يوميات الموصل: تضييق الخناق على الموصل القديمة

في ظل الضغط الذي يتعرض له تنظيم داعش في الساحل الأيمن بشكل عام والموصل القديمة بشكل خاص، يحاول التنظيم استهداف الساحل الأيسر تارة بصواريخ الكاتيوشا، وتارة أخرى بعمليات عبور لانتحاريين. كما استهدف التنظيم على مدى اليومين الماضيين بغداد بتفجير لصهريج مفخخ في المدخل الجنوبي، وبمحاولة تفجير تمّ إحباطها في منطقة كراج النهضة.

القوات العراقية في الموصل القديمة (أ ف ب)
في تفاصيل عمليات يومي 30 و31 أذار/ مارس، استمرت قوات الشرطة الاتحادية والردّ السريع مدعومة بدبابات الفرقة التاسعة المدرعة في محور "الموصل القديمة"، في عمليات تقدمها في عمق الموصل القديمة على ثلاثة اتجاهات رئيسية:

في الاتجاه اﻷول المحاذي لنهر دجلة باتجاه منطقتي باب السراي وباب الطوب، أستمر تقدم القوات في شارعَيْ نينوى والسرجخانة، وتواصلت المعارك في محيط مسجد النوري ومنارة الحدباء، في ظل مواجهات مباشرة مع قنّاصة داعش الذين يحاولون أيقاف تقدم القوات في هذا المحور.


شدة المعارك دفعت القوات العراقية إلى بدء تعديلات مهمة في تكتيكات هجومها في هذا المحور، وبدأت في الاعتماد بشكل أكبر على عمليات القنص والعمليات الليلية الخاصة، وتفعيل استخدام السواتر الدخانية للتأثير على قدرات تنظيم داعش على مراقبة مواقع القوات بالطائرات دون طيار وعلى استخدامه للسيارات المفخخة، وهو تكتيك أثبت فعالية كبيرة في إفشال هجومين بالسيارات المفخخة خلال هذه الفترة. 


التقدم الأهم الذي أحرزته القوات في الاتجاه الأول كان في منطقة حوش الخان. الاتجاه الثاني للهجوم يمتد من باب لكش وجامع خزام إلى غرب الموصل القديمة وصولاً إلى باب البيض وخزرج، المحور الثالث شهد معارك عنيفة خاضتها قوات الرد السريع بمعاونة قوات العمليات الخاصة من حي العروبة باتجاه منطقة باب سنجار، ودارت هذه المعارك في محيط ملعب الإدارة المحلية وحي قضيب البان اللذان وصلت القوات إلى محيطهما خلال الأيام الماضية. أفشلت القوات هجومين رئيسيين من قبل عناصر داعش من مواقعهم غرب مسجد النوري باتجاه الملعب، حاولوا فيهما إيقاف تقدم القوات في اتجاه حيي الثورة والزنجبيلي الذي تحقق التماس معه منذ عدة أيام. 

تستطيع القوات تحقيق محاصرة لصيقة لما تبقي من مناطق في الموصل القديمة إذا ما سيطرت على أحياء الثورة والزنجبيلي والصحة والزناجي.


خط المواجهة العام في الموصل القديمة مازال ممتداً من باب السراي وشارع نينوى شرقاً مروراً بالسرجخانة وباب الطوب وباب لكش والرابعية، وصولاً إلى المنصورية والمياسة وباب البيض وخزرج والخراب والمشاهدة غرب الموصل القديمة، وتحافظ القوات على خط سيطرتها الذي يشمل الجسر القديم ومناطق سوق الأربعاء وباب الطوب وشارع حلب والفنادق ومبنى المحافظة وكراج بغداد ورأس الجادة. كما تحافظ على خط سيطرتها في الأحياء الأخرى جنوب الموصل القديمة والمتمثل في أحياء الدندان والدواسة والنبي شيت والعكيدات والجوسق والطيران والغزلاني واﻷغوات.


في المحور الثاني، "محور قوات العمليات الخاصة"، استمرت قوات الفرقة الخامسة في الشرطة الاتحادية وقوات العمليات الخاصة في عمليات تأمين حي المغرب الفاصل بين حيي الرسالة والمطاحن، والذي مازال يشهد تواجداً لعناصر تابعة لداعش. كما استمرت العمليات في حي اليرموك بدعم جوي من سلاح الجو العراقي ، كذلك تواصلت المعارك في أحياء الآبار وحدائق اليرموك والتنك، وتوسعت عمليات القوات لتشمل حي المطاحن.


تحافظ القوات على خط سيطرتها الذي يشمل أحياء المعلمين والمأمون والموصل الجديدة والرسالة وشقق نابلس والنفط ووادي حجر وتل الريان والصمود ونابلس والمحطة وتل الرمان والمنصور والشهداء الأولي والثانية والعامل الأولي والثانية واليابسات ورجم حديد وسوق المعاش والمعلمين والصناعة القديمة والعروبة، وعلى خط تماس مع أحياء الثورة والآبار والمطاحن والتنك واليرموك وحدائق اليرموك.


أما في المحور الثالث، "التخوم الغربية للساحل الأيمن"، أطلقت الفرقة التاسعة المدرعة وقوات الحشد الشعبي هجوماً باتجاه المناطق الموجودة جنوب وجنوب غرب بادوش لهدف الوصول إلى محيط قضاء تلعفر. سيطرت القوات على قريتي الرحانية والصابونية في هذا النطاق. كما استمرت عمليات التطهير والتأمين التي تنفذها القوات في بادوش ومحيطها استعداداً للتقدم في اتجاه بوابة الشام والجهة الغربية لحي التنك. صدّت القوات محاولة اختراق نفذها تنظيم داعش من شمال الساحل الأيمن باتجاه بادوش.


في الجبهة الغربية، استمرت قوات الحشد الشعبي بالاشتراك مع مدفعية الفرقة الخامسة عشر في عمليات القصف المدفعي على المناطق الجنوبية من قضاء تلعفر تمهيداً لبدء العمليات لتحريره. وصدّت هجوماً على مهبط المروحيات في تل فارس، كما استمرت عمليات الحشد في مناطق جنوب الموصل، حيث صدّت للمرة الثانية هجوماً لداعش على مفرق النمل جنوب الشرقاط، وشنّت هجوماً على منطقة المنصورية شمال ديالى.


استمرّ نشاط طيران الجيش وسلاح الجو العراقي في أجواء الموصل القديمة وتلّعفر. كما استمرت غارات سلاح الجو العراقي المركزة على قضائي البعاج والحضر لمواجهة محاولات الاختراق المتكررة لعناصر قادمة من الحدود السورية، وغارات على مناطق غرب كركوك وفي قضاء عانة قرب الحدود السورية.


في ظل الضغط الذي يتعرض له تنظيم داعش في الساحل الأيمن بشكل عام والموصل القديمة بشكل خاص، يحاول التنظيم استهداف الساحل الأيسر تارة بصواريخ الكاتيوشا، وتارة أخرى بعمليات عبور لانتحاريين. كما استهدف التنظيم على مدى اليومين الماضيين بغداد بتفجير لصهريج مفخخ في المدخل الجنوبي، وبمحاولة تفجير تمّ إحباطها في منطقة كراج النهضة.

اخترنا لك