بعد أن خفت صوت الرصاص في جرود عرسال ودخلت عملية تحرير الحدود الشرقية للبنان مع سوريا من جبهة النصرة مرحلة المفاوضات، نظم حزب الله جولة إعلامية لأكثر من 150 صحافياً على مجموعة من المواقع التي سيطر عليها خلال المعركة.
صورة من الموكب الصحافي الذي شارك في الجولة بجرود عرسال
بعد أن خفت صوت الرصاص في جرود عرسال ودخلت
عملية تحرير الحدود الشرقية للبنان مع سوريا من جبهة النصرة مرحلة المفاوضات، نظم
حزب الله جولة إعلامية لأكثر من 150 صحافياً، السبت، على مجموعة من المواقع التي
سيطر عليها خلال المعركة، انطلاقاً من بلدة يونين.
وعورة الطريق الجردية التي لا تعبرها إلا سيارة رباعية الدفع، إضافة إلى تشابكها، شكلت العلامة
الفارقة في الجولة، حتى أن فريقاً مشاركاً أضاعها واتجه نحو فليطة. إلا أن طبيعة
الأرض في المكان تجعل ذهن العابر هناك ينشغل في أكثر من سؤال على رأسها: أين
احتمى الإرهابيون ونسجوا مواقعاً لهم في طبيعة تندر فيها وسائل الإستتار؟ كيف
سيطرت قوات المقاومة على مواقع مرتفعة وكاشفة؟
أجاب أحد مسؤولي المقاومة الميدانيين على
السؤالين السابقين، خلال شرحه لسير العملية العسكرية على شاشة في مغارة
"أبو مالك التلي" بوادي الخيل، أول محطات الجولة والتي تقارب
مساحتها الـ 500 متر وتحوي سجوناً والعديد من الغرف لا يزال فيها بعض التجهيزات
خلفها المسلحون ورائهم. الرجل قال إن "المنطقة وفرت للإرهابيين دفاعاً محضراً
على كافة المستويات استفادوا منه إلى أبعد حد".
إلا أن المقاومة أجرت قبيل العملية العديد من
المناورات على مستوى الإحاطة والإلتفاف، بحسب المسؤول في المقاومة، الذي لفت إلى
أنه ومع بداية المعركة استفادت قوات الهجوم من التسلل لتضييق التماس مع المسلحين.
ورداً على سؤال حول مصدر التسليح للمجموعات
التي كانت تتمركز في جرود عرسال، لفت المسؤول الميداني إلى أن هذه "المجموعات هي
نواة التشكيلات التي قاتلها الحزب في القصير والقلمون" أي أنها غادرت تلك
المناطق بسلاحها، مضيفاً أن "هؤلاء المسلحين هاجموا مخزني السلاح في مهين
والقسطل" في سوريا.
صورة من داخل مغارة "أبو مالك التلي"
سرداب في مغارة "أبو مالك التلي"
وكان قد طلب من الصحافيين عدم تصوير وجوه مقاتلي المقاومة أو التحدث معهم، الأمر الذي أثار حفيظة مراسل صحيفة غربية، الذي قال لمراسل الميادين نت إنه "من الأفضل السماح للصحافيين التحدث مع مقاتلي الحزب لإزالة بعض الأفكار المسبقة عنهم". بعد أكثر من ساعتين، انطلق الموكب الصحافي إلى مرتفع ضهر الهوة، على ارتفاع 2015 متراً عن سطح البحر، المطل على وادي الخيل والذي يبلغ عرضه 3500 متر، ويضم ثلاثة مواقع للنصرة هي الراية، فتح والطائف.وفي حديث للميادين نت عزا مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله محمد عفيف التضامن "غير المتوقع" الذي شهدته المقاومة في المعركة الأخيرة، إلى أن الأرض التي حررتها المقاومة "لبنانية بالكامل"، إضافة إلى أن "تحسس لبناني كبير بخطر الإرهاب على مدى السنوات الأربعة الماضية".
رشاش 23 ملم على آلية في موقع ضهر الهوة
بعدها، كانت الوجهة أحد مواقع عمليات المقاومة حيث جرى استعراض قواذف السلاح "المضاد للدروع" على أنواعها. هناك، وضِع نصب تحية لشهداء المعركة، وإلى جانبه لوحات كُتبت عليها اقتباسات من كلمة السيد حسن نصر الله التي وجهّها إلى مقاتليه. كما تناول الصحافيون الغداء في أحد خيم النقطة قبل الإنتقال إلى تلة مقابلة لموقع كسارة الـ 700 المطل على وادي حميد والمتمركزة فيه قوات المقاومة.وعن الغاية من هذه الجولة، قال المحلل السياسي اللبناني محمد عبيد للميادين نت إنها "مهمة جداً لجهة نسف مقولة بعض الإعلام الغربي التي تربط بين داعش والنصرة وحزب الله المقاوم"، مشيراً إلى أن "الكل رأى على الأرض أن الحزب يهزم الإرهاب بالفعل وما فعله على الحدود اللبنانية يتجاوز تصريحات قادة التحالف الدولي ضد الإرهاب".
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.
سياسية الخصوصية