التقرير الأسبوعي لمراكز الأبحاث الأميركية
الخطاب الشعبوي المتنامي داخل الولايات المتحدة أدى لبروز حالات استقطاب حادة بين النخب السياسية من جهة، وتيارات اجتماعية متباينة على الناحية الاخرى. برزت تجلياتها العنصرية منذ الأيام الأولى لتسلّم الرئيس أوباما مهام منصبه، وترعرعت في ظل ترامب بإفراز أشد الشرائح تطرّفاً وعنصرية، بصرف النظر عن ميول أفرادها السياسية.
سوريا
وحذر معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى من تنامي دور حزب الله في الأراضي السورية استناداً إلى رواية "قيادي في حزب الله أبلغها لمراسل صحيفة (كريستيان ساينس مونيتور) في بيروت" بأن " عناصرنا تتجمع في منطقة التنف الآن، والصدام آتٍ بالتأكيد".
واستدرك بالقول إنه "ربما كان المقصود منطقة الحدود العراقية – السورية .. وأياً كان الأمر، فالمنطقة الحدودية التي سيطرت عليها الأسبوع الماضي الميليشيات الشيعية لا تزال مكشوفة وضعيفة؛ وقد تستطيع قوى المعارضة استعادتها بسهولة مُيسّرة في حال توفر لهم غطاء جوي اميركي". وأضاف أن "جهود الولايات المتحدة الديبلوماسية المنسّقة مع روسيا قد تحدث تغييراً في حسابات (الحزب) وتحبط صداماً كبيراً". وبخلاف ذلك، يرجّح المعهد "مواجهة بين القوات الأميركية" وحزب الله.
قطر
وشاطر المعهد مناوئي قطر وقطاعها الإعلامي ممثلاً بقناة الجزيرة، إضافة لعلاقاتها "القوية" مع إيران، واللتين "تتشاركان في حقل غاز طبيعي هائل" في مياه الخليج.
أما مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية فقد سلط الضوء على انعكاسات الأزمة مع قطر على قطاع غزة، معتبراً انه "من الممكن توصل ادارة ترامب لترتيبات معينة مع اسرائيل والامارات والسعودية لاستبدال الدعم القطري لحماس وتأمين قطاع غزة عبر آليات لم يعلن عنها." واوضح ان مستقبل قطاع غزة "يفضل ان تتغيب عنه حماس كي ينعم الفلسطينيون والاسرائيليون بنتائج أفضل." واستدرك بالقول ان "خسارة القطاع للرعاية القطرية قد يشعل أزمة كبيرة على الحدود مع اسرائيل وتقليص الخيارات المتاحة أمامها للرد." وناشد الدول التي "لها مصلحة في استقرار قطاع غزة التفكير ملياً بالتداعيات التي ستنجم عن اغلاق الشريان الاقتصادي الحيوي لغزة".
السعودية
أما المحمّدان فمستقبلهما مرتبط بوجهة سير التطورات. وشدّد المعهد على أنه يتعيّن على صنّاع القرار "الإنصات لصوت العقل في كل من الرياض وأبو ظبي وواشنطن. أما سوء التقدير فقد يسفر عن عواقب وخيمة للمنطقة والعالم بأسره".
اليمن
واستطرد أن الطرف اليمني "الشرعي" يعوّل على"مواجهة الحوثيين وليس القاعدة"، مذكِّراً بضرورة تنسيق الجهود " لاحتواء النفوذ الإيراني في اليمن، والذي من المرجّح أنه سيكون نتيجة تسوية سياسية .. وليس عبر فوز عسكري للحكومة اليمنية الضعيفة وحلفائها العرب".
السفارة الاميركية في القدس
أما الرئيس ترامب، حسب وصف المعهد، فإنه يؤشر عن تخلّيه عن "أسلوب المماطلة المعهود .. وتحدث مراراً بشأن صفقة يمكن التوصل إليها بين الإسرائيليين والفلسطينيين". وختم المعهد بالقول إن خبراء السياسة في واشنطن يعتقدون بأن "مسألة مقر السفارة ما هي إلا مناورة من ترامب في سياق سيناريو التوصل لصفقة".
لأفغانستان
وحذر المعهد من "بروز تحالفات جديدة في أفغانستان تضم الصين وباكستان بالاضافة لروسيا وايران"، مما يعيق توصّل الحكومة الأفغانية وطالبان للبدء في مسار المصالحة بينهما. واستثنى المعهد الصين من بين قائمة تلك الدول لعدم تقديم العون العسكري لطالبان، معتبراً أن الأخيرة تستقوي بروسيا وإيران لتقليص مدى اعتمادها على باكستان وتحقيق أهدافها، بل ستصعّد من شروطها للتفاهم مع الحكومة الأفغانية على مسقبل البلاد.