"إميل لحود".. القائد والرئيس والإنسان على الميادين
في المضمون سيرة حياة لحود قائد الجيش والرئيس والإنسان، وفي الشكل وثائقي يخرج عن النمط التقليدي والكلاسيكي من خلال سرد بطل الرواية لأحداثها إلى جانب شخصية سياسية عايشت تلك المرحلة هي الوزير السابق كريم بقرادوني.
-
-
الكاتب: الميادين نت
-
المصدر: الميادين
- 10 شباط 2017
في المضمون سيرة حياة لحود قائد الجيش والرئيس والإنسان
قبيل انعقاد مؤتمر الطائف عام 1989 الذي أنهى الحرب الأهلية اللبنانية
التي استمرت خمسة عشر عاماً، حضر إلى الرئيس اللبناني الأسبق إميل لحود أحد أقربائه
يرافقه مسؤول سعودي. آنذاك كان لحود قائداً للجيش ولم يكن قد مضى على تعيينه سوى أشهر
قليلة، في مرحلة مفصلية من تاريخ هذا البلد. عرض المسؤول السعودي على لحود اقتراحاً
بتعيين قائد للجيش في ما كان يسمى بالمنطقة الشرقية (ذات الأغلبية المسيحية) وآخر في
المنطقة الغربية (ذات الأغلبية المسلمة) على أن يكون هو القائد العام. التحدي كان كبيراً
لكن رغم ذلك لم يتوان قائد الجيش عن رفض الاقتراح دون تردد. بالنسبة إليه كان الأمر
بمثابة تقسيم للجيش وهو ما يعني تقسيم لبنان، وإسقاط صيغة العيش المشترك.
هو واحد من مواقف كثيرة اتخذها الرئيس اللبناني الأسبق إميل لحود على مدى
ثمانية عشر عاماً من موقعه كقائد للجيش حتى عام 1998 ومن ثم كرئيس للجمهورية حتى عام
2007. مواقف اتخذت في محطات حاسمة من تاريخ البلاد بدءاً من قرار دمج الجيش وتوحيده
إلى دعم المقاومة والحفاظ على أفضل العلاقات مع سوريا وصولاً إلى التأكيد على حق العودة
في قمة بيروت الشهيرة عام 2002 ورفض التوطين، ومحاربة الإرهاب. كيف اتخذ لحود هذه المواقف؟
أي مغريات قدّمت له للتراجع عن دعم المقاومة؟ ماذا سمع خلف الكواليس والأبواب المغلقة
وبماذا أجاب؟ هذه الأسئلة وغيرها يحمل إجاباتها وثائقي "إميل لحود" الذي
تبدأ الميادين عرضه مساء الأحد المقبل.
في المضمون سيرة حياة لحود قائد الجيش والرئيس والإنسان، وفي الشكل وثائقي
يخرج عن النمط التقليدي والكلاسيكي من خلال سرد بطل الرواية لأحداثها إلى جانب شخصية
سياسية عايشت تلك المرحلة هي الوزير السابق كريم بقرادوني الذي يقوم بالربط بين المراحل
المختلفة ويضيء على الظروف التي سادت كلاً منها، فضلاً عن كشفه بعض خباياها. كل ذلك
ضمن سلسلة توثيقية من ثمانية أجزاء يحضر فيها شهود إما لعبوا أدواراً في تلك المحطات
أو كانوا على اطلاع عليها وعلى تفاصيلها.
لكن لماذا إميل لحود اليوم في هذه الظروف التي يعيشها لبنان والمنطقة؟
يجيب الوزير بقرادوني الذي سبق أن كانت له إطلالة عبر الميادين ضمن برنامج الجمهورية
2014، "إن هذه الظروف نفسها هي التي دفعت إلى إنتاج هذا العمل". بالنسبة
لبقرادوني "يجب أخذ الدرس من تجربة الرئيس لحود في الحكم والاستفادة منها في ظل
الظروف القائمة والتي لم تتغيّر كثيراً لجهة الجدل القائم حول قانون الانتخابات أو
العلاقات مع سوريا والصراع مع إسرائيل أو لجهة استمرار الطبقة السياسية نفسها أو العلاقة
مع المقاومة".
يتحدث الوزير المخضرم بحماسة عن العمل الذي كان الجزء الأصعب فيه اختصار
كل هذه المحطات المليئة بالأحداث المفصلية والهامة في ثمانية أجزاء، وفي حضرة شخصية
تملك ذاكرة متقدة لا يغيب عنها ذكر أدنى تفصيل وتتسّم بالصدق والصراحة من دون حسابات
أو أحكام مسبقة.
الجزء الأول من "إميل لحود" يعرض عند التاسعة من مساء الأحد المقبل
الزميل زاهر العريضي المنتج المنفذ لـ"إميل لحود" والذي شارك في الإعداد رأى أن أهمية العمل تنبع من أهمية المحطات التي كان خلالها الرئيس لحود على رأس المؤسسة العسكرية ومن ثم السياسية، بما في ذلك الأحداث الكبيرة التي قلبت المشهد رأساً على عقب لا سيّما القرار 1559 واغتيال رئيس الوزراء رفيق الحريري، وما قبلهما من محاولات لبناء الدولة ومؤسساتها ومحاربة الفساد.
زاهر الذي أضاف هذا العمل الكثير لتجربته، يقول إن المشاهد سيخرج بالكثير من الخلاصات من خلال ما يرويه لحود وبقرادوني.
بعيداً من المضمون حرصت
الميادين على تأليف موسيقى تصويرية خاصة بالبرنامج عمل عليها الملحن اللبناني زياد بطرس. أما الصعوبة بالنسبة للمخرجة الزميلة هلا بوصعب فلم تكن في التنفيذ بقدر ما كانت تكمن في التحدي الكبير والشعور بالمسؤوليةة لكي "يكون العمل بمستوى شخصية وطنية كالرئيس لحود الذي لا شكّ سينصفه التاريخ" كما تقول. من نظرة المخرجة تتحدث بوصعب عن لحود الشخص المتعاون والمتواضع الذي قبل تصوير إحدى المقابلات ضمن الوثائقي وهو يقود سيارته، بمعزل عن أي اعتبارات خاصة وربما أمنية.
الجزء الأول من "إميل لحود" يعرض عند التاسعة من مساء الأحد المقبل وسيكون عنوانه توحيد الجيش، أما الأجزاء السبعة الأخرى فتتناول المحطات والعناوين التالية: جيش شعب مقاومة، الطريق إلى الرئاسة، من التحرير إلى القرار 1559، الاغتيال الزلزال، حرب تموز والساعة الأخيرة، الإصلاح وملفات الفساد، وإميل لحود الإنسان.
وثائقي "إميل
لحود" من إنتاج الميادين، رواية الوزير السابق كريم بقرادوني، منتج زاهر العريضي، إخراج
هالة بو صعب، وإشراف عام ندى نجفي.