أبعاد التصعيد الأميركي في سوريا
يستعرض التحليل أبعاد التصعيد العسكري الاميركي في سوريا الذي أتى عشية كشف المحقق الصحفي الشهير، سيمور هيرش، عن "كذبة" إدارة ترامب بإتهام سوريا في حادثة خان شيخون، في نيسان من العام الجاري، وما ترويجها لحادثةٍ لمْ تَقع إلا محاولة لصرف الأنظار عن تقارير دامغة تدحض مزاعمها السابقة،
وأوضح المركز أن المهام الجديدة الملقاة على عاتق
وزير الدفاع "تقوده إلى
رفض التمسك بأسطورة القائد الاستراتيجي الأول .. والعمل مع أُطر الوزارة المتعددة
والبيت الأبيض والكونغرس لتحديد واستغلال آلاليات الضرورية للتنقل بين حدود القيود
التي تواجه مستقبل القوات المسلحة." واستدرك
بالقول إن السياسة الراهنة لا تأخذ
بعين الاعتبار "التغيرات
التي ستشهدها طموحات تحقيق الأهداف الاستراتيجية وكلفة العمليات وتعديل بعض
الموارد الضرورية وقيمتها المقدرة نحو 100 مليار دولار سنوياً"، والتي ينبغي تطبيقها كي يتحقق "إنشاء أسس صلبة لهيكلية تحابي الإبداع"..
وحث المعهد صناع القرار على "الإقرار أنه وبالرغم من صوابية المخاوف من الإرهاب، فإنه لا يمثل سوى تهديدٍ أمنيٍ متواضع للأراضي الأميركية؛ والاقلاع عن سياسة التدخل العسكري وإعادة تشكيل الدول في سياق الحرب على الإرهاب." وخلص بالقول انه يتعين على الولايات المتحدة "حث شركائها على مواجهة المجموعات الارهابية خارج أراضيهم".
سوريا
واستطرد بالقول إن هدف "الرئيس السوري .. لا ينحصر في القضاء على مجموعة الدولة الاسلامية (داعش) بل أيضاً يشمل إعادة تأكيد سيطرة نظامه على مناطق الدولة كافة".
ومضى موضحاً أن توجه أميركا "للتحرش سيضاعف كلفة بقاء (القوات) الأميركية في سوريا، وربما الى نقطة لم تعد تستحق كل هذا الجهد." وختم بالقول إنه يعوّل على "تسيُّد العقول الهادئة في واشنطن وموسكو، والإبقاء على هدف إلحاق الهزيمة بداعش حياً".
فلسطين
وشدد المعهد على ميل "اسرائيل" استغلال المتغيرات الدولية "بتهميشها المسألة الفلسطينية .. ونجاح بنيامين نتنياهو الاستغلال الفعال لمخاوف الدول العربية من (تمدد) ايران والمضي لتحقيق اهداف اسرائيل السياسية".
قطر وأزمة الخليج
وأوضح المركز أن "تهور ولي العهد السعودي
الجديد محمد بن سلمان يقلق" الولايات
المتحدة بالاضافة لتراجع دور ولي عهد ابو ظبي، محمد بن زايد "لتقييد" اندفاعة
نظيره السعودي. وحذر المعهد صناع القرار من "استدراج الولايات المتحدة بفعل ضغوط متجددة من السعودية
والامارات للتخلي عن قاعدة العديد الجوية" في قطر. وختم بالقول انه ينبغي على واشنطن
"إجراء بعض المحادثات القاسية، وبسرعة، مع جميع
حلفائها الخليجيين، لكي تضمن لنفسها دوراً في الدبلوماسية، وتُخفف من حدة الأزمة
وتضع حداً لتصعيدها".
ايران
وألقى المعهد ظلالاً من الشك حول فعالية الصواريخ الايرانية المذكورة، اذ ”لا توجد أدلة كافية لدعم الإدعاءات الإيرانية بأنّ كافة الصواريخ وصلت إلى أهدافها المرجوّة وألحقت أضراراً جسيمة وأوقعت عدداً كبيراً من الضحايا." واستند المعهد الى "تقارير اسرائيلية" في تقييم فعالية الصواريخ إذ "أنّ إيران ربما تواجه مسائل خطيرة في ما يخص مراقبة الجودة والموثوقية المتعلقة ببرنامجها الصاروخي. وفي حين أن هذه الحادثة قد تدفع الإيرانيين إلى إعادة النظر في تدابير التصنيع ومراقبة الجودة وتقييمها، مما يزيد من تأخير مشاريعهم الراهنة، فقد تبحث طهران أيضاً عن حلول لهذه العيوب الواضحة في مصادر التكنولوجيا الأجنبية".