الصومال: أي تحديات تنتظر الرئيس محمد عبدالله فرماجو؟
تواجه الحكومة الصومالية المقبلة جملة من العقبات والتحديات، أهمها الملف الأمني الذي لايزال يثقل كاهل الحكومات الصومالية، فضلاً عن الإقتصاد والذي هو الآخر يعاني من تبعات الحرب الأهلية والفساد والمحسوبية، في ظل انتشار أزمة بطالة فاقت المستويات.
-
-
الكاتب: شافعي محمد- مقديشو
- 9 شباط 2017
حمد عبدالله فرماجو بمنصب الرئاسة الصومالية بعد 4 سنوات أعدّ لها العدة للوصول إلى القصر الرئاسي بمقديشو
فاز محمد عبدالله
فرماجو بمنصب الرئاسة الصومالية بعد 4 سنوات أعدّ لها العدة للوصول إلى القصر
الرئاسي بمقديشو.
وجرت الإنتخابات الرئاسية اليوم وسط مشاركة عدد
من الوفود الأجانب والسفراء وحضور مراقبين أوروبيين وصحافيين أجانب للوقوف على نزاهة
الإنتخابات الصومالية التي باتت الفيصل بين فترة الحكومة الإنتقالية والحكومات الدائمة
في القطر العربي الذي لايزال يواجه تحديات جمة للخروج من شرنقة الأزمات والحروب .
وفي الجولة الثانية
حصل محمد فرماجو على مئة وثمانية وأربعين صوتاً، فيما حصل أقرب منافسه حسن شيخ محمود
الرئيس المنتهية ولايته على سبعة وتسعين صوتاً، مادفع الأخير إلى التنازل لصوت الأغلبية
الساحقة
.
وأعلن حسن شيخ بقبوله
التغيير الذي يطمح إليه كثيرون من المجتمع الصومالي، الذي اصطف إلى محمد فرماجو والذي
توعد بأحداث تغييرات جذرية في السياسة الصومالية وترتيب البيت الصومالي من الداخل .
من هو "فرماجو "
في العاصمة مقديشو
ولد فرماجو عام 1962، من عشيرة مريحان دارود، وتلقى تعليمه في العاصمة الصومالية، ثم
انخرط في السلك الدوبلوماسي، ليصبح السكرتير الأول لسفير الصومال لدى الولايات المتحدة
عام 1985، ثم طالباً بكلية التاريخ بجامعة بافالو في نيويورك.
وطلب فرماجو اللجوء
السياسي من الولايات المتحدة، بعد سقوط الدولة الصومالية عام 1991، ثم حصل على الجنسية
الأميركية، وحصل على شهادة الماجستير في العلوم السياسية والعلاقات الدولية من الجامعة
نفسها، وعمل في وظائف عدة في ولاية نيويورك بأميركا.
وفي تشرين الأول/ أكتوبر من عام
2010، تسلم منصبه كرئيس للحكومة الإنتقالية، بعد أن عينه الرئيس الإنتقالي الصومالي
السابق شريف شيخ أحمد، ثم استقال من هذا المنصب بعد ضغوط دولية، ليصبح رئيساً للصومال
اليوم، الثامن من شباط/ فبراير لعام 2016.
ويتولى فرماجو منصبه
كرئيس للبلاد، التي تواجه عدة مشاكل أبرزها، وجود دستور مصدق عليه، وعدم وجود محكمة
دستورية، بالإضافة إلى تدهور الأوضاع الأمنية، وتوسعات حركة الشباب المجاهدين، وتنظيم
داعش الذي نجح في فرض سيطرته على عدد من المناطق.
وينحذر الرئيس الحالي
محمد عبدالله فرماجو الرئيس العسكري الذي حكم الصومال ولمدة عشرين عاما محمد سياد بري،
قبل أن تطيحه جنرالات القبائل والمعارضة التي دخلت الصومال بالسلاح عام واحد وتسعين
وأدخلت الصومال في حرب أهلية أكلت الأخضر واليابس.
وفاز فرماجو بمنصب
رئيس الجمهورية بعد حصوله على غالبية 184 صوتاً أي أكثر من نصف عدد النواب البالغ
329.
"فرماجو" أمامه تحديات
وتواجه الحكومة الصومالية
المقبلة جملة من العقبات والتحديات، أهمها الملف الأمني الذي لايزال يثقل كاهل على
الحكومات الصومالية، فضلاً عن الإقتصاد الصومالي الهش أصلاً، والذي هو الأخر يعاني
من تبعات الحرب الأهلية والفساد والمحسوبية، في ظل انتشار أزمة بطالة فاقت المستويات
ووصلت إلى مستوى قياس حذرت الأمم المتحدة من مغبتها، إذ أن 72 في المئة من المجتمع
عاطلون عن العمل، مايدفعهم نحو تجربة الهجرة غير الشرعية بحثاً عن حياة كريمة أمامه
بحر الداخل فيها مفقود والخارج منها مولود .
غير بعيد عن المحيط
الجغرافي للصومال فإن دول الجوار تكن عداء مستفحلاً للرئيس فرماجو كونه يتبنى سياسة
الإكتفاء الذاتي وعدم الإستعانة بالقوات الأجنبية في الحرب مع حركة الشباب، وخاصة أثيوبيا
التي تعد العدو التقليدي للصومال منذ العصور الوسطى .
وتوعد "فرماجو"
بدخول حرب مفتوحة مصيرية مع حركة الشباب التي تأسست عام 2004، وتسعى للإطاحة بالحكومات
الصومالية، كما أن الرئيس المنتخب اشتهر بحربه السياسية مع الجوار والمنظمات الدولية
وخاصة تلك التي لاتزال تتدخل في الشأن الصومالي، ما سيفتح أمام الرئيس الجديد جبهات
وعلى أكثر من صعيد داخلي وإقليمي .