الميادين نت يجول في القاع ورأس بعلبك: مع الجيش والمقاومة ضدّ الإرهاب
انتظار وحَذَر وترقّب تعيشه القاع ورأس بعلبك اللبنانيّتين الحدوديتين مع سوريا مع اقتراب مواعيد الحسم لطرد تنظيم داعش الإرهابي من جرودهما بعدما بات واضحاً إصرار بيروت على دعم الجيش لتنفيذ معركة حاسِمة ضدّ إرهابيي التنظيم في السلسلة الشرقية. الميادين نت جال على البلدتين وعاد بالتقرير الآتي.
في بلدة القاع تعلو صوَر شهداء الهجمات الإرهابية الخمسة الذين ارتفعوا شهداء في 27 حزيران/ يونيو من العام الفائت بعد تفجير 8 انتحاريين أحزمتهم الناسفة في البلدة.
الصوَر هذه شاهِدة على خطر الإرهاب الذي يمثله احتلال داعش لجرود البلدة منذ نحو 5 سنوات، ما اضطر الجيش اللبناني إلى تعزيز مواقعه في الجرود ومواظبته على استهداف تحرّكات الإرهابيين بشكل شبه يومي في انتظار ساعة الحسم التي لا يبدو أنها بعيدة.
رئيس البلدية السابق في بلدة القاع سعيد مطر يؤكّد للميادين نت استعداد أهالي البلدة لمؤازرة الجيش والمقاومة في معركتهما المُنتظرَة ضدّ داعش في الجرود، ويثني على ما أنجزته المقاومة في جرود عرسال.
المشهد لا يختلف كثيراً في رأس بعلبك المجاورة للقاع، فالأهالي يُعربون عن دعمهم المُطلَق للجيش والمقاومة في معركتهما لتطهير الجرود، ويشير المختار كرم الدروبي إلى أن جميع أهالي رأس بعلبك مع الجيش والمقاومة ومستعدّون للالتحاق بهما في معركة التحرير، وفي السياق عينه يؤكّد كلود الحارس وهو من أحد فعاليات رأس بعلبك أنه آن الأوان لتحرير جرود رأس بعلبك والقاع من الجماعات الإرهابية، ويبدي إطمئنانه لقدرات الجيش اللبناني الذي يحمي البلدة. إذاً هي مسألة أيام وربما ساعات تفصل لبنان عن معركة حاسِمة لتحرير آخر المناطق التي احتلّها الإرهابيون في الجرود، وسط غطاء سياسي واضح من السلطة اللبنانية التي دعمت بمعظمها ما قامت به المقاومة في معركة الأيام الستة في جرود عرسال ، لإنهاء ست سنوات من الاحتلال والقلق وتصدير الموت من جرود عرسال إلى الداخل اللبناني.
وختاماً وعلى الرغم من تكتّم المصادر العسكرية عن الموعد المُحدّد لبدء عملية تحرير جرود القاع ورأس بعلبك ، إلا أن مصادر أمنية أكّدت للميادين نت أن الموعد لن يكون بعيداً، وتغمز إلى أنه مرتبط بموعد إنهاء ترحيل مُسلّحي النصرة من جرود عرسال.
وبحسب تقديرات المؤسّسة العسكرية فإن داعش يُسيطر على مساحة تُقدّر بحوالى 200 كلم مربّع من الأراضي اللبنانية والسورية، في جغرافيا صعبة للغاية تتميّز بالمغاوِر والتلال العالية والأودية.
ويسيطر التنظيم على حوالى 32 موقعاً مشرفاً في الجرود، غالبيّتها مُحصّنة تحصيناً مُمتازاً، إمّا طبيعيّاً أو جرّاء التحضير الذي اعتمده التنظيم لسنوات، في انتظار هكذا نوعٍ من المعارك والتي من المُفترض ألا تطول كثيراً مع توقّعات بأن يطلب داعش التفاوض على غِرار النصرة، وبالتالي يغادر الجرود ويتحرّر لبنان نهائياً من كابوس الجماعات الإرهابية.
إلى ذلك، قصف الجيش اللبناني عصر ومساء الإثنين بالطائرات والمدفعية الثقيلة مواقع لداعش في جرود رأس بعلبك والقاع بعد رصد تحركات مشبوهة، محققة إصابات فيها.