انحسار نفوذ داعش في سوريا والعراق يدفعه نحو التفنن في الإجرام
تزداد وتيرة العنف لدى داعش إلى حد التفنن في القتل والإجرام، في مؤشرٍ ربما على خسارته على الأرض، فالمعلومات تشير إلى أن نفوذ تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" إلى انحسار.
فخلال أسبوع واحد فقط تراجع داعش في عين العرب وفي 30 قرية محيطة بها، ليقتصر وجوده على ريفها، إضافة إلى عدد غير قليل من عناصره في القرى، وذلك بعد معارك قادتها وحدات حماية الشعب الكردية بمشاركة فصائل من الجيش السوري الحر. تراجع نفوذ داعش أيضاً في الحسكة شمال شرق سوريا، المعلومات تشير إلى أن التنظيم تراجع في مناطق عديدة في هذه المحافظة، كما إنه يخوض اشتباكات متواصلة مع قوات كردية في المناطق المتاخمة لنفوذها في المنطقة، ما أدى إلى تراجع التنظيم في قرى في الجنوب والجنوب الغربي للمحافظة، لتبقى المعارك بين القوات الكردية وداعش محصورة في المناطق المتاخمة لنقاط وجود وحدات حماية الشعب الكردية في الحسكة. ووفق المرصد السوري بقيت مناطق نفوذ داعش في مركدة والشدادي بريف الحسكة الجنوبي. في عين العرب والحسكة وأيضاً في دير الزور المرصد السوري يؤكد تراجع نفوذ داعش على جبهة المطار العسكري، حيث "تجمدت قوة التنظيم على الهجوم" وفق التعبير الذي استخدمه المرصد، الاشتباكات هنا بين الجيش السوري وداعش متواصلة ويتخللها غارات للطيران السوري على بعض المناطق المحاذية للمطار، وفق المرصد السوري أيضاً. علماً أن التوتر سيد الموقف في مناطق سيطرة داعش في مدينتي البوكمال والميادين. في المحصلة وإذا ما جمعنا المشهد بشكل متكامل، يمكن ملاحظة مؤشرات عن نقل المعركة إلى مدينة جرابلس في شمال شرق حلب، هذه المدينة الحدودية مع تركيا من الشمال، ومع عين العرب كوباني من جهة الشرق، بهدف طرد داعش من المنطقة. وهذا يقود أيضاً إلى ملاحظة أن إمكانية امتداد المعركة إلى مناطق نفوذ داعش في ريف حلب الشرقي وريف حلب الشرقي الشمالي وريف الرقة، هذه الإمكانية ربما باتت قريبة. تبقى عين العرب برغم أنها كمدينة غير استراتيجية، ولكنها تشكل على ما يبدو مفصلاً في مسيرة داعش الدموية، فمدير المرصد السوري قال صراحة إن داعش لم يعد قادراً على فتح جبهات جديدة، بعدما خسر ألفي مسلح في عين العرب.