كان من أهم نتائج هذه العملية هو توسيع نطاق التمركز الثابت لقوات المراقبة والتأمين في منطقة جنوب العريش والتي كانت تشهد تنقلات مستمرة لعناصر داعش، هذه التمركزات الثابتة الجديدة ضمنت السيطرة على الطريق الدائري والمراقبة الدائمة للمواقع المحيطة بالمنطقة الصناعية. بدأت منذ أيام عمليات استعداد وتحشد للقوات في مدينة رفح استعداداً لإطلاق عمليات تمشيط واسعة في محيطها ومدينة الشيخ زويد التي استهدفت المدفعية فيه محيط قرية العكور، كما أطلقت قوات الجيش الثالث الميداني عمليات واسعة في محيط جبل الحلال ومنطقة الغرقدة بوسط سيناء. خلال الفترة المذكورة تكثفت بشكل ملحوظ عمليات الجيش الثالث في وسط سيناء والتي أسفرت عن مقتل ستة من عناصر داعش والقبض على نحو ثمانية عناصر إلى جانب عشرة مشتبه بهم، وتدمير أربع سيارات دفع رباعي و13 دراجة نارية وستة مواقع تمركز كان في إحداها عربتان مفخختان.

نتيجة لعمليات الجيش في هذا النطاق، تقلصت بشكل كبير عمليات داعش في شمال سيناء خلال هذه الفترة كماً ونوعاً، كانت أغلب هذه العمليات هجمات سريعة بعناصر قليلة مسلحة تقوم بإطلاق النار على الكمائن العسكرية والأمنية كما حدث ضد كمين شارع البحر بمدينة العريش والذي أصيب فيه جنديين، إلى جانب حوادث مماثلة استهدفت كمائن الطريق الدائري والفواخرية في العريش أسفرت عن استشهاد جندي، وهجوم آخر على كمين للشرطة المصرية جنوب العريش أسفر عن إصابة فردي أمن. كذلك نفذ التنظيم عمليات اغتيال طالت عناصر مدنية وعسكرية، فقتل أحد أفراد قبيلة الرميلات في منطقة أبو حلو جنوبي رفح بعد اختطافه لعدة أيام، وقتلت آخر في قرية شيبانة، وقامت بتصفية ثلاثة مدنيين في حي المساعيد غربي العريش. كما اغتال التنظيم ملازماً أول بعد استهداف سيارته بالرصاص غربي العريش، وأمين شرطة في منطقة الكرامة وسط العريش، واغتالت أربعة عناصر من الشرطة والجيش أثناء استقلالهم سيارة مدنية غربي العريش. وعلى الرغم من فشل عدة محاولات لاستهداف سيارات الشرطة والجيش بالعبوات الناسفة في العريش خلال هذه الفترة، إلا أن التنظيم تمكن من تفجير عبوة ناسفة بشاحنة تابعة للشرطة جنوبي العريش مما أسفر عن استشهاد فردين وجرح ستة.

في سياق آخر، نفذت قوات الجيش المصري خلال هذه الفترة مناورتين مهمتين، الأولى بحرية مع اليونان تحت إسم "ميدوزا 2017" والثانية جوية مع الكويت تحت إسم "اليرموك 3"، وتسلمت القوات البحرية المصرية رسميا الغواصة الثانية من الفئة 1400/209 في مدينة كيل الألمانية، وتسلمت القوات الجوية مقاتلتين إضافيتين من نوع "رافال" فرنسيتي الصنع، ليصبح مجموع ما تسلمته مصر من هذا النوع حتى الآن 11 مقاتلة. وصل إلى مصر خلال هذه الفترة نماذج من المدفعية الكورية الجنوبية ذاتية الحركة "K9" والفرنسية "Ceaser" لتقوم قوات المدفعية المصرية بعمليات تقييم لها تمهيداً للتعاقد على بعضها.

بعيداً عن سيناء، لم تشهد المحافظات المصرية أي عمليات إرهابية سوى استشهاد ضابط ومدني وإصابة ثلاثة مدنيين بعد اشتباك دورية للشرطة مع مسلحين إثنين كانا داخل سيارة متوقفة في منطقة بمركز أسنا بمحافظة الأقصر، عثر داخلها على أحزمة ناسفة وأسلحة، كما تعرض تمركز أمني يقع أمام مقر الأمن الوطني بمنطقة شبرا الخيمة بالقليوبية إلى إطلاق نار لم يسفر عن أيّ خسائر بشرية. شهدت هذه الفترة محاولة هجومية استهدفت تفجير كتيبة رادار تقع على أطراف قاعدة محمد نجيب العسكرية التي تم تدشينها مؤخرا، لكن تم إحباط الهجوم وقتل فردان كانا داخل السيارة المحملة لما يتجاوز وزنه طناً من المتفجرات.

فيما يتعلق بعمليات وزارة الداخلية في هذه الفترة، استمرت مداهمات الشرطة المصري في عدد من المحافظات المصرية لأماكن اختباء عناصر حركة "حسم" المسلحة والمرتبطة بجماعة الأخوان، كانت أولى المداهمات تستهدف مركز للتدريب على استخدام الأسلحة أقيم في منطقة صحراوية بمحافظة الفيوم، وأسفرت المداهمة عن مقتل ثمانية من عناصر التنظيم بعد اشتباكهم مع القوات المهاجمة، تلا ذلك مداهمتين في محافظتي الجيزة والشرقية تم فيهما القبض على خمسة مطلوبين تابعين للتنظيم، ثم مداهمتين في منطقتي السادس من أكتوبر وفيصل بمحافظة الجيزة تمت فيهما تصفية أربعة عناصر والقبض على عنصرين، كما داهمت الشرطة عقار في منطقة عزبة السقيلي بمركز الخصوص بمحافظة القليوبية واشتبكت مع عناصر تابعة لحسم بداخله مما أدى إلى مقتل عنصرين، ونفذت مداهمة أخرى لمزرعة تقع في مركز الخانكة بمحافظة القليوبية وتمكنت من تصفية فردين بداخلها.

كان ملحوظاً تكثيف عمليات الشرطة المصرية في المحافظات الجنوبية وخاصة في مناطق الظهير الصحراوي الغربي المتاخم لمحافظات الوجه القبلي، فنفذت مداهمة كبيرة لقرية الكرنك بمركز أبو تشت في محافظة قنا للبحث عن أفراد خلية تكفيرية نفذت خلال الفترة الماضية عدة هجمات ضد مسيحيين وكنائس، وتمكنت من تصفية ثلاثة مسلحين، استمرت عمليات التمشيط في هذا المركز لملاحقة بقية أعضاء الخلية وتمكنت القوات من قتل أحد عناصرها بعد أن قام بتفجير نفسه أثناء ملاحقته، ثم قتلت عنصرين أحدهما انتحاري أثناء مداهمة في منطقة جبلية تقع بالكيلو 150 بطريق الفرافرة – ديروط بمحافظة أسيوط.