نصرالله: نحن الآن أمام انتصار كبير وسيكتمل إمّا بالميدان أو التفاوض
الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله يؤكد أننا اتخذنا قرار معركة جرود عرسال، وهو ليس قراراً إيرانيا أو سوريا، وان توقيت المعركة ليس له علاقة بأي تطورات إقليمية أو عربية، معلناً أنّ المقاومة جاهزة لتسليم الأرض التي حررتها من الجماعات المسلّحة في الجرود إلى الجيش اللبناني، ومهدياً "النصر إلى كل طوائف ومذاهب أمتنا وخصوصاً إخواننا السنة الذين سقطوا ضحايا الإرهاب التكفيري".
ولفت إلى أنّ معركة الجرود كانت مؤجّلة منذ العام 2015، وأنّ التوقيت فرضته عودة تحوّل الجرود إلى قواعد لانتحاريين.وشدد نصر الله على أن حزب الله هو من اتخذ قرار المعركة وأنّ هذا القرار لم يكن أبداً قراراً إيرانيّاً أو سوريّاً، مضيفاً "قرار المعاركة ليس له أي علاقة بأية جهة إقليمية، وأعددنا لهذه المعركة منذ الشتاء الماضي"، رافضاً ربط توقيت المعركة بأية تطوّرات إقليمية أو عربية.
وأشار نصر الله إلى أنّ المنطقة التي دارت فيها المعركة هي منطقة جبلية وفيها وديان وجرداء ومن أصعب ساحات القتال، وتابع "المسلّحون تحصّنوا فيها وأقاموا الكهوف وكانت تصلهم المساعدات وعائلاتهم قربهم في مخيّمات النازحين".وذكر أنّ خطة الهجوم الذي نفذها مقاتلو المقاومة اللبنانية كانت محكمة ومدروسة بناء على كل التجارب التي خاضه قادة المقاومة العسكريون.وفي وقت أكد فيه أننا " أمام انتصار عسكري وميداني كبير، وهو تحقق فعليّاً في اليومَيْن الأوّلَيْن من المعركة بأقل كلفة"، قال نصر الله إنّ المعاركة في جرود فليطة كانت معركة مشتركة بين الجيش السوري والمقاومة اللبنانية.
وعن دور الجيش اللبناني، لفت نصر الله إلى أنّ ما قام به هذا الجيش في محيط عرسال وجرودها على خط التماس كان أساسيّاً في صنع هذا الانتصار، معتبراً أنّ الحماية الأمنية التي حققها الجيش أشاعت أجواء من الإطمئنان في البلدة.
وأشار إلى أنه لن يرد على كلام الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأخير عن حزب الله وذلك لعدم إحراج الوفد الحكومي في زيارته الحالية لواشنطن.
ولفت نصر الله إلى أن الجيش اللبناني منع المسلّحين من الاقتراب من مخيّمات النازحين عموماً.وبشأن تنظيم "سرايا أهل الشام" المتواجد في جرود عرسال، قال نصر الله إنّ المقاومة سهلت لمسلّحي التنظيم الانسحاب إلى مخيّمات النازحين والبقاء إلى جانب عائلاتهم.وأعلن نصر الله التزام المقاومة بتأمين إخراج مسلّحي سرايا أهل الشام في أية ساعة.
من جهة أخرى، اعتبر أمين عام حزب الله أنّ مسلّحي "جبهة النصرة" فوّتوا على أنفسهم فرصة قبول الوساطات التي طُرحت لتجنّب القتال. ورأى أنّ إصرار "النصرة" على عدم الاستجابة للنداءات كان أمراً خاطئاً، مشيراً إلى أن ما تبقّى أمام مقاتلي المقاومة اللبنانية هو بضع كيلومترات قليلة من جرود عرسال ما زالت تحت سيطرة "النصرة".
المقاومة جاهزة لتسليم الأرض إلى الجيش اللبناني
وأشار الامين العام لحزب الله إلى الحرص على عدم ارتكاب أي خطأ بشأن إمكانية سقوط قذائف على بلدة عرسال خلال المعاركة، مؤكداً أن هذه البلدة لم تكن في يوم من الأيام مستهدفة من قبل مقاتلي المقاومة.
وإذّ أعلن أنّ المقاومة جاهزة لتسليم الأرض التي حررتها من الجماعات المسلّحة في الجرود إلى الجيش اللبناني، شددّ في الوقت نفسه على أنّ المقاومة لن تسمح لأحد بالاقتراب من مخيّمات النازحين أو التعرّض لهم بأي سوء.
وقال نصر الله إنّ التقدم في
الميدان في جرود عرسال مستمرّ، مضيفاً أنه طلب من المقاومين التقدم بشكل مدروس.
ولفت نصر الله إلى أن لجوء مسلّحي "جبهة النصرة" إلى مخيّمات النازحين يتطلّب مسؤولية في مقاربة المعاركة ولا سيّما مع وجود مدنيين.
وتمنّى نصر الله على الإعلام وعلى مناصري المقاومة عدم وضع سقف زمني للمعاركة في جرود عرسال، معقّباً "نحن نمتلك الوقت ولا يجب التسرّع".
واعتبر نصر الله أنّ التمهّل يعطي
مجالاً لاحتمال التفاوض والتسوية "لأننا بدنا ناكل عنب وما نقتل
الناطور".
ونوّه نصر الله بأن مفاوضات جدية
بدأت الثلاثاء، لافتاً إلى أنّ من يتولّى هذه المفاوضات هي جهة رسمية لبنانية تقوم
بالاتصال مباشرة بالمقاومة وبمن بقي من مسؤولي "جبهة النصرة".
وأشارإلى أنّ "الفرصة اليوم ما زالت مفتوحة أمام التفاوض والتسوية، لكن الوقت ليس مفتوحاً".
وشدد نصر الله على أن لبنان اليوم
"أمام انتصار كبير ومنجز وسيكتمل إمّا بالميدان أو بالتفاوض وستعود الأرض إلى
أهلها".
ووجه أمين عام حزب الله كلمة خاصة فاضت بالمشاعر للمقاومين الذين يشاركون في المعارك في جرود عرسال، معبّراً عن حيرته بشأن الكلمات التي يمكن أن تعبّر عما يقوم به هؤلاء المقاومون.
ووجّه كلامه إلى "المضحّين في ميادين القتال" قائلاً "بكم أخرجنا الله من ذلّ الاحتلال والهوان والضعف والخوف والهزيمة".
وكان نصرالله استهل كلمته بتهنئة الجيش اللبناني في عيده في الأول من الشهر المقبل، قائلاً إن الجيش شريك وعمدة في المعادلة الماسية "الجيش والشعب والمقاومة".
ووجّه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله التحية للمقدسيين المرابطين في محيط المسجد الأقصى.
وفي كلمته شكر زعيم حركة أنصار الله السيّد عبد الملك الحوثي على وقوفه إلى جانب المقاومة في لبنان وفلسطين، مشيراً إلى أنّ المسيرات الشعبية في اليمن التي نزلت نصرة للمسجد الأقصى كانت الأكبر في الدول العربية.