الجعفري: ناقشنا سلة الإرهاب وورقة مبادىء حول العملية السياسية في سوريا
رئيس وفد الحكومة السورية إلى جنيف بشار الجعفري يقول إن الوفد يعتبر المناقشات عن مكافحة الإرهاب مدخلاً هاماً لاستكمال مناقشة هذا الملف الذي هو من أولوية الأولويات بالنسبة لدمشق، والمبعوث الأممي ستافان دي ميستورا يُشيد بتقارب مواقف مختلف أطياف المعارضة السورية المشاركة في مفاوضات جنيف، واصفاً مقاربات المعارضين بأنها أصبحت ناضجة ولم تعد بعيدة عن بعض مبادئ وفد الحكومة السورية.
وأكد الجعفري في مؤتمر
صحافي في جنيف أنه يجري اجتماع بين الخبراء الفنيين لوفد الحكومة السورية وخبراء يعملون
مع دي ميستورا لمناقشة ورقة المبادىء من 12 نقطة، حول أسس وأهداف العملية
السياسية في سوريا.
وتتواصل لليوم الثاني جلسات الحوار السوري - السوري مع مبعوث الأمم المتحدة في مقر الأمم المتحدة بجنيف، في إطار الجولة السابعة التي بدأت الإثنين.
دي ميستورا: مقاربات المعارضين أصبحت ناضجة ولم تعد بعيدة عن مبادئ دمشق
وبيّن المبعوث الأممي إلى سوريا أن قادة العالم "أصبحوا يركزون معاً على إيجاد الأولويات التي من شأنها أن تسمح بتسوية الأزمة في سوريا"، موضحاً "أن الأولوية أصبحت عند الجميع الآن محاربة تنظيم داعش وتحرير مدينة الرقة ورفع الحصار عن دير الزور، وإيصال المساعدات الإنسانية إضافة إلى كيفية تحقيق الاستقرار في البلاد والذي يأتي فقط عبر الحل السياسي".
وأقر دي ميستورا بأنه من السابق لأوانه الحديث عن دمج أطياف المعارضة المشاركة في مفاوضات جنيف في وفد موحد، لكنه أكد أن الأمم المتحدة تلاحظ تقدماً نحو صياغة مواقف موحدة للمعارضة.
وتابع قائلاً "اليوم توصلنا لأول مرة إلى تلاقي مواقف أطياف المعارضة السورية ويمكنني أن أقول إن المعارضة، كما تبدو، تتحرك نحو صياغة موقف موحد من مسائل الدستور. علاوة على ذلك، يتحركون نحو مواقف موحدة من المبادئ الـ12 الأساسية المتعلقة بمستقبل سوريا والتي تقبلها كذلك الحكومة السورية".
وكشف المبعوث الأممي أن ممثلي مختلف منصات المعارضة لم يعودوا متفرقين، بل يعملون معاً في غرفة واحدة مع الفريق الأممي من أجل التوصل إلى مواقف موحدة.
واستطرد قائلاً "قبل عام كان من المستحيل حتى أن أتصور مثل هذا الوضع. إنهم -المعارضون- كانوا يرفضون الاعتراف ببعضهم البعض". وتابع "كان ذلك بالنسبة لي مفاجأة سارة، عندما وجدت كم نقطة تلاق يمكنهم أن يجدوا فيما بينهم. إنهم ليسوا بعيدين عن بعض المواقف التي سبق للحكومة أن حددتها: "السيادة ووحدة الأراضي وسلامتها، وحماية مؤسسات الدولة والخ".
وأوضح المبعوث قائلاً "في الوقت الراهن أشاهد مقاربة ناضجة جداً، لأن المعارضون يلاحظون أن الدول الكبرى مثل روسيا والولايات المتحدة بدأت فعلاً في بحث سبل إنهاء هذا النزاع".
وتابع أن المناقشات الفنية بمشاركة وفود المعارضة السورية والحكومة في جنيف ستتعلق ليس بمسائل صياغة الدستور فحسب، بل وستتناول "السلال" الثلاث الأخرى، وهي إدارة البلاد ومحاربة الإرهاب وإجراء الانتخابات.
كما أكد المبعوث الأممي أنه ينوي إشراك ممثلي أكراد سوريا في المشاورات الفنية في محفل مفاوضات جنيف، وشدّد على ضرورة أن يلعب الأكراد دورهم في صياغة الدستور السوري الجديد.
وقال: "يجب أن يُشارك الأكراد في صياغة الدستور الجديد أو تعديل الدستور الحالي".
وأوضح أن جنيف تشهد حالياً "مناقشات فنية حول جدول الأعمال وطابع العملية"، وليس عن مضمون الدستور نفسه. وتابع: "عندما يحين الوقت سيكون من الصعب أن نتجاهل صوت الأكراد السوريين". وأضاف أنه يتلقى دائماً تأكيدات أن هناك تمثيلاً للأكراد في كافة أطياف المعارضة السورية.
وأكد المبعوث الأممي أنه عندما يبدأ السوريون في صياغة دستورهم فعلاً، ستشارك في هذه العملية كافة مكونات المجتمع السوري.