عملية تدمر والباب والتسليح الأميركي للكرد من أجل الرقة
الجيش السوري يتقدّم باتجاه مدينة تدمر شرق البلاد، وأمسى على بعد 3 كيلومترات من مثلث تدمر، بالتزامن مع إطلاق قوات سوريا الديمقراطية المرحلة الثالثة من عملية تحرير الرّقة، التي تهدف تحرير الريف الشرقي لهذه المدينة، وقائد القوات الوسطى الأميركي جوزيف فوتيل يعلن إرسال المزيد من القوات الخاصة وتجاوز الاعتراض التركي على تغلغل العنصر الكردي في العمليات العسكرية ضد داعش في معارك الرقة ودير الزور.
-
-
الكاتب: ديما ناصيف - دمشق
-
المصدر: الميادين نت
- 27 شباط 2017
الجيش السوري يتقدم باتجاه مدينة تدمر شرق البلاد
تقدّم
الجيش السوري باتجاه مدينة تدمر شرق البلاد،
وبات على بعد
3 كيلومترات من مثلث تدمر على المدخل
الجنوبي الغربي للمدينة, تقدُم الجيش يأتي بعد 40 يوماً من هجومه المعاكس لاستعادة المدينة الأثرية والحقول الغازية والنفطية في ريف
حمص الشرقي.
الجيش الذي يتقدّم عبر ثلاثة
محاور من البيّارات
الغربية في الغرب
وجبل الطار في الشمال
الغربي وجبل الهيال في الجنوب
الغربي، الفيلق
الخامس والفرقة 18 و 11 واللجان
الشعبية التابعة للعشائر في المنطقة
مدعومة من القوات
الروسية, تتقدم في مسالك
صحراوية مفتوحة وفي مناطق
متصلة, تضييق الخناق على داعش
الذي لم يعد
يبدي قدرة قتالية كبيرة في الأيام
الأخيرة وتشير التقديرات العسكرية إلى أن
أعداداً كبيرة من التنظيم
قد انسحب من المدينة
خاصة بعد اقتراب
القوات السورية والرديفة إلى مشارفها
الجيش أيضا سيطر بالنار على حقل
مهر الغازي والنفطي وبات على بعد
5 كم من حقل
جزل وجحار شمال غرب تدمر.
مصادر ميدانية أفادت للميادين بأن الجيش قد يكمل
طريقه لاستعادة منطقة السخنة شمال تدمر من داعش لتأمين تدمر والتقدم باتجاه الطريق الواصل بين تدمر
ودير الزور من أجل
فكّ الحصار عن حامية
دير الزور، التي بدورها تقوم باشتباكات ومعارك يوميّة مع داعش
الذي تمكّن من إحداث
ثغرة والتقدّم في بعض
النقاط التي كان يتمركز
فيها الجيش السوري في مدينة
دير الزور.
عملية باتجاه الرقة
وتتزامن هذه العملية مع إطلاق قوات سوريا الديمقراطية المرحلة الثالثة من عملية تحرير الرّقة، التي تهدف تحرير الريف الشرقي لهذه المدينة، لقطع طريق إمداد داعش بين ريف الرقة وخزّان التنظيم البشري في ريف دير الزور.
قائد المنطقة الوسطى للقوات الأميركية الجنرال جوزيف فوتيل كان قبل أيام في زيارة سرية للشمال السوري وسربت مصادر كردية أن فوتيل قدّم ضمانات بعدم ضم واشنطن أنقرة لعملية تحرير الرقة وأن طيران التحالف الأميركي سيحمي مواقع الأكراد في منبج مهما كان المهاجم فيما تواصلت شحنات الاسلحة الأمريكية لوحدات الشعب الكردية في سوريا
الأعلام الكردية رفعت على 150 مدرعة "مراب" MRAP المضادة للكمائن والألغام في ريف الحسكة قدمتّها واشنطن لوحدات حماية الشعب الكردية، ورغم التهديدات التركية باغلاق مطار انجرليك أمام الطائرات الأميركية تواصل الولايات المتحدة عمليات التسليح، ومنذ معارك عين العرب في صيف 2014 تدفقت الأسلحة الأميركية دون توقف حتى من السماء والمظلات وقع بعضها بيد داعش.
الدعم بالسلاح يتزايد عبر أربعة قواعد أميركية في الشمال السوري في تل بيدر والرميلان وقاعدتين قريبتين من عين العرب تزايدت في الآونة الأخيرة مع دخول عملية الرقة مرحلتها الثالثة لمحاصرة المدينة وقطع طريق امداد داعش إلى دير الزور.
الكرد والأميركيون معاً في الشمال السوري، قائد القوات الوسطى جوزيف فوتيل بنفسه في الحسكة, الخطة الأميركية الجديدة للبنتاغون بدأت تتضح معالمها إذ أعلن فوتيل إرسال المزيد من القوات الخاصة وتجاوز الاعتراض التركي على تغلغل العنصر الكردي في العمليات العسكرية ضد داعش في معارك الرقة ودير الزور.
لكن بنظر الأميركيين لا يمكن الاعتماد أكثر من 20 ألف عربي في وحدات حماية الشعب لقلّة خبرتهم العسكرية وإن كانوا يشكلون ضمانة سياسية لتركيا في عملية الرقة إلا أنهم لا يشكلّون قوة عسكرية حقيقية، ويبدو بحسب طلال سلو أن فوتيل قد حسم أيضا القرار الأميركي بعدم السماح للأتراك بدخول منبج وأن الدعم الأميركي مستمر.
ونسبت مصادر كردية لفوتيل التزام التحالف منبج من اي قوات تركية أو قوى مدعومة منها ولم يناقش الجنرال الأميركي أيّ ممرات لتركيا نحو الرقة، لكن ذلك يتعارض مع تعهدات أميركية بسحب الكرد من منبج العام الماضي وهو ما ستوضحه وجهة القوات التركية المقبلة بعد احتلالها لمدينة الباب
أما الجيش السوري الذي استعاد بلدة تادف جنوب الباب, فقد تمكن اليوم من استعادة السيطرة على قرى جب الخفي وجب السلطان وجب الحمام والزعرورة بريف الباب الشرقي وبذلك يكون الجيش قد ربط مناطق سيطرته بريف الباب بمناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية ( ذات الاغلبية الكردية) في ريف منبج و يفتح طريقاً برياً يربط محافظة الحسكة وريفي الرقة الشمالي والغربي وأرياف حلب الشمالية والشرقية بمحافظة حلب وبقية المحافظات السورية، بما فيها طريق الواصل للعاصمة دمشق بعد انقطاع الطريق البري لقرابة أربع سنوات
كما يبدو التقدم رسم الحدود مع القوات التركية ودرع الفرات عند طريق الباب - الحسكة، باستثناء 3 قرى في شرق الطريق خاضعة لسيطرة قوات درع الفرات كما أن هذا التقدم سيتيح لقوات الجيش محاصرة 13 قرية على الأقل أو إجبار تنظيم داعش على الانسحاب منها قبل محاصرتها.