أرمن حي الميدان في حلب.. يدفعون ثمن صمودهم لأجل سوريا

يعد حي الميدان من أكثر المناطق المستهدفة على يد الجماعات المسلحة بقذائف الهاون وقوارير الغاز. الحي الذي يقطُنه الأرمن في حلب يمثّل خطَّ تماس مباشراً مع الجماعات المسلحة التي فشلت في دفع سكانه إلى مغادرته.

عشرون ألف أرمني يصرون على البقاء في حلب رغم الأزمة
يقلب ناظريه بين بقايا حطام منزله. يتذكر معها لحظات سقوط ستة قذائف هاون على بيته الواقع في خطوط التماس مع الجماعات المسلحة على جبهة بستان الباشا. واسكين نرسيسيان، قصته واحدة من بين مئات قصص معاناة الارمن في حلب مع قذائف الهاون. يروي واسكين للميادين كيف تحوّل بيته إلى ركام فجر أحد الأيام بعدما انفجرت فيه قذيفة هاون.    سكن الأرمن حي الميدان منذ عشرات السنين وكانوا عصباً اقتصادياً مهماً في المدينة بورش ومعامل افتتحوها هنا. القصف اليومي بقذائف الهاون وجرار الغاز المتفجرة أجبرت واسكين وغيره على مغادرة البيوت في الخطوط الأمامية للحي وعلى الانتقال إلى بيوت أخرى في المنطقة نفسها. أكثر من مئة وخمسين أرمنياً تكفلت قذائف الهاون بإنهاء سيرة حياتهم في حين أصيب المئات وتضررت عشرات المنازل. بحسب الناشط الإعلامي هوفيك شريهيان فإن هذه هي ضريبة الصمود واستمرار الحياة في سوريا معرباً عن أمل كبير بعودة البلاد كما كانت. معاناة الأرمن في حلب كونهم يقطنون مناطق التماس المباشر داخل المدينة تمثلت في هجرة بعضهم وفي دفع آخرين إلى التمسك بالأرض. هذا ما يؤكده بابا الكنيسة الكاثوليكية هاروت سليميان الذي يقول "إن تمسكنا بتراب سوريا له علاقة بالمبدأ الوطني الذي تربينا عليه". ويبقى حي الميدان في حلب يحكي قصة تمسك الطائفة الأرمنية بمناطقها على الرغم من الاستهداف الممنهج لوجودهم في المدينة. 

اخترنا لك