"أحرار الشام" تعين قائداً جديداً لها خرج في صفقة تبادل العام الماضي
مجلس شورى أحرار الشام يعلن تعيين حسن صوفان الملقب أبو البراء قائداً عاماً للحركة بدلاً من علي العمر الملقب "أبو عمار" الذي أعلن استقالته.
وقال علي العمر القائد السابق للحركة في بيان له "إنه لا يمكن لأحد الإطاحة بمشروع الحركة أو إزالتها، بعيداً عن غلو من وصفهم بالمتشدقين"، مشيراً إلى مشروع الحركة ثابت رغم الأزمات، وأنها خسرت 8000 مسلح في صفوفها منذ تأسيسها نتيجة المعارك.
وأضاف العمر "أحزننا جميعاً ما أصاب الحركة على أيدي البغاة المتنطعين ولكن هذا ليس هو نهاية المسار بل أن الساحة لا زالت بحاجتكم ومقومات نجاحكم موجودة بين أيديكم إذا أحسنتم استخدامها واتبعتم شرع ربكم وسنة نبيكم والسنن الكونية المؤدية إلى ذلك".
وأشار العمر في بيانه أنه قدم استقالته بعد الأحداث التي شهدتها الحركة لفسح المجال لغيره ليقوم بإصلاح الحال، مضيفاً أن مجلس الشورى اختار حسن صوفان لتحمل المسؤولية وأن يكون قائداً للحركة.
ووفق المعلومات، كان صوفان معتقلاً في سجن صيدنايا التابع للدولة السورية لمدة 12 عاماً قبل أن يتم الإفراج عنه في عملية تبادل جرت في 25 كانون الأول/ ديسمبر عام 2016 جنوب غرب حلب، جرى خلالها الإفراج عن 14 مختطفاً من الجيش والشرطة ومدنيين كانوا لدى الحركة، مقابل الإفراج عن صوفان الذي جرى تعيينه رئيس مجلس شورى الحركة.
وصوفان من مواليد عام 1979 من مدينة اللاذقية، ودرس العلوم الشرعية في جامعة "الملك عبد العزيز" في السعودية التي اعتقلته في سجونها 12 عاماً ومن ثم سلمته إلى السلطات السورية.
ويعتبر صوفان أحد أبرز منظري التيار الإسلامي في سوريا، ومقرب من مؤسس الحركة حسان عبود، وصهر "محب الدين الشامي" رئيس المكتب السياسي السابق فيها، واللذين قتلا في تفجير مقر قيادة الحركة في بلدة رام حمدان شمال إدلب في مع عشرات القيادات والعناصر.
وكان صوفان قد صرح في 19 تموز/ يوليو 2017 خلال الاقتتال مع هيئة تحرير الشام قائلاً "إن المعركة ضد الهيئة وجودية ولا مهرب منها".
وأضاف صوفان حينها "إن الحركة تعرضت إلى عدة اعتداءات من بعض مكونات الهيئة لكنها صبرت وكظمت غيظها، عسى أن تتحمل الهيئة المسؤولية وتبحث عن حلّ مع الأحرار". واعتبر صوفان أن المعركة مع "الهيئة" استحقاق وجودي، يتمثل في التصدي لحملة بغي عظيمة، حسب وصفه.
وذكرت مصادر معارضة أن أبو صالح طحان ينوي الانشقاق مع 1000 من عناصره عن "هيئة تحرير الشام" والعودة بهم إلى صفوف الحركة بعد الخلافات الأخيرة مع أبو جابر الشيخ ورفضه للاقتتال الذي بدأته الهيئة ضد الحركة، وأضافت المصادر أنّه من المرجّح أن يتسلم الطحان القائد العسكري في الحركة في حال قرر الانشقاق، وذكّرت ببيان "هيئة تحرير الشام" الأخير الذي مُنعت فيه أي مجموعة منشقة عنها الخروج بسلاحها.
وتعرضت الحركة خلال الأيام الماضية لخسارة عدد كبير من مقاتليها وانشقاق 14 كتيبة ولواء عنها، بالإضافة إلى خسارة معظم مناطق نفوذها والمعابر الحدودية في محافظة إدلب بعد المعارك بينها وبين "هيئة تحرير الشام" التي وضعت يدها على معظم المحافظة وبدأت الهيمنة على القرار فيها ومنع أي تشكيل عسكري جديد.