اليوم الذي خسرت فيه اسرائيل الحرب
شكلت حادثة كفرجلعاد صفعة مؤلمة للواء المظليين النخبوي الذي يعد رأس الحربة في العمليات البرية، وهو لواء من سلاح المشاة في الجيش الاسرائيلي تحت قيادة المنطقة الوسطى.
-
-
الكاتب: علي شهاب
-
المصدر: الميادين نت
- 6 اب 2016
الجيش الاسرائيلي في صدمة بعد تلقيه خبر مقتل عدد من جنوده في قصف صاروخي من حزب الله
كان إيهود
أولمرت يستعرض انجازات الحرب أمام وزراء حكومته متفاخراً بما حققه من انجازات
قائلاً إن "معجزة كبيرة صنعها الله للشعب الاسرائيلي" بحربه على حزب
الله، "فلو أجل ذلك لثلاث سنوات، فلن يتخيل أحد ما كان سيحدث، وما هي المديات
التي ستطالها الصواريخ".
لكن ورقة صغيرة ناوله إياها أحد موظفي
ديوان الرئاسة، غيرت من ملامحه، فأصرّ عليه الوزير روني بار-أون أن يطلع الجميع
على ما في الورقة. أجاب أولمرت بنبرة تملؤها الخيبة "سقطت صواريخ حزب الله
بالقرب من كفر جلعادي.. هناك عدد من القتلى والجرحى".
كان جنود احتياط المظليين في الكتيبة
9255 مجتمعين قرب مقبرة "الأسد"، حين أصاب صاروخا كاتيوشا المجموعة فقتل
على الفور 12 جندياً، وأصيب 12 آخرون بجروح. بقيت أحذية الجنود معلقة على سور
المقبرة.
كانت هذه المجموعة تلقت أمر التجنيد
قبل يومين فقط، لتحل مكان لواء الناحال في بلدة الطيبة.
شكلت حادثة كفرجلعاد صفعة مؤلمة للواء
المظليين النخبوي الذي يعد رأس الحربة في العمليات البرية، وهو لواء من سلاح
المشاة في الجيش الاسرائيلي تحت قيادة المنطقة الوسطى.
في اليوم نفسه، كانت قصص أخرى تروى في
مارون الراس وعيتا وبنت جبيل.
استقدم الجيش الاسرائيلي لواءً نظامياً
بقيادة هاغاي موردخاي لاحتلال البلدات الحدودية.
قدرت قيادة المنطقة الشمالية أن تنفيذ
المهمة يحتاج إلى ساعتين بناءً على مناورات عديدة اجريت قبل الحرب تحاكي احتلال
قرى في جنوب لبنان. غير أن الحسابات النظرية لم تطابق واقع الميدان.
خلال فترة وجيزة، اضطر مردخاي لطلب
النجدة من وحدة إيغوز لسحب القتلى والجرحى في صفوف قواته المحاصرة في مارون الراس.
أما في عيتا، فهرعت المروحية لاجلاء
الجرحى والقتلى الأربعة. وفي بنت جبيل كانت حادثة "الراية الكاذبة".
لم يخف قائد اللواء مردخاي خيبة أمله
وعزا أسباب فشله إلى كثرة تبدل الأوامر أثناء المعارك، مقراً بخطئه بالاصرار على
احتلال الحي القديم في عيتا.
مردخاي هذا كان على متن مروحية
"يسعور" أصابها المقاومون بعد اقلاعها مباشرة في خراج بلدة ياطر، بعد أن
كانت قد أتمت عملية انزال من عليها.
وصف الاعلام الاسرائيلي هذا اليوم
بالأسود والمشؤوم في تاريخ الجيش، حتى أن أحد مستشاري رئيس الوزراء قال إن
"هذا هو اليوم الذي خسر فيه أولمرت الحرب".