الجدل السياسي في واشنطن يتغاضى عن ميزات الاتفاقية المشتركة التي "تحد من حجم اليورانيوم المخصب المتراكم،" نتيجة التفاعلات النووية، اذ في حالة ايران "سيستمر السقف عند حدود 300 كلغم لمدة 15 عاما." ونبه الفريق السياسي الاميركي الى اغتنام فرصة الاتفاقية المشتركة التي تضع الاسس "لقبول قيود توضع على نشاطات دول تنوي تخصيب اليورانيوم للاغراض السلمية."
تركيا
واوضح ان "الحال الراهن للسياسة التركية اضحت عرضة لعدم الاستقرار نتيجة المضي في استبدال النظام البرلماني القائم بنظام رئاسي مهما بلغت الكلفة، مما ادى بنا الى وضع غير مستقر. اما النتائج المقبلة فمن العسير التكهن بها" في ظل الاوضاع السائدة.
واوضح ان ما يقلق الحكومة التركية من صراعها مع الكرد هو "نشوبها في المدن .. بخلاف الفترة السابقة التي كانت تجري في الريف."
واستدرك بالقول انه رغم الخسائر البشرية العالية بين الطرفين، فضلا عن الخسائر المادية فان "النزاع لم يبلغ بعد طريقا مسدودا يلحق الضرر بالجانبين .. ودفعت ممارسات الحكومة في الاقصاء والتمييز ضد الكرد الى التحاق عدد كبير منهم بصفوف حزب العمال؛ ولا تلوح في الافق فرص انحسار النزاع الجاري."
واضاف ان الحكومة التركية "اظهرت ترددا شديدا في محاربة داعش (لجملة اسباب) منها ان الذين يتسلمون مقاليد السلطة في انقرة يعتبرون دلعش عضوا في الاسرة السنية الاوسع في الشرق الاوسط.. كما تعتبر الحكومة التركية ان تنظيم داعش يحول دون تحقيق الاكراد السوريين الحكم الذاتي." وخلص إلى القول ان الرئيس اردوغان "يشن هجوما شبه يومي على الولايات المتحدة .. لعدم وفائها بوعودها اليه، كما يقول؛ والمسألة الكردية في تركيا دخلت المرحلة الاكثر دموية،" ولا يوجد "اي أمل بالخروج من المأزق الراهن في المستقبل المنظور."