عملية الموصل – اليوم الحادي عشر والثاني عشر: في انتظار بدء معركة الشرق
اتسمت العمليات العسكرية بشكل عام خلال هذين اليومين بانخفاض وتيرة المعارك وتحولها من السيطرة على مناطق جديدة إلى تقوية السيطرة على المناطق والقرى التي تم تحريرها خلال الأيام الماضية وتطهيرها من أي تواجد مستتر لعناصر داعش، ومن العبوات الناسفة والأنفاق واستكمال العمليات تجاه المناطق المحاصرة وعلى رأسها "بعشيقة".
في المحور الغربي سيطرت قوات الشرطة الاتحادية على مخازن عدة للذخيرة وعلى مدافع هاون عدة، تستمر وحدات الحشد الشعبي في التحرك إلى قضاء الحضر لبدء معاركها في هذا المحور وصولاً إلى تلعفر في الشمال الغربي. انضمت كتائب بابليون التابعة للواء 30 في فوج المهمات الخاصة إلى قوات الحشد المتقدمة في هذا الاتجاه بجانب عصائب أهل الحق وحشد تلعفر.
الجبهة الجنوبية الشرقية "الكوير": لم يتغير الوضع الميداني فيها عن الأيام السابقة، تمت فيها عمليات تأمين لبلدة "كارمليش".
الجبهة الشرقية "الخازر" – الجبهة الشمالية الشرقية "بعشيقة": تتركز العمليات فيها في محور "برطلة" التي تم إنهاء عمليات تأمين المناطق الموجودة به وعثر فيه على عدة معامل للمتفجرات والتفخيخ. جهاز مكافحة الإرهاب بدأ عمليات استطلاع مواقع تنظيم داعش في حي "كوكجلي" الذي تتواجد على أطرافه الشرقية قوات تابعة للجهاز لتقييم الوضع قبل إطلاق الهجوم الرئيسي للسيطرة عليه وعلى حي "القدس" كمرحلة أولى خصوصاً بعد بدء التمهيد المدفعي في هذا المحور. في الجبهة الشمالية الشرقية مازالت المعارك دائرة بين القوات المشتركة وتنظيم داعش لإتمام الطوق حول "بعشيقة" و"بحزاني". سيطرت القوات على بلدة "الفاضلية" غرب بعشيقة وخاضت معارك عنيفة تعرضت فيها خلال اليومين لعدة هجمات بالسيارات المفخخة وتمكنت من إيقاف هجوم كبير لداعش في هذا المحور.
الجبهة الشمالية "تل أسقف – سد الموصل": انتهت قوات الفرقة السادسة عشر في هذا المحور من تطهير بلدة "باطنايا" وتستمر التحركات لتطويق قضاء "تلكيف".
على الرغم من عدم وجود أي مبررات خططية أو ميدانية لتأخير انفتاح قوات الحشد الشعبي في المحور الغربي، إلا أن بدء هذا التحرك سيساهم بشكل فعال في إنجاح عملية الموصل. خطة انتشار قوات الحشد تعتمد على التحرك على ثلاثة محاور، الأول في اتجاه منطقة "عين الجحش" جنوب القضاء والثاني في اتجاه "المحلبية والشيخ إبراهيم" وسط القضاء والثالث من غرب محور القيارة باتجاه جنوب مركز الموصل على طريق "شارع بغداد". هذه الجبهة التي تعتبر الأكبر في كل جبهات معركة الموصل ستحدد المدى الزمني الذي ستستغرقه عملية تحرير مركز الموصل، المهام الموكلة لقوات الحشد تتلخص في عزل المنطقة الجنوبية عن الموصل بحيث يتم إنهاء أي محاولات لإمداد الموصل بمقاتلين وأعتدة عسكرية وهذه المحاولات مستمرة، ولعل الضربة الجوية الروسية لرتل تابع لداعش قرب مدينة البوكمال السورية متجه للحدود العراقية دليل مهم على ذلك.