وادي زبقين.. آخر المواقع الحرجية جنوب لبنان في خطر!
إحدى أجمل اللوحات النادرة التي رسمتها الطبيعة في جنوب لبنان، وادي زبقين –العزية، يهدده مشروع لشق طريق عام وتجاهل لمطالب الأهالي والجهود المبذولة من قبل المعنيين بالمحافظة على الإرث الطبيعي وتصنيفه محمية طبيعية.
انطلاقاً من ذلك، عملت جمعية "الجنوبيون الخضر" التي تُعنى بالحفاظ عى الإرث الطبيعي البيئي والثقافي في لبنان على اقتراح إعلان وادي زبقين – العزية محمية طبيعية لكونه آخر المواقع الحرجية التي تتمتع بمنظومة بيئية متكاملة ومستقرة في لبنان عامة والجنوب خاصة. وكانت في وقت سابق قد عملت جمعيات تُعنى أيضاً بالشأن البيئي بالتعاون مع وزارة البيئة على تحويل مواقع حرجية إلى محميات طبيعية للحفاظ عليها ويذكر منها محمية وادي الحجير ومحمية شاطئ صور في الجنوب وحرش إهدن في الشمال.
وادي زبقين – العزية.. "لوحة الله راسمها"
ويشكل الوادي نظاماً بيئياً متكاملاً عبر توافرعناصر وخصائص عدة فيه تتجلى بوجود أنواع عديدة ونادرة من الأشجار والحيوانات البرية بالإضافة إلى أنواع مختلفة من الطيور. ويكتمل النظام البيئي الخاص بالوادي بانتشار العديد من الينابيع والأنهار بالإضافة إلى وجود المغاور والكهوف فيه.
عوامل عدة تهدد الوادي. من جهة، تتعدى بعض الجهات على هذا الإرث الطبيعي وتستغل مساحته لإنشاء الكسارات للمصلحة الذاتية، ومن جهة أخرى فإن عجز الدولة اللبنانية عن إيجاد حلّ لأزمة النفايات استغله البعض لطمر نفايات أهالي المناطق الواقعة على تخومه. أضف إلى ذلك إهمال المتنزهين فيه ورميهم فضلات طعامهم وشرابهم بطريقة عشوائية تهدد بنشوب حرائق قد يصعب السيطرة عليها في ظل إمكانات محدودة وبالنظر إلى طبيعة الأرض والوصول إليها. وجود القنابل العنقودية الإسرائيلية من مخلفات حرب تموز عام 2006، تجسد خطراً وتهديداً إضافياً على الزوار وأهالي المنطقة فضلاً عن الحيوانات البرية في الوادي.
وادي زبقين : مشروع محمية طبيعية
بيد أن مشروعاً لشق طريق عام تموله بحسب الأهالي "جهة نافذة في لبنان" يشكل التهديد الأكبر لـ "قطعة السماء" ليحولها إلى قطعة لقيام بعض المشاريع عليها. وبحسب الجمعية فإن هذا الطريق قد يلحق بالغابة ضرراً نتيجة جرف نسبة من الأشجار وإدخال عامل التلوث كما سيشكل خطراً على استمرار عناصره البيئية التي لازالت مستمرة لقلة التعديات البشرية عليه.
مصادر خاصة بالميادين نت، قالت إن "الجهة الممولة لمشروع شق الطريق مستمرة بمشروعها زاعمة بأن شق الطريق يفتح المناطق المجاورة على بعضها البعض، رغم محاولات الجمعية والبلديات المعنية إيقافه لما في ذلك مصلحة بيئية للوادي ولما فيه من مخالفة لقانون المحافظة على الثروات الحرجية 85/ 1991 وقانون حماية الغابات 558/ 1996، كذلك قانون حماية البيئة رقم 444. وبحسب الجمعية فإن هذه الجهة لم تبلغ مجالس بلديات المناطق المشرفة على الوادي بإقدامها على تنفيذ مشروع شق الطريق، واللافت في الأمر أن الجمعية وبلدية زبقين قد علموا بذلك من خلال الفريق الهندسي الذي شوهد يرسم مخطط شق الطريق في الوادي.
وفي جولة ميدانية ببلدة زبقين المشرفة على الوادي التقى الميادين نت عضو جمعية "الجنوبيون الخضر" محمد بزيع ورئيس البلدية علي بزيع للتعرف أكثر على مشروع محمية وادي زبقين – العزية.