الصليب الأحمر اللبناني إلى جرود عرسال لمباشرة الأعمال اللوجستية لخروج المسلحين وعائلاتهم

الصليب الأحمر اللبناني يتوجه إلى جرود عرسال لمباشرة الأعمال اللوجستية لخروج المسلحين وعائلاتهم. كاميرا الميادين تواكب وصول المقاومين الثلاثة إلى منازلهم في بيروت وضاحيتها الجنوبية، عقب تأكيد المدير العام للأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم للميادين نت أن عملية التفاوض مع مسلحي جبهة النصرة عادت إلى السكة الطبيعية بعد توقفها نهار الثلاثاء إثر "مكاسب تعجيزية" طالبت بها في الساعات الأخيرة.

الميادين يتواكب وصول المقاومين الـ 3 إلى منازلهم في بيروت
أفاد مراسل الميادين في جرود عرسال اللبنانية بأن قافلة تابعة للصليب الأحمر اللبناني توجهت صباح الأربعاء إلى وادي حميد في الجرود وذلك للقيام بالأعمال اللوجستية الخاصة بخروج المسلحين وعائلاتهم.

وأكّد مراسلنا أن جبهة النصرة قامت بإحراق مقارها في مناطق انتشارها في منطقة وادي حميد والملاهي في جرود عرسال، إضافة إلى مقرها الأساسي في مخيم الباطون على طريق الملاهي في الجرود. 


يأتي ذلك، في وقت وصل فيه المقاومون الثلاثة إلى منازلهم في بيروت فجر الاربعاء، حيث وصل المقاوم حمد حرب إلى منزله في منطقة زقاق البلاط في بيروت، كما  وصل المقاومان حسام فقيه الذي وصل إلى منزله في منطقة برج البراجنة، وشادي زحيم إلى برج البراجنة في ضاحية بيروت الجنوبية وسط استقبال شعبي حاشد.

وكان المقاومون الثلاثة غادروا  برفقة المدير العام للأمن العام اللبناني اللواء عباس ابراهيم من وادي حميد إلى مقر الجيش اللبناني في بلدة اللبوة شرق لبنان وسط استقبالات شعبية من قبل المواطنين.
وجاء ذلك بعد تأكيد المدير العام للأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم للميادين نت أن الأمور عادت إلى السكة الطبيعية بخصوص عملية التفاوض مع مسلحي جبهة النصرة في جرود عرسال شمال شرق لبنان.

مصادر سياسية أفادت الميادين أن جبهة النصرة طلبت الثلاثاء مطالب عدة، تم تلبية بعضها ورفض البعض الآخر. وبحسب المصادر بدأت النصرة بعدها عملية رفع السقف أكثر وطلبت "مكاسب أخرى تعجيزية"، فكان الرد الحاسم من المقاومة بإعطاء مهلة نهائية للقبول أو الرفض. وجاء الرد من النصرة ليلة الثلاثاء بالموافقة.
 

وأشارت المصادر إلى أنّ خطوة ترحيل بقية المسلحين وعائلاتهم إلى إدلب ستتم الأربعاء، ويتم التبادل مع أسرى المقاومة هناك غداً إن توفرت كل الشروط اللوجستية اللازمة.

المفاوضات مع النصرة تشمل الاتفاق على إخراج موقوفين من سجن رومية المركزي
وكانت الساعات الأخيرة شهدت وضع "جبهة النصرة" شروطاً جديدة في إطار اتفاق إخلاء جرود عرسال من المسلحين ما أدى إلى تراجع منسوب التفاؤل بالرغم من استمرار المفاوضات التي وصفتها مصادر للميادين بـ"المعقدة" مشيرة إلى أنها "تحتاج لبعض الوقت". 

 

وفي حين أكد مصدر أمني للميادين نت أن المفاوضات مستمرة مع وسيط من ادلب، قال إن المفاوض اللبناني لا يضع أي سقف لعدد النازحين الراغبين بمغادرة عرسال، وأنه متمسك بثوابته ولن يكون الطرف المعرقل ولن يخضع للابتزاز.


وتتابع قيادة الجيش اللبناني عن كثب قضية العسكريين المخطوفين وترفض أن تشمل عملية التفاوض أسماء لها علاقة بخطف أو قتل العسكريين.

وبحسب المصادر فإن "النصرة" تقدمت بلائحة من 18 اسماً كلهم من الجنسيات السورية، ملفات معظمهم متصلة بجرائم إرهاب.

أمام هذه الشروط أكدت مصادر للميادين نت أن الجانب اللبناني "لن يخضع لابتزاز النصرة التي ستتحمل نتائج شروطها التعجيزية المستجدة في الساعات الأخيرة". فضلاً عن أنه "يرفض كل ما يمس سيادته واستقلالية قضائه وبالتالي لن يطلق مجرمين متورطين بسفك دماء العسكريين والمدنيين". وقالت المصادر نفسها "إن السماح بمغادرة الإرهابي شادي المولوي الأراضي اللبنانية خط أحمر".  
وفي وقت سابق قالت مصادر "إن المقاومة حريصة جداً على إنهاء ملف جرود عرسال بالكامل" لكنها شددت في الوقت نفسه "أنه اذا استمرت "النصرة" في الابتزاز فإن لغة القوة العسكرية ستعود".   
وكان مصدر قضائي كشف لـ الميادين نت عن الموافقة على إطلاق أربعة موقوفين من سجن رومية ضمن اتفاق إخلاء الجرود من المسلحين. وقال المصدر إن  الموقوفين الأربعة ثلاثة سوريين ولبناني لم تكن قد صدرت بحقهم أحكام قضائية. فيما جرى الحديث عن إطلاق موقوف خامس لدى الأمن العام. 


وكانت 150 حافلة قد أصبحت داخل عرسال فيما جهز رجال المقاومة بعض الطرقات الجبلية تسهيلاً لمرور الحافلات تمهيداً لتنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق الذي كان من المفترض وفقه تسليم أسرى حزب الله بمجرد مغادرة الحافلات لآخر نقطة في الأراضي اللبنانية.

تحية من مقاتلي المقاومة

وأدّى مقاتلو المقاومة تحية للعقيد الشهيد داني جوزف حرب ورفاقه الذين قضوا في معركة عرسال التي شنّتها جبهة النصرة ضدّ الجيش اللبنانيّ في آب أغسطس 2014.

ويأتي ذلك لمناسبة عيد الجيش اللبنانيّ وعلى أعتاب الذكرى الثالثة لمعركة عرسال، ورفعت الرايات قبالة موقع الجيش اللبنانيّ على مشارف عرسال وأمام المعبر الذي ستسلكه قافلة الحافلات التي ستخلي مسلحي النصرة وعائلاتهم.

وتشمل المرحلة الثانية تبادل أسرى حزب الله بمسلحين من الجبهة، إضافة إلى 9 آلاف من النازحين الذين اختاروا التوجه إلى إدلب السورية.

اخترنا لك