ويكيليكس .. 10 أعوام من الشغب و"الآتي أعظم"
قبل أيام من الاحتفال بذكرى مرور 10 سنوات على موقع "ويكيليكس" المقرون اسمه بفضائح مسربة مناهضة للسياسة الأميركية، تعهد مؤسسه جوليان أسانج بنشر وثائق سرية وصفها بـ"مفاجأة تشرين الأول" عن مرشحة الحزب الديمقراطي للانتخابات الأميركية هيلاري كلينتون، قبل أن يعلن تأجيل تفجير القنبلة، متوعداً بمفاجآت مهمة جداً قبل 8 تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل عن الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في هذا الموعد.
-
-
الكاتب: فاطمة حيدر
-
المصدر: الميادين نت
- 5 تشرين اول 2016
ويكيليكس كشف عن 10ملايين وثيقة على مدى 10 سنوات
وعن المنشورات المنتظرة التي أعلن عنها أطل أسانج عبر شاشة كبيرة من مسرح فولكسبونه-برلين، حيث أقيم الاحتفال
بالذكرى، آملاً نشر الوئاثق بشكل أسبوعي على مدى عشرة أسابيع، لافتاً إلى أن
"الوثائق الجديدة ستُكشف، وردود فعل الحكومة والدولة حولها ستُكشف
ايضاً".
وضمن خطة استباقية لحماية الوثائق
المرتقبة الكترونياً، أعلن أسانج إنشاء جيش الكتروني جديد لحماية الوثائق، وحثّ
متابعيه على دعم صفحات جيشه عبر الإنترنت. كما أعلن عن تغييرات في طريقة تنظيم
وتمويل ويكيليكس، قائلاً إن "المجموعة ستفتح باب عضويتها قريباً".
وفي تلك المناسبة، نشر
موقع "truepundit" الأميركي
اتهامات تطال كلينتون حول اقتراح اغتيال اسانج
عبر طائرة بدون طيار، كانت طرحته
في اجتماع عقد في 23 نوفمبر 2010 خلال توليها منصب وزيرة الخارجية الأميركية، وذلك
بسبب الوثائق السرية التي تم تسريبها، واصفة إياه بـ"الهدف
السهل".
لكن أين يتواجد اسانج حالياً؟
أسانج (الأسترالي- 45 عاماً) والمهدد من
قبل الولايات المتحدة بسبب نشره مذكرات دبلوماسية أميركية سرية أحرجت للولايات
المتحدة والعديد من الدول من عام 1966 حتى عام 2010، أصدرت السويد في 7 ديسمبر
2010 مذكرة اعتقال دولية بحقه بسبب اتهامات بالاعتداء على إمرأة والتحرش
بأخرى، حين كان في زيارة إلى ستوكهولم لإلقاء محاضرة. هذا
الاتهام نفاه أسانج جملة وتفصيلاً، مؤكداً أن هناك
دوافع سياسية تقف وراء هذه الاتهامات، وأنها جزء من حملة تشويه ضده وضد موقعه الذي
يهتم بالكشف عن الأسرار. وبحسب
آسانج، فإن هاتين التُهمتين غطاء تحاول من خلالهما الولايات المتحدة الأميركية
جلبه لأراضيها لأجل متابعته بخصوص الوثائق السرية التي نشرها، والتي تشكل تهديداً للأمن القومي الأميركي.
وبعد شهور من المعارك القضائية، لجأ اسانج
إلى سفارة الإكوادور بلندن، حيث مكث هناك بعد إعطائه حق اللجوء السياسي في 16
أغسطس/ آب عام 2012.
في المقابل، فتح أسانج باب الفضائح على مصراعيه، إذ ألهم مثال
"ويكيليكس" المستشار السابق لأجهزة الاستخبارات الأميركية إدوارد سنودن،
الذي سرّب معلومات تفضح ممارسات وكالة الأمن القومي الأمريكية، وقد سميت وقتها
بـ"أكبر فضيحة خيانة في التاريخ الأميركي".
وتحت تأثير "ويكيليكس" أيضا، تم أخيراً كشف فضيحتي
"لوكسمبورغ ليكس" و"بنما ليكس" بفضل عمل
الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين، فيما نشرت منظمة غرينبيس الوثائق السرية
للمفاوضات التجارية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
بحسب أسانج، الموقع نشر 10 ملايين وثيقة بمتوسط 3000 مستند يومياً على مدى 10 سنوات، أما عن أبرز فضائح موقع
"ويكيليكس" الذي أصبح عدواً لدوداً للولايات المتحدة بعد نشره سنة
2010 مئات الآلاف من الوثائق السرية الأميركية، التي هددت العديد من المسؤولين
السياسيين بواشنطن بالمتابعة القضائية، فكانت على النحو الآتي:
في 2007، أعلن الموقع عن الممارسات في معتقل غوانتانامو الأميركي. تتضمن الوثائق تقييمات
سرية ومقابلات ومذكرات داخلية عن المعتقلين التي تؤكد أن أكثر من 150 شخصاً بريئاً
من الأفغان والباكستانيين، منهم مزارعون وطهاة وسائقون، قد احتجزوا لسنوات دون
توجيه اتهامات لهم.
500 ألف مستند كشفها "ويكيليكس" عن الحرب في العراق
وأفعانستان، التي اعتبرت مفصّلة ودقيقة للغاية، وكشف فيها عن مقتل 15 ألف شخص لم يتم
الإعلان عنهم، كما فضحت الوثائق أسراراً عن الأهوال التي تعرّض لها العراقيون على مدار سبعة أعوام.
في 2010، نشر "ويكيليكس" فيديو
لجنود أميركيين من على متن طائرة "أباتشي" كانت تحلق في سماء العاصمة بغداد، وتطلق
النار بشكل متعمد على مدنيين عراقيين بينهم أطفال.
وفي 2012، نشرت ويكيليكس ما سمي وقتها
بـ"الملفات السورية" التي ألقت الضوء على الأعمال الداخلية للحكومة
والاقتصاد السوري، الوثائق المسربة أكدت الدعم العسكري والسياسي الذى قدمته السعودية للجيش السوري الحر، وأن التدخل السعودي في سورية هو بوابة
لمواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة وليس دعماً للشعب السوري كما هو معلن.
ومن أبرز تسريباته أيضاً، فضيحة
"كايبلغيت"، حيث تم تسريب آلاف البرقيات الديبلوماسية السرية للبعثات
الأميركية في الخارج، وقد تم تسريبها عبر محلل في الجيش الأميركي.
كما كشف موقع التسريبات الشهير أن وكالة
الأمن القومي تجسست على اتصالات هاتفية بين المستشارة الألمانية والأمين العام
للأمم المتحدة عام 2008. وخلال إحدى المحادثات الهاتفية، أشاد بان
كي مون بجهود أنجيلا ميركل لمحاربة التغير المناخي وإقناع بقية القادة الأوروبيين
بالمشاركة في هذه الجهود.
هل تصدق مخاوف كلينتون؟
وحول المرشحة الديمقراطية للرئاسة الأمريكية كشف ويكيليكس أن كلينتون دفعت لتسليح
“الجهاديين” في سوريا، ومن ضمنهم تنظيم "داعش"، وقال أسانج في مقابلة مع "الديموقراطية الآن" إنّ هناك 1700
رسالة من ضمن الرسائل المسربة من البريد الالكتروني الخاص بكلينتون تتعلق جميعها
بالحرب على ليبيا، وتشير إلى أنّ كلينتون "دفعت نحو التدخل الكارثي في ليبيا،
وتدمير نظام معمر القذافي، الأمر الذي أدّى إلى احتلال داعش لأجزاء كبيرة من
البلاد، وكذلك دفعت لتدفّق السلاح من ليبيا إلى الجماعات المسلحة في سوريا، ومن
بينها داعش".
وتخشى الحملة الرئاسة لهيلاري كلينتون من
أن يقوم جوليان أسانج وموقع "ويكيليكس" بتسريب رسائل البريد الالكتروني
الخاصة بها، قبل أيام من انطلاق الجولة الأخيرة من انتخابات الرئاسة الأمريكية في 8
نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، الأمر الذي سيكون مدمراً لآمال كلينتون في السباق الرئاسي... فهل تصدق
مخاوف كلينتون؟