مروان البرغوثي يجبر إسرائيل على اتخاذ قرار "بين السيء والأسوأ"

لدى اسرائيل الآن خيارين: "الأول سيء"، والثاني "أسوأ." الأول هو الحديث مع البرغوثي ما يعطيه الشرعية، ولكن يقوّض الإضراب. الثاني: الإستمرار مع توجه " اللا تنازل"، وتمكين البرغوثي من بناء صورته كشهيد معذب، بينما تخاطر في موت أسرى فلسطينيين، مع زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الوشيكة إلى إسرائيل.

كتب آفي يسسخاروف، محلل شؤون الشرق الأوسط في موقع "التايمز أوف إسرائيل" قائلاً "كتب محلل معروف في غزة، وهو ناجي شراب، في موقع الأنباء الفلسطيني دنيا الوطن الأربعاء أن شعبية الأسير مروان البرغوثي بعد الإضراب ارتفعت بشكل كبير جداً".

 

أما أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر فقال إن "البرغوثي تحول إلى أيقونة وطنية فلسطينية، واسمه يتردد في كل بيت وكل مكان".

 

وفعلاً، شهراً بعد بدء البرغوثي الإضراب عن الطعام مع أكثر من 1000 أسير أمني فلسطيني آخر، لا زال الطرف الإسرائيلي لا يدرك تأثير الإضراب على الجماهير الفلسطينية.

 

وبرأي يسخاروف البرغوثي أصبح اسماً مسموعاً في كل شارع، وفي كل مظاهرة. الإضراب، الذي دخل يومه 31 الأربعاء، لم يشعل الأراضي الفلسطينية، ولكن هناك اجماع الآن بين المحللين وصانعي القرار الفلسطينيين بأنه حوّل البرغوثي إلى ما لا يقلّ عن رمز وطني. لو كان الفلسطينيون يريدون اجراء انتخابات رئاسية – وذلك لن يحدث قريباً – لكان فاز بالتأكيد.

 

وأضاف يسخاروف أن تحليل شراب في غزة ليس استثنائي. أن تتوجهون إلى أي مدينة فلسطينية في الضفة الغربية، سيبان واضحاً أن الأسير الأول، الذي يقضي خمسة أحكام بالسجن المؤبد بعد إدانته في محكمة مدنية إسرائيلية بتنظيم عمليات قتل خلال الانتفاضة الثانية، يعتبره الفلسطينيون الآن كـ نلسون مانديلا الفلسطيني.

 

وأشار الكاتب الإسرائيلي إلى أنه حتى الآن، تفضل القيادة الإسرائيلية تجاهل تأثير الإضراب على الرأي العام الفلسطيني. قد يكون الخوف من انتقادات اليمين – ماذا سيقولون إن نوافق على بعض مطالب الأسرى؟ – هو أحد العوامل. أو، ربما، كون الإضراب لا ينمو داخل السجون ذاتها: انه يشمل في الوقت الحالي فقط 850 مشارك من أعضاء فتح – أقل من ثلث أسرى الحركة الذين يصل عددهم حوالي 3,000 أسير. وعدد صغير فقط من أسرى حماس انضموا إلى الإضراب.

 

وبرأي يسخاروف أن الخضوع لمطالب البرغوثي قد يعزز مكانته في السجن، ويمنحه شكل من أشكال الإعتراف الإسرائيلي. وهناك أصوات إسرائيلية متكررة تدعي أن البرغوثي لا يحظى بنفوذ كبير في السجن، ولا يمكن تجاهل الأرقام التي تدعم هذا الإدعاء. هو يواجه المعارضة من قادة آخرين في فتح داخل السجن. وفي الخارج، حاول أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح تقويض الإضراب.

ولكن ما يهم البرغوثي هو مكانته لدى الجماهير الفلسطينية. قراره المبادرة للإضراب كان محاولة لتحسين مكانته مع اقتراب عهد ما بعد عباس. وفي هذه المسألة، قد حقق نجاحاً.

 

يسخاروف رأى أيضاً أن لدى اسرائيل الآن خيارين: الأول سيء، والثاني أسوأ. الأول هو الحديث مع البرغوثي – ما يعطيه الشرعية، ولكن يقوّض الإضراب. الثاني: الإستمرار مع توجه " اللا تنازل"، وتمكين البرغوثي من بناء صورته كشهيد معذب، بينما تخاطر في موت أسرى فلسطينيين، مع زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الوشيكة إلى إسرائيل.

اخترنا لك