اتفاق "مينسك".. نصف حل أفضل من استمرار الإحتراب شرق أوكرانيا

بالرغم من أن وثيقة قمة "مينسك" تضع جدولاً زمنياً لوقف إطلاق النار والفصل بين قوات الطرفين المتحاربين، إلا أنها تبقي الباب مفتوحاً أمام تفسيرات مختلفة للمستقبل السياسي للمناطق المتنازع عليها.

الاتفاق في مينسك يعتبر نصف حل، ويعول على استكماله لوقف الحرب في أوكرانيا (أ ف ب)
تفاؤل حذر بما تم التوصل إليه في مينسك بعد مباحثات ماراتونية في قمة "رباعي نورماندي".

هو إذاً نجاح جزئي وليس إختراقاً، لكن أنصاف الحلول في ظل الاقتتال الدامي في جنوب شرق أوكرانيا، وما رافقه من إحتدام للمواجهة بين روسيا والغرب على خلفية هذا الاقتتال، ربما أفضل ما كان يمكن التوصل إليه في الظروف الراهنة.

سكان منطقة الدونباس عاد إليهم بصيص الأمل، بأن القذائف لن تتساقط على رؤوسهم بعد الخامس عشر من الشهر الجاري، والمسلحون على طرفي خط التماس لن يرى بعضهم البعض الآخر عبر مصوبات البنادق بعد هذا التأريخ. ويبقى السؤال، هل سيصمد هذا الاتفاق ويتجسد سلاماً مستداماً؟

يقول ألكسندر برود، مدير مكتب موسكو لحقوق الإنسان "بعد توقيع اتفاقية مينسك من قبل رئيسي جمهوريتي دانيتسك ولوغانسك الشعبيتين بمباركة القادة الأوروبيين يبقى مهماً الآن أن يلتزم الجانب الأوكراني بهذه الاتفاقية لأن تجارب مينسك السابقة أظهرت عدم تنفيذ كييف لالتزاماتها وكانت الوثائق تولد ميتة عملياً".

الأوروبيون تنفسوا الصعداء بالرغم من أنصاف الحلول، لأنهم لا يريدون المزيد من التصعيد العسكري على حدود الاتحاد الأوروبي، فالحرب لو زاد سعيرها سيكونون هم أول من يكتوي بنارها. ولكن ماذا سيقول الأميركيون؟

يتابع ألكسندر برود "هذه الاتفاقية يجب أن تكون الولايات المتحدة طرفاً فيها، لأن واشنطن في اعتقادي هي المحرض والمخرج والملهم والممول لهذه الأحداث الدامية، وهذه الحقيقة كانت واضحة للعيان منذ اندلاع الاضطرابات في ميدان كييف، وفي علاقات الساسة الأميركيين مع قادة أوكرانيا".

فلاديمير بوتين هو الذي أعلن على الملئ نتائج قمة مينسك.. سيد الكرملين حقق تقدماً آخر في سجاله الديبلوماسي مع البيت الأبيض، والتقدم سيصبح انتصاراً إذا خفف الأوربيون عقوباتهم على روسيا.

اخترنا لك