تغريدات السياسيين عن انتخاب الرئيس اللبناني: بين التهنئة والتجاهل
بين مهنئ ومتجاهل ومع قليلٍ من الضحك والمزاح، تراوحت مواقف السياسيين اللبنانيين على موقع تويتر تعليقاً على الإستحقاق الرئاسي الذي أفضى إلى إنتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية.
-
-
الكاتب: سجى مرتضى
- 31 تشرين اول 2016
النائب وليد جنبلاط منشغلاً بالتغريد خلال جلسة انتخاب رئيس الجمهورية اللبنانية اليوم
لم تكن مواقع التواصل
الإجتماعيّ اليوم هي وسيلة اللبنانيين الوحيدة للتعبير عن آرائهم بإتمام الإستحقاق
الرئاسي بانتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، بل كانت أيضاً الوسيلة الأبرز للسياسيين
اللبنانيين، بحيث اكتظ موقع تويتر بتغريداتهم التي سجّلوا من خلالها موقفهم من
انتخاب عون رئيساً.
ولم تتمحور الإحتفالات
والتبركيات فقط على نواب ووزراء كتلة التغيير والإصلاح، بحيث غرّد كل من الوزير
جبران باسيل والنائبين آلان عون وسيمون أبي رميا محتفلين ومباركين "إنتصارهم
الكبير" في الإستحقاق الرئاسي وواصفين
هذا اليوم بـ"يوم القيامة" في لبنان ومتعهدين للعماد عون الإستمرار إلى
جانبه ودعمه في مشواره الرئاسي. بل برز بوضوح أيضاً إحتفال رئيس حزب القوات
اللبنانيّة سمير جعجع بانتخاب عون، فغرّد قائلاً "عادت الحياة الى لبنان من
جديد ومعراب ستأكل البقلاوة"، أيّ إنّ حزبه سيحتفل اليوم بهذا الإستحقاق
الكبير.
كما وهنأ جعجع
في تغريداته الشعب اللبناني بعد مقاطعة دامت لسنتين ونصف وقال "أهنئ العماد
عون وتعاوننا سوياً سيكون ضامناَ للعهد". وتوجه جعجع إلى الذين عارضوا وصول عون إلى الرئاسة، قائلاً "أدعو المعارضين أن يحاسبوا سلوك العهد انطلاقاً من اليوم".
ومن جهته غرّد الوزير السابق زياد بارود مهنئاً اللبنانيين بعودة الرئاسة قائلاً "مبروك
للبنان وللشعب اللبناني عودة الرئاسة من أجل الناس, كل الناس، موالين ومعارضين".
وكعادته، يطغى أسلوب
السخرية والترفيه على تغريدات رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط. وبالرغم من أنّ النائب
الإشتراكيّ رشّح وانتخب عون، إلاّ أنه فضّل بتغريداته المتواصلة اليوم خلال الجلسة
وما بعدها أن يسخر من الإستحقاق الرئاسي مستخدماً على تويتر مجموعة صور عن روما والرومانيين
معلقاً عليها "روما تحترق.. هلمو هلمو يا شباب العرب" و"دورة
ثانية.. منعادة يا شباب".
ولم يكفِ ظهور الرئيس
السابق سعد الحريري متجاهلاً الرئيس عون خلال جلسة اليوم، بحيث مرّ أمامه أكثر من
مرّة دون أن يلقي عليه التحية أو يتحدث معه، بل انسحب تجاهل الحريري الذي رشح عون
للرئاسة منذ أيام على الحدث، فلم يغرّد حتى إعداد هذا التقرير لتهنئته، بالرغم من
أنه يمكن إعتباره السياسيّ اللبنانيّ الأكثر نشاطاً وتفاعلاً على موقع
"تويتر"، كما وامتدّ هذا التجاهل ليشمل كلاً من النائب بهية الحريري وأحمد
الحريري ونواب كتلة المستقبل.
غاب أيضاً نواب ووزراء كتلة
التنمية والتحرير عن التغريد، كما وتجاهل رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان الذي
كان حاضراً في جلسة اليوم كضيف، تهنئة عون، واكتفى في تغريدته على حسابه الشخصيّ
على تويتر بتذكير اللبنانيين بأنه لولا الجيش اللبناني وشهدائه لما نجح لبنان في
انتخاب رئيس. ومن جهة أخرى تمحور الحدث الرئاسي بالنسبة لرئيس حزب الكتائب والنائب
في البرلمان اللبناني سامي الجميل حول "ثورة الأرز" التي حازت على 5
أصوات في جلسة الإنتخاب وهي الأوراق التي عدّت ملغاة، وغرّد معلقاً على صورة تجمعه بكتلته النيابية "ثورة
الأرز في خدمة لبنان".
أمّا المرشح الرئاسيّ
والنائب سليمان فرنجية، فهنأ الرئيس الفائز بكل روح رياضية، معتبراً أن الخط
السياسي المقاوم قد انتصر بوصول عون الذي وصفه بـ"الحليف السياسيّ" إلى
سدّة الرئاسة، كما وركز فرنجية في تغريداته على المرحلة المقبلة في لبنان، مثنياً
على علاقته القوية برئيس مجلس النواب نبيه بري، وعلى تحالفه مع الرئيس السابق سعد
الحريري الذي قد يتوّج بتحالف خلال الإنتخابات النيابية بدون أن يحسم مشاركته في
الحكومة المقبلة.
الروح الرياضية أيضاَ تجلّت
عند رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي الذي لم يصوّت لعون، معبّراً عن "إحترامه للإرادة
النيابية" التي أوصلت عون إلى الرئاسة "من موقع المسؤولية أولًا ومن موقع
إحترام الأصول الديمقراطية"، واضعاً نفسه في موقع "المعارضة البناءة التي
ستبني مواقفها بحسب أداء العهد والحكومة التي ستتشكل". وتعهد ميقاتي أن تكون
معارضته منطقية ومتوازنة، قائلاً "سنكون العين الساهرة، فلا تجريح في الإنتقاد
ولا مبالغة، ولا مسايرة على حساب المبادىء الأساسية التي عليها تقوم الأوطان".