لبنان: "المستقبل" تجاوز تداعيات اغتيال الحريري ويؤرقه التحدي السلفي
تيار المستقبل في لبنان تعايش مع المتغيرات التي تلت اغتيال مؤسسه الرئيس رفيق الحريري، إلا أن تمدد التيارات السلفية في السنوات الأخيرة تؤرق هذا التيار الذي دخل في حوارٍ مع خصمه السياسي حزب الله لتجنيب لبنان تداعيات الأزمات في الجوار.
يقول أحمد فتفت النائب اللبناني والقيادي في تيار المستقبل "حجم هالة رفيق الحريري كانت كبيرة، وتسمح بليونة أكثر بكثير، اليوم تطورنا باتجاه تنظيم شبه حزبي، حتي نكمل المسيرة ونحافظ على الرسالة، كان لدينا أهداف عديدة خلال السنوات الماضية واستطعنا تحقيقها، وأهمها المحافظة على لبنان من أن يذهب باتجاه حرب أهلية، وحققنا المحكمة الدولية.. وأستطعنا تأكيد ميثاق البريستول والذي يمثل قوى 14 آذار". تيار المستقبل تعايش مع السنوات العشر بعد اغتيال الحريري كجزء من محور تقوده الرياض، فناصب الخصومة لدمشق وحلفائها في لبنان، إلا أن قيادة المستقبل قررت التحاور مع حزب الله في خطوة وصفها بعض نواب المستقبل بالخيار الاستراتيجي. المراقبون هنا في لبنان يعتبرون الحوار بين المستقبل وحزب الله بالضامن للاستقرار، عدا عن مساهمته في تخفيف الاحتقان الطائفي. يقول نبيل بو منصف نائب رئيس تحرير جريدة النهار اللبنانية "ليس من السهل أن يبقى تيار المستقبل يدفع باتجاه الاعتدال ضمن هذا الاستقطاب الحاد في الشارع السني على مستوى المنطقة، وبالتالي أعتقد أن هذا ما رآه خصمه حزب الله، الذي أصبح بحاجة إلى خصم معتدل يبقيان على طاولة الحوار". تداعيات اغتيال الرئيس الحريري لا تزال ترخي بظلالها على المشهد السياسي اللبناني، وإن كان رئيس تيار المستقبل سعد الحريري تخلى في مرحلة سابقة عن اتهامه السياسي لخصومه الذين اتهمهم بالمشاركة باغتيال والده. لكن التيار يواجه في لبنان مأزقاً يتمثل في تمدد التيارات السلفية على حسابه، وما إبعاده للنائب خالد الضاهر المقرب من الجماعات السلفية إلا أحد أوجه هذا المأزق.