أكبر سمكة حرة في العالم... صُنع في لبنان
الصرفند تثبّت قرانها على البحر بأكبر سمكة حرّة في العالم. ومن باب "غينيس" عادت المدينة اللبنانية إلى كتاب تاريخها، ومدّت صنارتها في عمق صفحاته لتخرج سمكاً مسح عليه السيد المسيح في يومٍ من الأيام، فتبارك خير البحر بأبناء البر.
-
-
الكاتب: فاطمة خليفة
-
المصدر: الميادين نت
- 19 أيلول 2016
الصرفند تثبّت قرانها على البحر بأكبر سمكة حرّة في العالم
فمنذ فُتن زوس كبير الآلهة بأوروبا إبنة ملك صور، والمدينة
يلفُها سحر القداسة. الآلهة خطفت أوروبا إلى ما بعد البحر، فطغى اسم الأميرة على اسم
الأرض. وأضحت فينيقيا بعاصمتها "الصخرة" صور، أهم حواضر العالم. حيث أمطرت
شواطئ المتوسط بنجومها المسحورة، نجمةً نجمة، فزرعت على الشاطئ الأفريقي "قرطاجة"،
وفي الشرق سقطت نجمة "كيليكيا"، وفي بلاد الإغريق نجمتين: "أولمبيا"
و"تاسوس".
والبحر كان توأم صور الأبدي، هبتها وطريقها إلى العالم، وُلدا
معاً فصور من عمر البحر، فكان لا بد أن تكرّمته بتحفٍ من أساطيلها. وجوهٌ من خشب الأرز
تمخر عباب الأزرق الكبير، وخلف الرأس كانت عيون البحارة الصوريين ترمي إلى آخر البحر.
أما إبنة صور الصغري "سربتا"، والتي نطلق عليها
دلعاً "الصرفند"، فكانت سر صور الصناعي، وأقدم مرافئها. فيها سبكت المعادن،
وصهرت المعاني الصورية الفريدة. أحرفٌ من نور صبت في الجماد، حديداً وزجاج، وأرسلت
جواهر توصل ضوء الشاطىء الشرقي إلى النجمات التي أمطرها أخوة أوروبا على الشواطئ الأخرى.