الإسرائيليون يعيشون كوابيسهم ... القنبلة داخل البيت
مجموعة من خبراء الكيمياء في إسرائيل يعدّون تقريراً عن مخاطر حاويات الأمونيا في حيفا، ويقولون إنها من أسوأ نقاط الضعف الإسرائيلية في أي حرب مقبلة مع حزب الله، حيث ستؤدي إصابة هذه الحاويات في أجواء جوية معقولة إلى مقتل وإصابة عشرات الآلاف في غضون ساعات، ورئيس بلدية حيفا يقول إن هناك 600 ألف إسرائيلي في دائرة الخطر، ويعتبر أن موضوع حاويات الامونيا يمكن أن يكون الاخفاق الأكبر القادم.
-
-
المصدر: الميادين نت
- 31 كانون الثاني 2017
حذر البروفيسور الإسرائيلي في الكيمياء من
معهد التخنيون، إيهود كينان، الثلاثاء، من احتمال تفكك خزان الأمونيا في خليج حيفا
في كل لحظة.
وكان البروفيسور كينان أعد تقريرا، قدمه إلى المحكمة الإسرائيلية العليا
وإلى رئيس الحكومة الإسرائيلية، حذر فيه من إمكانية استهداف خزان الأمونيا في خليج
حيفا بما قد يؤدي إلى مقتل عشرات الآلاف.
جاءت أقوال كينان هذه في مؤتمر صحفي عقد في بلدية حيفا، كشف فيه التقرير
الذي أعده بهذا الشأن، مع عشرة علماء في الكيمياء، يحملون ألقاب بروفيسور ودكتور،
من أربع مؤسسات أكاديمية.
وفي حديثه الثلاثاء، تطرق كينان إلى خزان الأمونيا، وقال إن "هناك
أربع نقاط إشكالية في الخزان، الأولى في الأسفل، واثنتين في الأعلى، وهما أقل
خطرا، وواحدة في الوسط. فإذا تفكك الخزان فنحن نتحدث عن 16 ألف قتيل، وإذا كان
الحديث عن استهداف للخزان فإن عدد القتلى يكون أكبر".
من جهته قال رئيس بلدي حيفا، يونا ياهاف، في المؤتمر الصحفي إنه لو كان
الخزان في شارع "ديزنغوف" في تل أبيب، لكان قد أزيل منذ وقت طويل. وأضاف
أن المسألة هي "حياة أو موت.. هناك مليون شخص في خطر في الخليج، ومليونان في
الخطر من البحر". وطالب ياهاف المجلس الوزاري المصغر بمناقشة النتائج الخطيرة
للتقرير.
كينان: انفجار إحدى الحاويات سيكون كارثياً أكثر من القنابل النووية على هيروشيما وناكازاكي
وقامت مجموعة من خبراء الكيمياء برئاسة إيهود كينان،
بإنجاز تقرير بطلب من بلدية حيفا الذي أبدى فيه كينان رأيه. وبحسب ما كتب نوعه شفيجل في صحيفة هآرتس فإن لإسرائيل نقاط ضعف أمنية. نقاط الضعف هذه قد تؤدي إلى مقتل وإصابة عشرات الآلاف.
من نقاط الضعف هذه حاويات الأمونيا في حيفا فضلاً عن
المنشآت النووية لإسرائيل. لكن هذه النقاط ما كانت لتتسم بالضعف سابقاً على ما
يقول شفيجل، بل أصبحت كذلك مع "تعاظم تسلّح حزب الله بصواريخ بعيدة المدى
تتميز بدقة أعلى من السابق". حيث أن قدرة حزب الله على تطوير وامتلاك صواريخ
ذات دقة عالية جداً من حوالى 130 ألف صاروخ بأحجام وقدرات متنوعة "هي الأكثر
اثارة للقلق والازعاج لإسرائيل من جهة العدو. هو التهديد الأكثر أهمية"، خاصة
أن في يد حزب الله اليوم "عشرة أضعاف ما كان لديه عشية حرب تموز 2006".
"الرأي المهني لكينان قدم قبل أشهر عدة"، على
ما تقول هآرتس التي علمت أنه "بموازاة تقديم الرأي، أرسل رسالة سريّة تتضمن أهم
أسس الرأي المهني لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وجهات أخرى".
هذه المخاوف استندت فيها هآرتس إلى أكثر من جهة
وتصريح، مذكرة بخطاب لنتنياهو في الأمم المتحدة عام 2015 ، الذي قال فيه إن "حزب
الله نجح في أن يهرّب من سوريا إلى لبنان منظومات أسلحة متطورة، من بينها صواريخ أرض
- أرض وصواريخ ضد الطائرات من طراز "أس أي 22" وصواريخ أرض بحر من طراز
ياخونت".
أما الإذاعة الإسرائيلية فقد عرضت القلق المتزايد
عند الإسرائيليين في حيفا ومحيطها، في أعقاب نشر التقرير المذكور.
ونقلت عن وزير البيئة زئيف إلكين تأكيده إن التقرير
يدعم موقف وزارته التي تطالب بإبعاد خزان الأمونيا عن المنطقة في أقرب وقت ممكن.
رئيس بلدية حيفا يونا ياهف قال بعد قراءته التقرير "هناك
600 ألف شخص في دائرة الخطر"، معتبراً أن موضوع حاويات الامونيا "يمكن أن
يكون الاخفاق الأكبر القادم، وممنوع
السكوت على هذه الكارثة".
وقال كينان إن استهداف سفينة تحمل الأمونيا إلى
اسرائيل، من شأنه أن "يتسبب بمقتل عشرات الآلاف نتيجة تفاعل الأمونيا السائلة".
وجاء في التقرير أن إصابة إحدى حاويات الأمونيا على
السفينة، ومع الأخذ بعين الاعتبار معطيات بشأن أحوال جوية معقولة، فإن ذلك "سيؤدي
إلى تغطية منطقة حيفا بسحابة قاتلة من الأمونيا لمدة 8 ساعات، على الأقل، تتسبب
باختناق كل من يكون في مجالها حتى الموت خلال أقل من ساعة".
وهذا يعني أن سوء الأحوال الجوية مثل هبوب عاصفة
مثلاً، يعني اتساع سحابة الأمونيا إلى أبعد من حيفا، ما سيسفر عن عدد أكبر من
القتلى.
ووفقاً لكينان فإن انفجار إحدى الحاويات الخمس على
متن السفينة، سيؤدي إلى "كارثة أخطر من التي نتجت عن إلقاء القنابل النووية
على هيروشيما وناكازاكي".
وتصل إلى ميناء حيفا سفينة محملة بالأمونيا مرة كل
شهر، والتي تحتوي على 16700 طن من الأمونيا
السائلة، ويجري تفريغ 10 آلاف طن منها في حيفا، علماً أن موعد وصول السفينة معروف
مسبقاً.
وأكد مكتب نتنياهو لصحيفة هآرتس تلقيه التقرير وقال
إنه تم تحويلها إلى الأمن القومي و"تمت مناقشتها بشكل مهني مع الجهات المهنية
ذات الصلة، وأرسل الردّ إلى مرسل الرسالة وإلى رئيس بلدية حيفا".
وقال مصدر مطلع للصحيفة إنه تمت مناقشة نقل الحاوية
إلى أسدود، إلا أن "الاقتراح رفض بسبب الخطر الكامن على سفن الأمونيا بينما
ترسو في ميناء أسدود قرب قطاع غزة"، فيما صرّح آخر إن "إسرائيل تعمل من
أجل مصلحة شركة "حيفا كيميكاليم"، مشيرا إلى أن "95% من الأمونيا
تخصص لإنتاج الأسمدة ومواد أخرى للاتجار بها، يمكن الاستغناء عن المصنع".