لأنّ القصص التي لا نرويها تُصبح ملكاً لأعدائنا.. "عُدنا لنروي"

اليوم وفي ضوء تصاعُد كفاح الشعب الفلسطيني في القدس وإضرابات الأسرى في السجون الإسرائيلية، يأتي وثائقي "عُدنا لنروي" ليحكي قصة خمسة أسرى سابقين، برغم تنوّع أفكارهم السياسية والعقائدية، آمنوا بالبندقية كخيار وحيد ضدّ إسرائيل.. فانتصروا.

تمنّى أحد الأسرى لو تعود أيام الأسْر لأنها "أجمل أيام"
قيل إن المُنتصِر هو مَن يكتب التاريخ، ولأننا شعوب خاوت الانتصار وعاشته، ولأن بيننا أبطالاً استشهدوا فتركوا خلفهم قضية، وأسرى هُدرت حريتهم فتركوا لنا موقفاً.. ولأن لنا رجالاً رفعوا التاريخ على ظهورهم، جذّبوه من الإرهاب وهذّبوه ليليق بنا، وانتصروا.. من أجل كل ما سبق، وكل ما سيأتي "عُدنا لنروي".

 

على وقْع موسيقى هادئة بسرْدها، مُستفزّة بأنغامها يسرد وثائقي "عُدنا لنروي" تفاصيل أسرى عاشوا وراء القضبان لسنوات. وثائقي بدأ برحلة امتدّت من مُخيّم شاتيلا في بيروت، إلى جبل الشيخ، فبحر اللاذقية و بوابة فاطمة جنوب لبنان.. خمسة أسرى واجهوا الاحتلال بالصبر والعزم وخرجوا من الأسر  من دون اعتذار أو تفاوض، قابلتهم المُخرِجة "يارا أبو حيدر" سمعت قصصهم المخبوزة بالحبّ رغم الأسى الذي يتخلّل تفاصيلها.

 

في الوثائقي الذي تعرضه الميادين عند التاسعة من مساء الأحد بتوقيت القدس الشريف، مشاهد قد لا تلتقطها العين المُجرّدة. السلحفاة التي تهرول على استحياء حضرت، والأفعى التي ترقص أمام الكاميرا بلا مواربة كانت هنا. المشاهد التصويرية تجعل المُشاهِد يشعر بجمال وروعة بلادنا، حيث السماء تعانق الأرض والشمس تشرق فخورة بأن هناك رجالاً أشدّاء تحتها، رجالاً تحمي كل شبر من الأراضي التي حاول المُعتدي على مرّ الأيام احتلالها، ولم يزل يحاول، وما زلنا نحن وإن من وراء القضبان، نقاوم. 

   

الأسرى الخمسة الذي يروي الوثائقي قصة أسْرهم يحاكون القلب مباشرة، كلامهم عفويّ وبسيط. أحدهم تمنّى لو تعود أيام الأسْر لأنها "أجمل أيام". أسير آخر روى كيف وجد نفسه فجأة بين جنود إسرائيليين وكيف "أكلَ قتْل" منهم. من بين الأسرى إمرأة عاشت سنين وراء قضبان الاحتلال الإسرائيلي، واليوم تروي بحضور أولادها كيف تحمّلت الأسْر، وعلى رغم من قساوة القيود إلا أنها تطالب زوجها اليوم بمرافقته إن عاد إلى أرض المعركة ليُقاوِم. 

 

في وثائقي "عُدنا لنروي" من إنتاج "قناة الميادين" شهاداتُ نصرٍ كاملة يرويها أبطال عاشوا ما يُشبه الموت، لكنهم ما ماتوا.. لأن بلادهم تستحق أن تُكتَب لها الحياة. تفاصيل كثيرة في "عُدنا لنروي" تعرض شهادات حيّة وتروي قصصاً تُسجّل في الذاكرة والتاريخ بأحرفٍ من صبرٍ، ونصر. 

اخترنا لك