داعش يعيد إحياء إستراتيجية بث الرعب بسبب تراجعه في سوريا والعراق
همجية "داعش" التي تنمو من القتل ذبحاً إلى القتل حرقاً، تحاول إحياء استراتيجية بث الرعب التي تراجعت في سوريا والعراق، لكنها حافزٌ لتوحيد المواجهة.
استراتيجية بث الرعب بالذبح والدم، ساهمت في توسعه على حين غرة، وجعلته وحشاً كاسراً يأكل فريسته تحت الصدمة. هذه الموجة التي صعد عليها "داعش" في عصره الذهبي، تجاوزتها المواجهة التي يخوضها أطراف كثيرة وجهاً لوجه مع "داعش" والنصرة. في العراق، تراجع داعش تحت ضربات الجيش والكرد والحشد الشعبي، وعلى الرغم من المجازر التي تتعرض لها عشائر العراق العربية، فإنها تطارد داعش من قرية إلى قرية. في عين العرب، كما في باقي الأراضي السورية، ينهزم داعش في مواجهات عسكرية على خطوط الجبهة، في القتال والحرب. داعش، يتفوق في القتل والذبح، لكنه قابل للهزيمة في القتال والمواجهة، لهذا السبب على الأرجح، أراد استعادة صيت وحشية متميزة في حرق الأحياء. ما سماه "شفاء الصدور" في هذه الهمجية المقززة، قد لا يخفي حقداً خاصاً ضد من يسميهم السنة العرب الذين لم يبايعوه آمراً ناهياً على أمرهم وعلى أرضهم وحلالهم. العشائر العربية العراقية، تذوق طعم هذا الحقد المر منذ بعض الوقت. لكن هذه الهمجية، أوضحت في الوقت نفسه، وبما لا يدعو الى التفكير كثيراً، أن ما قيل بشأن دفاع داعش عن أهل السنة والجماعة، لم يكن أقل من نفح عن حياض داعش. الأردن الذي أصابته همجية داعش، قد يجد طرقاً عديدة للانتقام والثأر، لكن مواجهة تمدد همجية داعش إلى الأردن وغيره، هي على جبهة القتال ضد داعش، على الأرض، في العراق وسوريا.